عربي ودولي

صراع نفوذ خليجي في اليمن.. وأنباء عن صفقة سعودية مقابل تولي نجله الرئاسة … مساع لاحتواء صالح.. وتهدئة مشوبة بتصعيد في صنعاء

| سامر ضاحي

حرصت الأطراف اليمنية المناهضة للتدخل السعودي في بلادها على التهدئة بعدما بات الرئيس اليمني السابق علي عبد اللـه صالح «في وضع لا يحسد عليه» إثر الموقف الذي اتخذه بالتخلي عن حلفائه، بموجب «صفقة سعودية برعاية الإمارات تقضي بالمقابل بتولي نجله أحمد رئاسة اليمن»، وسط ترجيحات بعودة صالح عن موقفه بعد وساطات «عشائرية» و«إقليمية».
ودعا صالح أول من أمس في خطاب متلفز، جميع اليمنيين إلى «انتفاضة رجل واحد للدفاع عن الثورة والحرية ضد هذه الجماعة»، وقصد «أنصار اللـه»، واصفاً الحرب التي تعرضت لها بلاده منذ ثلاث سنوات بالـ«معارك العبثية»، ليخرج في تصريحات صحفية أمس ويدعو إلى «فتح صفحة جديدة مع دول الجوار والمتحالفين معها»، في إشارة إلى السعودية التي تقود تحالفاً عربياً عسكرياً ضد صالح وحلفائه منذ آذار 2015 دعماً للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي انقلب عليه «أنصار اللـه» وهرب إلى السعودية.
وحول مستجدات الساحة اليمنية أبدت مصادر دبلوماسية عربية في دمشق لـ«الوطن» تفهمها لموقف صالح الذي جاء بعد صفقة سعودية، مرجحة أن يعود عن موقفه قريباً.
ووفقاً للمصادر فإن علي محسن الأحمر نائب هادي، تولى الاتصالات بين صالح والإمارات التي قدمت الصفقة السعودية، حيث انقلب صالح على حلفائه، مقابل وعود أن يتولى ابنه أحمد رئاسة اليمن، ولفتت المصادر إلى تغير في الخطاب الإعلامي السعودي بعدما كان الأخير يسمي صالح رئيساً مخلوعاً بات يسميه الرئيس السابق.
لكن المصادر ذاتها كشفت عن دخول وفد من القبائل والعشائر اليمنية إلى منزل صالح في قرية الدجاج شمال شرق العاصمة صنعاء، المحاصر من جماعة «أنصار اللـه» بعد تعرضه للقصف، ليلة السبت الأحد، في محاولة لثنيه عن موقفه والتوسط بينه وبين عبد الملك الحوثي، لكنها أكدت أنه خرج بموقف تطميني من صالح، وأضافت: «إن شاء اللـه قد يتغير موقف صالح خلال الأيام القادمة». وكشفت المصادر بأن عدداً من أتباع صالح في حزب «المؤتمر الشعبي العام» ألقوا سلاحهم في الجبهات مع قوات هادي لأنهم اعتبروا موقف صالح خيانة للقضية التي قاتلوا لسنوات من أجلها، ونقلت المصادر عن هؤلاء قولهم: «هل يريد صالح منا التحول لمرتزقة عند السعودية بعد صمودنا لسنوات أمامها»! وهو ما شكل عاملاً ضاغطاً إضافياً على صالح على حد تعبير المصادر التي اعتبرت أن صالح في موقف لا يحسد عليه بعد سيطرة الحوثيين على معظم المناطق في صنعاء، بما فيها القصر الرئاسي وتلفزيون «اليمن اليوم»، لافتة إلى أن الموقف اليمني اليوم، من جهة «أطراف الصف الواحد» يغلب عليه طابع التهدئة بانتظار نجاح جهود الوساطة العشائرية.
بموازاة ذلك تحدثت قناة «الجزيرة» القطرية عن طلب صالح تدخل حزب اللـه اللبناني وإيران في جهود الوساطة مع الحوثيين، لكن القيادي في «المؤتمر الشعبي» عادل الشجاع نفى هذه الأنباء في وقت لاحق.
حزب البعث العربي الاشتراكي– القطر اليمني، دعا أيضاً إلى التهدئة محذراً مما سماه «جر الوطن والشعب إلى معارك جانبية تشغله عن دوره في مواجهة العدوان»، وفي بيان لها، ناشدت القيادة القطرية للحزب «جميع القوى السياسية بالتعقل وضبط النفس وتغليب الصالح الوطني، ومراجعة المواقف السياسية المتشنجة بالانفتاح على الحوار والعودة إلى التوافق الوطني وشرعيته»، مشددة على أنه ليس من حق أي طرف الخروج على سلطة الدولة.
في المقابل أشار بيان صادر عن «المؤتمر الشعبي» إلى ممارسات استفزازية وغير مسؤولة قام بها الحوثييون، أفضت إلى تعقد الأوضاع، واستدرك البيان مشدداً على «ثبات موقف الحزب ضد العدوان السعودي، سواء في ظل الشراكة أو في غياب الشراكة»، وفي وقت لاحق زعم قياديون في المؤتمر الشعبي العام أن البيان مزور، وفي بيان للمجلس الوطني أوردته قناة «اليمن اليوم» أكد «إتاحة فرصة أخيرة للوسطاء لإقناع الأخوة في المؤتمر ومن وقف في صفهم لوقف اعتدائهم وتسليم الجناة».
وفي وقت لاحق مساء أمس تحدثت مصادر إعلامية عن عودة الاشتباكات إلى الحي السياسي في صنعاء، وهو الحي الوحيد الواقع تحت سيطرة قوات صالح بحسب المصادر الدبلوماسية في دمشق، على حين دعا الصليب الأحمر الأطراف لتسهيل دخوله إلى مناطق الاشتباك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن