سورية

أكدت أن الحديث عن سحب قواتها سابق لأوانه… وواشنطن أعلنت أنها تتعاون معها لمنع اندلاع حرب جديدة في البلاد … موسكو: التعاون الروسي الأميركي في سورية ليس بناء

| وكالات

أكدت موسكو أنه لا يمكن وصف التعاون الروسي الأميركي في سورية بالبناء، بعد أن أعلنت واشنطن أنها وموسكو تحاولان منع اندلاع موجة جديدة للحرب في سورية، وأن هناك تقارباً في وجهات النظر بينهما حول كيفية إنهاء هذه الحرب في البلاد.
ولفتت روسيا إلى أن الحديث عن سحب قواتها الجوية الفضائية من سورية قبل هزيمة الإرهابيين بشكل نهائي سابق لأوانه.
ونقلت وكالة «سبوتنك» للأنباء، رئيس لجنة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي لشؤون الدفاع، فيكتور بونداريوف، قوله أمس: «لا يمكنني وصف تعاون روسيا والولايات المتحدة في سورية بالبناء، أي مقترح لنا يستقبله الجانب الأميركي دائما بنفس الشيء، سوء الفهم أو الرفض، هم لا يسمعوننا، أو يقومون بالعكس تماماً، بدل أن يقدموا المساعدة ويسهموا في حل هذه المسألة أو تلك».
جاء ذلك عقب إعلان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الثلاثاء في كلمة له في مركز وودرو ويلسون للدراسات العلمية بواشنطن، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن روسيا وأميركا تحاولان منع اندلاع موجة جديدة للحرب في سورية.
وأشار تيلرسون إلى أن واشنطن وموسكو تجريان مناقشات مستفيضة حول الأمر، وأن «هناك تقارباً واضحاً في الموضوع».
وقال: «نعمل بشكل دؤوب في سورية لإلحاق الهزيمة بداعش، وقد اقتربنا من القضاء على هذا التنظيم إلى الأبد في سورية، نحن نعمل مع روسيا لتحديد كيف يمكن منع اندلاع الحرب من جديد في سورية».
وأشار إلى وجود «كلام كثير» من جانب موسكو وواشنطن حول ما يعتبره الجانبان «الوضع النهائي في سورية» وأن هناك الكثير من النقاط المشتركة في هذا المجال.
وقال الوزير الأميركي: «إنه وعلى الرغم من الخلافات بين الجانبين، إلا أن الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب تمكنا خلال قمة آبيك في فيتنام يوم 11 من الشهر الجاري من الاتفاق وإصدار «وثيقة في غاية الأهمية» التي باتت بمنزلة «تطابق مهم» لوجهات نظر روسيا والولايات المتحدة حول عملية السلام في سورية.
ورأى تيلرسون أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين لا يرون أي «دور للرئيس بشار الأسد» في الحكومة المستقبلية لسورية، على حد وصفه.
ونوّه بأن بلاده مع حلفائها الأوروبيين يجب أن تواصل تأييد محادثات جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وانطلقت أول من أمس، الجولة الثامنة من المحادثات السورية السورية في العاصمة السويسرية جنيف، حيث وصل أمس وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري للمشاركة في المحادثات.
من جهة ثانية، أكد بونداريوف، إن الحديث عن سحب القوات الجوية الفضائية الروسية من سورية قبل هزيمة الإرهابيين بشكل نهائي سابق لأوانه.
وقال في تصريح نقلته «سبوتنيك»: «للأسف، فإن ظاهرة الإرهاب ما تزال قائمة في سورية، وخارجها. بالإضافة إلى ذلك، الجو في سورية سيظل متوتراً لبعض الوقت وغير مستقر، من ثم لا يجب إضعاف نظام الحماية، طالما المسلحون لم يهزموا تماما في سورية، من السابق لأوانه الحديث عن سحب القوات الفضائية الجوية الروسية من سورية».
وأكد أن مركز المصالحة الروسي في سورية واختصاصييه، سيبقى قائماً في سورية بعد سحب القوات الجوية الفضائية منها، ولا توجد معلومات متفق عليها حتى الآن بخصوص الهيكليات الأخرى.
وقال: «يخطط للإبقاء على مركز المصالحة الروسي، أما باقي الهيكليات، بما في ذلك العدد، فلا توجد معلومات متفق عليها حتى الآن».
وأضاف بونداريوف: إن منظومات «إس-400» تبقى في قاعدة حميميم الجوية وطرطوس بالعدد اللازم بعد إجلاء القوات الجوية الفضائية الروسية من سورية، مؤكداً أن روسيا ترفض قطعا الخطط الأميركية للبقاء في سورية، مؤكداً أن ذلك سيتيح لهم اكتساب هيمنة غير مقسمة في الإقليم بأسره.
من جهته حذّر رئيس مركز رابطة الدول المستقلة لمكافحة الإرهاب أندريه نوفيكوف خلال اجتماع للنواب العامين في بلدان الرابطة في بطرسبورغ الروسية أمس، بحسب «روسيا اليوم» من استمرار تهديد الإرهاب لبلدان الرابطة رغم النجاحات المسجلة على صعيد مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في سورية.
وقال نوفيكوف: «التعاون الأمني بين بلدان الرابطة في الوقت الراهن، يحظى بالاهتمام أكثر من أي وقت مضى، نظرا لاتساع نطاق الأخطار التي تهدد المصالح القومية لدول الرابطة، المعلومات المتوفرة لدينا الآن، لا ترجح قرب زوال هذه الأخطار في المستقبل المنظور».
وأضاف: رغم النجاحات المسجلة في مكافحة تنظيم داعش، فلا يمكن استبعاد انتقال خطر الإرهاب من الساحة السورية العراقية إلى الحدود الجنوبية لرابطتنا».
تجدر الإشارة إلى أن رابطة الدول المستقلة، قد تأسست بعد زوال الاتحاد السوفييتي، وتضم حاليا 11 دولة، وهي كافة الجمهوريات السوفييتية السابقة باستثناء دول البلطيق الثلاث وجورجيا، فيما تعلن أوكرانيا من مناسبة إلى أخرى عن نيتها الانسحاب من الرابطة، لتعود وتتجاهل الموضوع «لتعذر تحقيقه حسب كييف، نظراً لعشرات الاتفاقات الحيوية المبرمة بين كييف وبلدان الرابطة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن