سورية

أبدت عدم تفاؤلها إزاء الجولات القادمة «ما لم تمثل معارضة الداخل فيها» … «الجبهة الديمقراطية»: معارضة الرياض أفشلت «جنيف 8» بشروطها المسبقة

| موفق محمد

اعتبرت «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة أن جولة محادثات «جنيف 8» فشلت قبل أن تبدأ بسبب الشروط المسبقة لـ«الهيئة العليا للتفاوض» المعارضة، وأبدت عدم تفاؤلها إزاء الجولات القادمة من هذا المسار إن «لم تتغير المعطيات خاصة تمثيل معارضة الداخل».
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال الأمين العام للجبهة محمود مرعي: إن «جولة جنيف 8 فشلت قبل أن تبدأ بسبب بيان الهيئة العليا للتفاوض الذي وضع شروطاً مسبقة على الحوار والذي جاء فيه أنه على الرئيس (بشار) الأسد ومن معه مغادرة الحكم عند بدء المرحلة الانتقالية».
وتم إشهار «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة قبل نحو سنة ونصف السنة وهي تنشط في الداخل وتضم: «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة و«هيئة العمل السوري» المعارضة و«الحزب الديمقراطي السوري» المرخص و«حزب التنمية» المرخص و«حزب سورية الغد» (قيد الترخيص) و«تجمع الإخاء والتنمية».
وكما كان متوقعاً انتهت جولة «جنيف 8» الجمعة من دون أي خروقات ونتائج تذكر، وحده المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تحدث من هناك عن «أجواء بناءة»، على حين أخبار الخلافات والمشاحنات بين صفوف «وفد الرياض» سمع صداها جيداً خارج أبوابهم المغلقة، لتكون محصلة ما جرى خلالها مراوحة في السياسة، مع استبعاد لأي مفاوضات مباشرة.
وكان رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى محادثات جنيف بشار الجعفري، قال خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة في جنيف رداً على سؤال حول إعلان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا تمديد المحادثات حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، قال: «بالنسبة لنا كوفد حكومي فقد انتهت جولة المحادثات وسنغادر جنيف غداً (السبت) أما دي ميستورا بصفته مبعوثاً أممياً فهو يعلن ما يريد ونحن أبلغناه رسمياً أننا سنغادر غداً إلى دمشق فأرسل لنا مذكرة الليلة الماضية يدعونا فيها إلى جولة جديدة في جنيف».
وأكد الجعفري أن بيان «الرياض 2» مرفوض جملة وتفصيلاً ولن ندخل في محادثات مباشرة ما دام هذا البيان قائماً. وسبق جولة «جنيف 8» اجتماع «الرياض 2» لمنصات «الرياض»، «موسكو» و«القاهرة» وممثلين عن الميليشيات المسلحة في العاصمة السعودية، وتم خلاله تشكيل هيئة تفاوض جديدة ووفد مفاوض جديد. وتضمن بيان الاجتماع الختامي التمسك بوحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة، وجدد شروط «معارضة الرياض» المسبقة بأن «العملية الانتقالية لن تنفذ دون رحيل (الرئيس) الأسد».
كما تم انتخاب نصر الحريري رئيساً لــ«لهيئة العليا للمفاوضات» بدلاً من المستقيل رياض حجاب. وتم تغييب معارضة الداخل عن الاجتماع وعن التمثيل في الوفد المفاوض.
وقال مرعي: إن «محاباة السيد ستيفان دي مستورا لوفد الهيئة العليا وإقصاء معارضة الداخل مخالف لنص القرار الأممي 2254 الذي نص على مشاركة أوسع طيف من المعارضات السورية».
وأعرب الأمين العام لـ«الجبهة الديمقراطية السورية» عن اعتقاده، بأن «هذه الجولة (من محادثات جنيف) مثل الجولات السابقة لا جديد بها غير تبادل الأوراق بين المنصات والوفد الحكومي وفريق السيد دي ميستورا».
وطرح دي ميستورا في الجولة الثامنة من محادثات «جنيف» وثيقة غير رسمية تضم المبادئ الـ12 المعدّلة بشأن التسوية السورية.
وذكرت تقارير صحفية أن الوثيقة المعدلة المؤرخة بـ30 الشهر الماضي، تحتوي على تعديلات عدة مقارنة مع الوثيقة الأصلية التي عرضها دي ميستورا في 24 آذار 2016 والتي تضم النقاط التوفيقية بين الحكومة السورية والمعارضة.
كما طرح وفد المعارضة وثيقة ردا على وثيقة دي ميستورا.
وقال مرعي: «هذه الورقة (التي طرحها دي ميستورا) والتي سميت لا ورقة تضمنت أفكاراً لم تطرح في الجولات السابقة رغم الاتفاق على مناقشة السلات الأربع وهي الإرهاب والانتخابات والدستور والحكم، وهذا يؤكد أن المبعوث الأممي قد تجاوز صلاحياته ولم يتشاور مع الوفود».
وندد مرعي بما جاء في رد وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» وخاصة بشأن تغيير اسم الجمهورية العربية السورية إلى اسم الجمهورية السورية، مشدداً على أن ذلك «يتجاوز الشعب السوري الذي يحق له أن يغير الاسم أو يبقي على الاسم».
كما ندد مرعي بما جاء في رد وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» بشأن «إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية»، معتبرا أن كل ذلك «يعرقل دور الجيش الذي تصدى للإرهاب وحمى البلاد من خطر التقسيم والتفتيت».
ورداً على سؤال حول خيارات «معارضة الداخل» في مقابل استبعادها عن محادثات جنيف وإن كان لديها مبادرات حالياً لتمثيلها في الجولات القادمة، قال مرعي: «نحن في الجبهة الديمقراطية السورية طالبنا بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الذي نص على تمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية، ونؤكد على تمثيل معارضة الداخل واعترضنا على السيد دي مستورا الذي أقصى معارضة الداخل».
وأضاف: لقد «أصدرنا بياناً ضد ما صدر عن «وفد الرياض» وضد تصرفات السيد دي ميستورا وسوف نرسل موقفنا لمكتب المبعوث الأممي بدمشق».
وحول توقعاته لجولات جنيف المقبلة، قال مرعي: «لا نتوقع من الجولات القادمة أي تغيير. (هي) من إخفاق إلى إخفاق إن لم تتغير المعطيات وخاصة تمثيل معارضة الداخل ونحن نعول على لقاء سوتشي الذي ممكن أن يكون بداية للحل السياسي».
وتسعى روسيا بالتنسيق مع الدولة السورية إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي يشارك فيه أوسع طيف ممكن من مكونات الشعب السوري، لكنه حتى الآن لم يتحدد موعد هذا المؤتمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن