سورية

كيان الاحتلال يقرّ بالهزيمة: الحرب السورية حسمت و«إسرائيل» معزولة

| وكالات

مع اقتراب إغلاق ملف تنظيم داعش الإرهابي وخسارة المراهنين على هذه الورقة، ومع دخول الأزمة السورية مرحلة التفاوض السياسي، ارتفعت وتيرة الصراخ الإسرائيلي، وسط إقرار بفشل الرهانات وتغير قواعد اللعبة بغير ما تشتهي تل أبيب.
واعتبر رئيس مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ الجنرال احتياط عاموس يدلين، أن الحرب السوريّة حُسمت لمصلحة الرئيس بشّار الأسد، بفضل الدعم الروسي والضعف الأميركيّ، مشيراً إلى أن تحالف إيران، حزب اللـه، دمشق ليس جيداً لـ«إسرائيل».
يدلين وبحسب القناة السابعة الإسرائيلية، اعتبر أنه وخلال محادثات جنيف 1 حدد الأميركيون المشاركين ووضعوا الشروط، أما اليوم فإن روسيا وإيران وتركيا، هم الذين يحددون إذا كان سيشارك الأميركيون في هذه المحادثات، على حد تعبيره.
وكشف يدلين وهو الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال عن النوايا الإسرائيلية المستقبلية، عندما أشار إلى أن الروس والأميركيين لن يُخرجوا الإيرانيين من سوريّة لأجل «إسرائيل»، وهذه المهمة سيتّم تنفيذها عبر «إسرائيل» فقط.
يدلين نفسه، كان قد اتخذّ موقفًا واضحاً ومباشراً من الحلول المطروحة لسوريّة، والتوصية حولها، حيث أكّد، من دون لفٍ أو دورانٍ على أن الرئيس الأسد «يجب أن يرحل».
وشدّد في مقالٍ نشره على موقع المركز السنة الماضية على أن إعادة تشكيل المنطقة التي بدأت قبل سبع سنوات، ترتبط بمصالح «إسرائيل» الإستراتيجية، موضحاً أنه بالميزان الإستراتيجي، يُعدّ رحيل الرئيس الأسد «مصلحةً إسرائيليّةً واضحةً».
كما دعا صنّاع القرار في تل أبيب إلى وضع إستراتيجية عمل متعددة الطبقات، ضمن تحالف إقليميّ، حتى من دون أن يكون معلنًا، مع السعودية ودول الخليج وتركيّا والأردن ومصر، إضافة إلى شراكة مع واشنطن، معتبراً أن «إسرائيل» لا تقلل من خطورة داعش حسبما تعلن إلا أن معالجة محور طهران – بغداد – دمشق – بيروت، يجب أن يحظى بالأولوية الإستراتيجية، ولسببٍ ساذجٍ: وهو واقع تجنّد المجتمع الدولي لمواجهة داعش، بل والتمكّن من وقف تقدمه.
يدلين حدد سبع نقاط من شأنها أن تشكّل إستراتيجية شاملة، تؤدّي لإضعاف المحور المواجه لـ»إسرائيل» وهي: تشجيع الخطوات السياسية ضدّ «النظام السوري»، والدخول في حوار مع واشنطن بشأن استهداف الركائز الأساسية للنظام في سوريّة وهي (البنية التحتية والقدرات الرئيسية).
كما ينبغي أن تبدو «إسرائيل» صاحبة مبادئ أخلاقيّة، وأن تقوم بأعمال عسكريّةٍ محدودةٍ، تعمد إلى تدمير المروحيات التي تهاجم مواقع «المعارضة»، وإجراء كهذا برأي يدلين، سيؤدي إلى إرسال رسالة جيدة، كما يمكن تنفيذ هذا العمل العسكريّ من دون الدخول في معركة جوية على نطاق واسع.
النقطة الأخرى التي تحدث عنها المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق، أشار فيها إلى مواجهة تهديد داعش في الجولان، وهكذا بإمكان «إسرائيل» الإثبات أنه يمكن محاربة الرئيس «الأسد» في موازاة محاربة داعش، وأيضاً العمل على تحقيق الاستقرار في جنوب سوريّة على طول الحدود السوريّة مع «إسرائيل» والأردن، مع دعمٍ إقليميٍّ ودوليٍّ، وصياغة تفاهم مع روسيا للدفع قدماً بالخطوات المشار إليها أعلاه، من خلال التأكيد على حفظ المصالح الإستراتيجية لروسيا في الشمال السوريّ.
أما الخطوة الأخيرة، بحسب يدلين، فهي تشجيع الخطوات العربيّة ضدّ حزب اللـه وإيران، وتقديم الدعم لها، حيث يمكن ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن