سورية

«التغيير الديمقراطي» غير متفائلة بـ«جنيف 8» واعتبرت أنه لن ينجح إلا من خلال مسار سوتشي … خدام: أعضاء في وفد المعارضة يطرحون «قضايا غير واقعية»

| موفق محمد

أبدت «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة عدم تفاؤلها حيال الجولة الجديدة من محادثات جنيف السورية السورية لأن هذا المسار «لم ينضج بعد»، وبسبب طرح أعضاء في وفد المعارضة «قضايا غير واقعية»، ورأت أن مسار جنيف لن ينجح إلا من خلال مسار سوتشي.
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال الناطق باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» منذر خدام: أن «جنيف ثمانية لن يختلف عن سابقاته، فمسار جنيف لم ينضج بعد».
وأرجع خدام عدم تفاؤله حيال «جنيف 8» لأن «الظروف الدولية لا تزال غير جاهزة، وثمة عمل كثيف يجري للتوافق الدولي على الحل، كما أن الأولوية بالنسبة للنظام لا تزال القضاء على الإرهاب».
وبدأت جولة «جنيف 8» الثلاثاء لكنها لم تشهد جنيف أي محادثات رسمية، بل استشارات فنية حيث قام المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بزيارة إلى مقر إقامة وفد الرياض، والتقى بأعضائه، وذلك بعد أن أرجأ وفد الجمهورية العربية السورية، سفره إلى جنيف الإثنين احتجاجاً على الشروط المبطنة الواردة في بيان الرياض، والكلمات النابية بحق الحكومة والقيادة السورية، والقراءة الاستنسابية للقرار 2254 وعدم تمثيل كل المعارضات في الوفد الموحد للمعارضات.
لكن دمشق حسمت قرارها، وأوفدت فجر الأربعاء وفدها برئاسة المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، للمشاركة في محادثات جنيف بجولتها الثامنة، بعد أن نجحت الاتصالات بين مكتب دي ميستورا ودمشق وموسكو، في إقناع دمشق بالمشاركة، بعد ضمانات بألا يتم التطرق بأي شكل من الأشكال إلى بيان الرياض ومضمونه، وضمان ألا تكون المفاوضات مباشرة، وأن تتمحور حول السلتين الثانية والثالثة المتعلقتين بالدستور والانتخابات.
وأعرب خدام عن عدم تأييده للآراء التي ذهبت للقول بأن هذه الجولة من محادثات جنيف ستكون مختلفة عن سابقاتها من الجولات كونها تكتسب دعماً من حضور الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وأيضاً كونها أول جولة يكون فيها وفد واحد للمعارضة.
وقال: إن «توحيد وفد المعارضة خطوة مهمة لكنها غبر كافية، فالخلافات لا تزال كببرة بين منصاته»، وأضاف «بعض أعضائه لا يزال يطرح قضايا غير واقعية والروس يدركون تعقيدات الحل لذلك طرحو مسار سوتشي»، وتابع «من ثم في كل الجولات السابقة كانت الدول الخمس حاضرة».
وانتقد خدام مخرجات اجتماع «الرياض2 »، وقال: «يتحدثون عن تنحي (الرئيس بشار) الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، عداك عن تصريحات (رئيس هيئة التفاوض المعارضة نصر) الحريري المتطرفة».
وأضاف: «هناك خلافات عميقة بين رؤية النظام ورؤية المعارضة لطببعة المرحلة الانتقالية والحكومة التي سوف تقودها».
وبعد أن اعتبر خدام اجتماع «الرياض 2»، «خطوة إلى الأمام»، اعتبر أنها «غير كافية ولذلك يحاول الروس تلافي هذه الثغرات في (مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة) سوتشي (الروسية)، كما أن مؤتمر الرياض لا يزال يخضع لتأثير السعودية وغيرها».
كما انتقد خدام تغييب «معارضة الداخل» عن اجتماع «الرياض 2»، ووصف ذلك بأنه «ثغرة»، ودعا إلى أن «تكون جميع هذه المؤتمرات في دمشق على أن تتوفر الضمانات الكافية».
وأضاف «مرة أخرى أقول جنيف مهم لإخراج ما سوف تتوافق عليه الدول المتدخلة في الشأن السوري ويتم إنضاجه سورياً في سوتشي».
ورجح خدام عدم تمخض هذه الجولة من محادثات جنيف عن شيء مهم على صعيد حل الأزمة السورية المستمرة منذ نحو سبع سنوات، وقال: «مع أن الموضوعات التي حصر النقاش فيها دي ميستورا ليس من خلاف معلن حولها وهي الدستور والانتخابات ومع ذلك في التفاصيل وما هو غير معلن الخلاف كبير، فمثلا النظام ومعه إيران لا يقبل بأن تشرف الأمم المتحدة عليها بذريعة السيادة… ».
لكن خدام استدرك، واعتبر أن موافقة سورية إجراء الانتخابات التشريعية بمشاركة الأمم المتحدة، «خطوة جيدة»، وقال «في الواقع كان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قد ناقش ذلك مع (الرئيس بشار) الأسد ويبدو أنه حصل على موافقته على ذلك»، وأضاف «لكن بهذا الصدد النظام يتحدث عن الانتخابات التشريعية وليس الرئاسية».
وكان مصدر في وزراة الخارجية والمغتربين أعلن قبل أيام قليلة ترحيب سورية بمؤتمر الحوار الوطني السوري المرتقب انعقاده في مدينة سوتشي الروسية في بداية الشهر المقبل وبما سيتمخض عنه من لجنة لمناقشة مواد الدستور الحالي وإجراء الانتخابات التشريعية بعدها بمشاركة الأمم المتحدة، مؤكدة موافقتها على حضور هذا المؤتمر.
وأعرب خدام عن اعتقاده بأن «مسار جنيف لن ينجح إلا من خلال مسار سوتشي»، وقال «واضح أن اليد العليا في سورية صارت بيد الروس والاتراك والإيرانيين وهم العاملون على انضاج الحل بالتشاور غير المعلن مع أميركا.
وأضاف «بحسب الروس (مسار) جنيف لا يمثل كل السوريين ويغيب عنه الكرد وهم يريدون تلافي ذلك في (مؤتمر الحوار الوطني في) سوتشي».
ورجحت مصادر دبلوماسية في جنيف لـ«الوطن» أول من أمس أن تكون الجولة الثامنة سريعة، وتختتم مساء الجمعة، وأن تشهد محادثات مكثفة بمعدل لقاءين كل يوم مع كل وفد، وتهدف إلى تحضير بيئة مناسبة لمفاوضات جدية تناقش أهم البنود التي يمكن اقتراح تعديلها أو استبدالها، والانتخابات البرلمانية التي يمكن أن تجري في ظل دستور جديد.
وقال المصدر: إن العملية التفاوضية معقدة للغاية، وتتطلب توافقاً تاماً بين كل السوريين، وخاصة أن أي تعديل أو تغيير للدستور يحتاج إلى استفتاء شعبي سوري وأي عمل سياسي داخل سورية يتطلب وقتاً من الزمن، ووفقاً للقرار 2254 فإن هذه الفترة محددة بـ18 شهراً، مع إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن