الصفحة الأخيرة

ثائر العجلاني.. أيها المغامر الجميل.. لنا لقاء آخر

 نعيم إبراهيم : 

ثائر العجلاني.. أيها المراسل الحربي المقدام.. الشاب الذي امتاز بحماسة قل نظيرها دفاعاً عن سورية الأرض والإنسان.. وعن رسالة الإعلام السامية في نقل الحقيقة مهما كانت.
قرأنا لك وقرأناك على صفحات «الوطن» واستمعنا إليك عبر أثير «شام إف إم» من جوبر التي أرادوها مجزرة بحق كل الوطن السوري وأنت الذي قلت لنا ذات مرة «أخاف أن يحرر أبطال الجيش العربي السوري جوبر ولا أكون أول من يزف بشرى النصر».
ثائر العجلاني.. لن نبكيك.. ولن نرثيك.. ولن نقف يوماً على الأطلال نندب حظ هذه الأمة التي أنجبتكَ وترعرعتَ في جنبات شامها نبراساً على خطا السلف الصالح ورسل الكلمة.. الطلقة.. في معركة التحرير والخلاص من رجس الإرهاب والفساد.. فكنت المثال المحتذى لنا ولغيرنا.
ثائر العجلاني.. سنفتقدك إنساناً وزميلاً ناقلاً لحقيقة الحرب العدوانية على سورية وربيعهم النجس.. أيها المغامر الجميل كم من مرة قلت لك وأنت في قلب الحدث، توخَّ الحذر وكنت ترد بأن الأعمار بيد الخالق وإننا جنود سلاحنا، كلمة الحق نوصلها مهما كان الثمن.. فسورية تستحق منا كل إقدام وشجاعة من أجل صونها والذود عنها.
ثائر العجلاني.. اليوم تنضم إلى قائمة الشرف العظيم.. قائمة شهداء سورية وفلسطين والعراق وليبيا وتونس ولبنان ومصر والجزائر.. وكل الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج.. لا بل كل هذه البسيطة الرحبة وقد أنجبت كثراً مثلك ما أغرتهم سياسة البترودولار ولا كل ترهات ديمقراطياتهم وحرياتهم وعدالاتهم وتعددياتهم ووسخ أفكارهم.
ثائر العجلاني.. أيها الشاهد الشهيد.. اليوم يحتضنك ثرى الوطن لتكون أنت البقاء ويكونوا هم العابرين.. نعدك نحن بأن نكون مشاريع شهادة لحياة باقية.. كيف لا وياسمين الشام خبرنا منذ الأزل أن هذه الجنبات لن تكون إلا لمن دمشقها لبِنةً لبنة وسار على دربها وزرع الأمل في نفوس أبنائها.. بأن النصر آت لا ريب فيه وأن الذين ظلموا سيعلمون أي منقلب ينقلبون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن