سورية

«القاعدة» تؤكد ارتباط «النصرة» بها.. والظواهري يتصدى للجولاني: لا تصدقوا أميركا … سورية تشرخ «الجهاد العالمي»

| الوطن

يبدو أن الأزمة السورية تسببت بشرخ كبير في حركة الجهاد العالمي التي يمثل تنظيم «القاعدة» الإرهابي أبرز رموزها، فمع أفول تنظيم داعش الإرهابي، بدا أن متزعم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني يحاول جذب الاستعطاف للحركة محاولاً تزعمها وتعويم اتجاهه باستغلال الموقف الدولي ضد داعش إلا أن زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري كان له بالمرصاد وأكد أن الجولاني ما زال تابعاً لتنظيمه.
وبعد أشهر من مزاعم الجولاني فك ارتباطه بـ«القاعدة»، شن مؤخراً في إدلب حملة اعتقالات طالت رموز «النصرة» من المهاجرين الأجانب والذين شكل تواجدهم تهديداً لموقعه من أمثال سامي العريدي مندوب «القاعدة» في سورية، وإياد الطوباسي المعروف بـ«أبي جليبيب الأردني» شرعي «النصرة» وأبو همام السوري القائد العسكري السابق فيها، وأبو القاسم الأردني نائب أبو مصعب الزرقاوي، وعضو تنظيم «القاعدة» السابق في العراق، والذي أعلن عن مقتله بغارة أميركية عام 2006.
وتزامنت الحملة مع معارضة هؤلاء الذين تم اعتقالهم للوجود التركي في إدلب، بعد دخول الجيش التركي بحماية «النصرة» إلى المحافظة، وتحذيراتهم بأن اتفاق «تخفيض التصعيد» في إدلب ينص صراحة على اجتثاث «النصرة» وبالتالي خشوا على مستقبل التنظيم المحلي.
كما جاءت الاعتقالات بعد مساع حرص الجولاني خلالها على تعويم تنظيم «النصرة» كبديل عن «القاعدة» مستغلاً أفول شمس داعش وزعيمه أبي بكر البغدادي من جهة ونبذ العالم للأخير مقابل الموقف الأميركي التركي المتهاون إلى حد كبير مع تنظيمه، فأجرى ترتيبات حاول من خلالها تقديم «النصرة» كـ«فصيل معتدل» كان أبرزها الإعلان عن تشكيل «حكومة إنقاذ» في إدلب مطلع الشهر الحالي، على حين يمكن اعتباره محاولة لسحب البساط من تحت أقدام الظواهري وتزعم حركة الجهاد العالمي سواء تحت راية «النصرة المعتدلة» أو «القاعدة المعدلة»، وهذه الترتيبات حظيت برضا أميركي لزيادة قبضتها وتحكمها بحركة الجهاد الدولي.
لكن حسابات الحقل لم تنطبق على حسابات البيدر، ففي تسجيل صوتي للظواهري نشرته مواقع مقربة من القاعدة، قال: تدهور وضع المجاهدين منذ فك الارتباط بين النصرة والقاعدة مؤكداً أنه أخبر قيادة النصرة بأن ما فعلوه إضافة إلى أنه نقض للعهد إلا أنه لن يحقق ما يطلبون، من وحدة لأنه في حقيقته تراجع أمام الضغط الأميركي ولن يوقف القصف ولا التصنيف بالإرهاب ولا غير ذلك من الحجج الواهية التي طرحوها، في إشارة واضحة إلى استمرار ارتباط النصرة بالقاعدة، تجلت أيضاً بقوله «أؤكد بصورة قاطعة أننا لم نحل أحداً من بيعتنا»
وفي إشارة إلى حراجة موقف «النصرة» قال الظواهري: العدو يتقدم يوماً بعد يوم والتهجير مستمر وخطر الاجتياح التركي جاثم والمشروع الأميركي يتوغل كل يوم في سورية والإيرانيون وحزب اللـه يبتلعون المناطق.
ولم يفت الظواهري تحريض أتباع الجولاني للانقلاب على الأخير، فقال: وزاد الطين بلة سياسة التعمية على الأتباع بأن كل ما يجري بموافقة قيادة «القاعدة»، وأن من ظل متمسكاً ببيعته لـ«القاعدة» سيعتقل.
وبعد تقارير إعلامية، ذكرت أن الظواهري كلف حمزة بن لادن بتأسيس فرع لـ«القاعدة» في سورية، دعا الظواهري في التسجيل لـ«أن تقوم حكومة إسلامية في الشام ويختارو أهل الشام لهم إماماً وحينئذ يتخلون عن روابطهم التنظيمية، أما أن تنشأ كيانات جديدة من دون وحدة، تتكرر فيها دورات الالتحاق والانشقاق العبثية فهذا ما رفضوه»، في إشارة إلى نيته استبعاد الجولاني عن قيادة فرع تنظيمه في سورية.
ولحشد الدعم لتنظيمه وجه الظواهري رسالتين الأولى لأهل الشام قائلاً لهم: «لا تصدقوا أميركا التي تقول لكم إن «القاعدة» هي سبب كل المصائب في الشام، وأن إخراجها هو مفتاح حل كل المشاكل»، والثانية لمجاهدي الشام طالباً منهم التوحد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن