سورية

ضاحية الأسد.. ضحية قذائف ميليشيات الغوطة في حرستا ودوما

| وسام جديد

تعيش ضاحية الأسد بريف دمشق الشمالي الشرقي، هذه الأيام، على وقع الاشتباكات المستمرة حتى اليوم في محيط إدارة المركبات بحرستا والتي تختلف حدتها من وقت لآخر، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة بالقرب من الأوتستراد الدولي، إضافة لاستهدافها المستمر من ميليشيات الغوطة الشرقية بالقذائف وبشكل يومي، الأمر الذي تسبب بالكثير من الإصابات بين المواطنين وخسائر مادية بممتلكات المدنيين.
مصدر ميداني أكد لـ«الوطن»، أن «عشرات القذائف سقطت خلال الأيام القليلة الماضية على ضاحية الأسد ومحيطها، ما أسفر عن إصابات بين المدنيين وأضرار مادية كبيرة»، لافتاً إلى أن «يوم السبت الماضي شهد سقوط أكثر من 25 قذيفة، كما شهد يوم الجمعة سقوط 33 قذيفة، وما يزال استهداف الضاحية يحصل بشكل يومي خاصة عند خروج الطلاب من مدارسهم». وأوضح المصدر، أن مصدر القذائف كان حرستا ودوما حيث كان الاستهداف يتم بالتنسيق بين ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» بحرستا وميليشيا «جيش الإسلام» في دوما، مشيراً إلى أنه وخلال سقوط القذائف لاحظت مراصد المتابعة أن الاستهداف يحصل بالفترة الزمنية نفسها لكن ضمن توزيع لأماكن الاستهداف ما يؤكد وجود تنسيق بين الميليشيات.
تأتي هذه التطورات بعد أشهر من هدوء نسبي عاشته المنطقة بشكل عام وضاحية الأسد وحرستا ودوما بشكل خاص، إلا أن هذا الهدوء ما لبث أن تحول لمواجهات واستهدافات واشتباكات واستنفار وحشود على إثر هجوم ميليشيات «فيلق الرحمن» و«أحرار الشام» بالتنسيق الكامل مع «جيش الإسلام» على إدارة المركبات بحرستا على الرغم من « اتفاق خفض التصعيد» في أماكن بالغوطة الشرقية.
ودفعت الاشتباكات المستمرة حتى اليوم في محيط إدارة المركبات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة إلى إرسال تعزيزات إلى المنطقة، وتوزعت على كامل المحور الممتد من حرستا إلى ضاحية الأسد وبساتين دوما، منعاً من حصول أي هجوم جديد في المنطقة، قد تشنه الميليشيات بهدف تخفيف الضغط عن مسلحيها في الجبهة الأكثر سخونة بمحيط إدارة المركبات.
وتزامن توتر الحالة الأمنية والعسكرية في المنطقة التي تعتبر ضاحية الأسد خط الدفاع الأول فيها، مع ازدياد الضغط المعيشي والحياتي على سكان الضاحية، فمن جهة استمرار سقوط القذائف، ومن جهة أخرى هناك حزمة من المشاكل يعاني منها المواطن أهمها واقع كهربائي سيئ للغاية مستمر منذ أعوام من دون تحسن إلا ضمن فترات وجيزة، مع معلومات تؤكد أن البنية التحتية للشبكة الكهربائية في الضاحية غير قادرة على الصمود أمام أول موجة برد قد تشهدها البلاد.
وتوضح هذا الأمر جلياً خلال الأيام الماضية من كثرة التقنين غير المنضبط للتيار الكهربائي وانقطاعات مستمرة بسبب أعمال الصيانة، عزاها مصدر في ورشات الصيانة إلى أضرار لحقت بـ«الكبل العام» جراء سقوط قذيفة في مكان مروره، بينما قال مصدر آخر: إن «عطلاً مركزياً في خط التغذية الخاص ببعض الجزر السكنية تسبب بانقطاع الكهرباء لمدة تجاوزت 12 ساعة بشكل متواصل يوم السبت الماضي، موضحاً أن مكان العطل يقع في منطقة غير آمنة نسبياً ما يعرض عمال ورشات الكهرباء للخطر، الأمر الذي يؤدي إلى التأخر في صيانة الأعطال التي تحدث.
وفي هذا السياق، تحدث مصدر أهلي لـ«الوطن» عن ضرورة السعي وبشكل جاد لمنع حصول أي انهيار للشبكة الكهربائية في الضاحية بل والعمل لتحسينها، حيث إن لدى الأهالي ذكريات لا يمكن أن تنسى من عام 2015 الذي شهد قيام مسلحي «جيش الإسلام» وإرهابيو جبهة النصرة بشن هجوم مشترك على مواقع الجيش شمال الضاحية، تمكنوا خلاله من الوصول إلى مشارفها، لافتاً إلى أن الهجوم بدأ بتفجير محطة الفيحاء الكهربائية المغذية للضاحية، ما تسبب بحالة من الاضطراب داخل المنطقة.
ويطالب أهالي الضاحية الحكومة بزيادة الاهتمام الخدمي فيها لدعم صمودهم في مواجهة الإرهاب الذي يقبع على عتباتها بانتظار الفرصة السانحة للهجوم عليها مجدداً، وفق ما يقوله الأغلبية العظمى من سكانها.
ويرى الأهالي أن الأيام القادمة لا يبدو أنها ستحمل في طياتها تغييراً للوضع الحالي المضطرب والذي قد يشهد تطورات ميدانية جديدة، بالتوازي مع ظروف مناخية قاسية قادمة تلوح في الأفق، ما سيزيد من صعوبات الحياة على السكان ويزيد من ضرورة استعدادهم لمواجهة كل ما تم ذكره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن