ثقافة وفن

الثقافة.. لوعي الحياة في انطلاق فعاليات مهرجان الحسكة الثقافي

| الحسكة- دحام السلطان

برعاية المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء، وبمناسبة يوم وزارة الثقافة انطلقت في المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة يوم الخميس الماضي فعاليات مهرجان الحسكة الثقافي الذي تقيمه مديرية الثقافة بالمحافظة تحت عنوان «الثقافة لوعي الحياة» احتفاءً بيوم وزارة الثقافة.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول من المهرجان نشاطات ثقافية منوعة شملت إقامة معرض لبيع الكتب الثقافية المنوّعة ومعرضاً للمقتنيات التراثية الشعبية إضافة إلى تقديم عرض توثيقي بانورامي وطني وتراثي، وعرض مسرحي لفرقة المسرح القومي بالحسكة بعنوان «الزائر الغريب» وتكريم عدد من مثقفي وباحثي المحافظة.
وأكد محافظ الحسكة جايز الحمود الموسى: إن أبناء سورية اليوم يحتفلون بيوم وزارة الثقافة المواكبة لبشائر النصر النهائي على الإرهاب وداعميه ومموليه، وإن الاحتفالات تعم أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه بفضل بطولات جيشنا الباسل والقوى الرديفة له، مشيراً إلى حالة الصمود والتحدي التي برهن عنها شعبنا في مختلف مناحي الحياة، ولاسيما الدور المهم الذي قام به المثقفون في التصدي للأفكار السوداء والهدّامة والظلامية التي جاء بها دعاة القتل والتدمير للترويج لها وبث سمومها في المجتمع.

وأشار أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي سليمان الناصر إلى أن وطنية الشعب العريق في سورية التي أرّخت إلى كل بواعث هذا الإرث الثقافي والحضاري، الذي وقف صامداً وصلباً في وجه الأفكار التكفيرية والظلامية، ومتصدّياً لدعاة الموت وسفك الدماء على امتداد نحو سبع سنوات مضت وإلى اليوم، والشعب العربي في سورية يقف صفاً واحداً للدفاع عن تراب الوطن وحماية المقدّسات حتى تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وداعميه بفضل بطولات الجيش العربي السوري الباسل الذي سطر أروع ملاحم التضحية والبطولة والفداء ليبقى الوطن عزيزاً منيعاً ومصاناً من كل مؤامرات الأعداء الحاقدين.
وقال مدير الثقافة محمد الفلاج: إننا نحتفل اليوم بيوم وزارة الثقافة انطلاقاً من الأهمية التي يلعبها المثقف ودوره في صنع الكلمة وشحذ الهمم واستثمار العقول للدفاع عن مشروعنا وإرثنا الحضاري والإنساني الضارب جذوره في عمق التاريخ، وأنه في ظل الهجمة الإرهابية التكفيرية التي يتعرض لها وطننا نحن بحاجة إلى جهود الجميع للدفاع عن ترابه ووجوده الحضاري والثقافي الإنساني أمام كل هذا الحقد والظلام والجهل الذي اتسم به دعاة الموت والتكفير الظلامي.
وتضمّن معرض بيع الكتاب عرض ما يزيد على 250 عنواناً لمواضيع مختلفة في السياسة والفكر الثقافي والأدبي ودواوين الشعر والاقتصاد، حيث بين طه العيسى المشرف على المعرض: أن الكتب التي احتواها المعرض قاربت نحو 1300 كتاب وهي من الإصدارات الحديثة للعامين الجاري والماضي، وحرصاً على أهمية اقتناء الكتاب من رواد الاحتفالية تم تخفيض سعر الكتاب بنسبة 40 بالمئة من سعره الحقيقي، مؤكداً وجود إقبال جيد ونوعي من الراغبين في الشراء وهو ما يشجّع مديرية الثقافة على إقامة معارض كهذه مستقبلاً وفي مختلف المناسبات.
كما أقيم في صالة المركز الثقافي معرض للمقتنيات التراثية الشعبية للباحث والكاتب الصحفي دحام السلطان الذي أكد أن المعرض تناول مجموعة منوعة من التراثيات المادية بحالتها الرمزية، كالأزياء الشعبية للرجل والمرأة والطفل، والألبسة التراثية والأواني المنزلية ومرافق المعيشة التي يعود العمر الزمني منها إلى نحو ثلاثمئة عام، لافتاً إلى أن الهدف من ذلك تسليط الضوء على هذه المقتنيات التراثية المهمة التي تشكل همزة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، مؤكداً ضرورة الحفاظ على الإرث التراثي الشعبي من خلال إقامة معارض دائمة لهذا التراث بالتعاون مع الجهات المعنية والمهتمة بالشأن الثقافي على مستوى المؤسسات والباحثين والمهتمين بالتراث.
وقدّمت فرقة المسرح القومي بالمحافظة عرضها المسرحي «الزائر الغريب» وهو من تأليف أحمد الدريس وتمثيل عدد من ممثلي المسرحي القومي وإخراج اسماعيل خلف، الذي بيّن أن المسرحية تندرج في إطار المسرح الأسري الملائم للصغار والكبار وتتلخص قصتها في قرية تعيش بحالة وئام ومحبة حتى يزورها شخص غريب يحاول زرع الفتن والتفرقة بين أبنائها، ونتيجة للمصائب التي حلت بها بعد قدوم ذلك الزائر إليها يقرر الأهالي طرده من القرية لتعود حالة المحبة والوئام إليها.
وبيّن الخلف: أن فرقة المسرح القومي ستشارك في المهرجان بثلاثة أعمال مسرحية وهي «الزائر الغريب» و«وجوه أحن لرؤيتها» و«أوراق من الأرشيف» وسيتم تقديمها على خشبتي مسرح المركزين الثقافيين في مدينتي الحسكة والقامشلي طوال أيام المهرجان الذي ستختتم فعالياته يوم الثلاثاء القادم.
كما قدّمت فرقة الفنون الشعبية التابعة للمسرح القومي بالمحافظة عرضاً بانورامياً تضمّن عدة لوحات راقصة ودبكات شعبية وتراثية على كلمات وأنغام الأغاني الوطنية والتراثية بلون المحافظة الشعبي.
وتم خلال الاحتفال تكريم كل من مدير الثقافة محمد الفلاج والباحث أحمد الدريس والمخرج المسرحي إسماعيل خلف والممثل المسرحي باسل حريب نظراً، لدورهم المهم في تفعيل الحراك الثقافي بالمحافظة والتصدي للأفكار الإرهابية الهدامة، كما قدمت إدارة المهرجان درع المهرجان للقيادة السياسية والإدارية والعسكرية والشرطية بالمحافظة.
وأكد الدريس أهمية التكريم ودوره في تجديد المسؤولية الملقاة على عاتق المثقفين ليكونوا دائما على أهبة الاستعداد ورص الصفوف للوقوف في خندق واحد لصد الغزو الفكري التكفيري الغريب كل الغرابة عن قيم وأخلاق مجتمعنا هذا الفكر المتطرف الذي يحاول تدمير كل ما هو جميل وحضاري.
وتستمر فعاليات مهرجان الحسكة الثقافي حتى الثلاثين من الشهر الجاري حيث ستقام عدة فعاليات ثقافية تشمل العروض المسرحية والتراثية والمحاضرات والندوات الثقافية والأصبوحات الشعرية في المركزين الثقافيين في مدينتي الحسكة والقامشلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن