عربي ودولي

توقعات بانفراج الأزمة اليمنية.. والحوثيون: لا مشكلة مع «المؤتمر الشعبي».. ولا تمثيل بالجثة … مصادر دبلوماسية لـ«الوطن»: «أنصار اللـه» قتلت صالح رغم الدعم الجوي الإماراتي

| سامر ضاحي

تمكنت جماعة «أنصار اللـه» من قتل الرئيس اليمني الأسبق علي عبد اللـه صالح، بعد أيام من انشقاقه عن التحالف معها في مواجهة العدوان الذي تقوده السعودية ضد بلاده، وهو ما توقعت مصادر دبلوماسية عربية في دمشق أن يساهم بانفراج الأزمة اليمنية، وسط تأكيد «أنصار اللـه» أن لا خلاف بينهم وبين حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي كان يتزعمه صالح.
وبعد تفجير منزله، وسيطرة «أنصار اللـه» على مقر اللجنة الدائمة لـ«المؤتمر الشعبي»، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، مقتل صالح.
مصادر دبلوماسية عربية في دمشق مطلعة على الوضع اليمني، أوضحت في تصريح لـ«الوطن» أن صالح كان يتحرك من مسقط رأسه في سنحان باتجاه مدينة مأرب في طريقه إلى السعودية وبتغطية جوية من سلاح الجو الإماراتي الذي كان يستهدف نقاط التفتيش وفتح الطرقات لصالح، وإعاقة المتابعة، ولكن كان هناك إصرار على تعقب الرئيس المخلوع من قبل جماعة «أنصار اللـه» إلى أن وصل إلى منطقة خولان فتم استهداف سيارته بالقذائف والرشاشات ليترجل منها فقاوم إلى أن قتل قنصاً، كما قتل أيضاً مرافقا صالح، أمين عام «المؤتمر الشعبي» عارف الزوكا، والأمين العام المساعد للحزب ياسر العواضي، إلا أن مصادر إعلامية رجحت فرار الزوكا.
ولفتت المصادر الدبلوماسية إلى أن الطيران الإماراتي استهدف عدد من أطقم «أنصار اللـه» في محاولة لحماية صالح من دون جدوى لكنه قتل بالمقابل عدداً من قوات «أنصار اللـه».
وتوقعت المصادر أن يصاحب عملية مقتل صالح «هدوء حذر، وقد تحصل بعض المناوشات خلال الأيام القادمة ولكن درس حرب الثلاثة الأيام سوف يظل عالقاً برأس كل قيادات «المؤتمر» وأسرة صالح ولن يغامروا مرة ثانية وإن حصلت مناوشات فيما بعد، لأنهم اعتقدوا أن تشتت «أـنصار اللـه» في الجبهات سيضعف موقفهم في العاصمة، وهو ما لم يحدث» وأضافت: «سيقرؤون الموقف بواقعية تامة وسيوجهون حلفاءهم نحو الحوار وإيجاد الحلول».
المصادر أعربت عن اعتقادها بأن الأمور تتجه إلى الأفضل لأننا الآن نتعامل مع رأس واحد يدير العملية في الداخل اليمني في مواجهة العدوان وليس رأسين كما كان سابقاً، متوقعة أيضاً أن يتعامل الخارج مع الأمر الواقع ويندفع للحوار»، وتابعت: «الأمور تذهب نحو انفراج للأزمة اليمنية والأميركان سوف يقرؤون الواقع بصورة دقيقة ويتعاملون معه ويعطون التوجهات لسعودية بالذهاب للحوار».
مراقبون في دمشق اعتبروا أن صالح «كان في كل انقلاباته السابقة يسقط على رجليه واقفا، وفي انقلابه الأخير سقط على رأسه وقُتِل، فخطأ الشاطر حياته، وصالح لم يقدر الفرق بين اللعب السياسي مع الأحزاب والدول، والانقلاب على جماعة شعبية محاصرة».
ولاحظ المراقبون أن «الحوثيين أظهروا جثة صالح لتأكيد خبر مقتله، لكن لم يتم التنكيل بها كما حصل مع جثة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي على سبيل المثال، رغم أن لهم ثأرا معه، فهو من قتل مؤسسهم حسين بدر الدين الحوثي، كما أن الظاهر أن أغلب جنود ومحاربي صالح قد انحازوا إلى قوات «أنصار اللـه» بعد انقلابه الأخير عليهم قبل أيام، وهذا ما جعله مكشوفاً وسهل الاصطياد». وتساءل المراقبون: كيف ستكون التغطية الإعلامية لمقتل صالح لو أنه قتل قبل أسبوع؟!» وأجابوا: «بالتأكيد كانت القنوات المتباكية اليوم لتسخر من مقتله حينها، وذلك بإرداة مموليها».
وفي أول تعليق على التطورات أكد عبد الملك الحوثي في كلمة متلفزة أن مقتل صالح، هو «يوم استثنائي وتاريخي» واعتبرها «إسقاطاً للمؤامرة»، معتبراً أن مشكلته «ليست مع المؤتمر الشعبي العام»، وأضاف: «نحن أصحاب فهم واحد بمواجهة العدوان».
في المقابل دعا الرئيس اليمني الذي خلعه الحوثيون وقوات صالح سابقاً عبد ربه منصور هادي في كلمة متلفزة «الشعب اليمني إلى الانتفاض على الحوثيين».
من جهته جدد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس دعوته جميع الأطراف اليمنية إلى وقف «كافة الهجمات الجوية والبرية»، بحسب بيان نقلته «فرانس برس» وتلاه ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام أكد فيه أن الحصار الذي يفرضه «التحالف» الذي يقوده النظام السعودي لم يرفع بالكامل رغم طلبات الأمم المتحدة، وذلك على حين أسفرت الغارات السعودية على مناطق المهاذر والأزقول بمديرية سحار ومناطق أخرى بمحافظة صعدة عن سقوط 12 قتيلا وأربعة جرحى.

علي عبد اللـه صالح في سطور:

ولد علي عبد الله صالح في 21 آذار 1942 في قرية بيت الأحمر بسنحان خارج صنعاء لعائلة فقيرة من قبيلة سنحان، وكان يرعى الغنم.
التحق بالجيش الإمامي إلا أنه رُفض لصغر سنه ولكن وساطة قبلية حسب ما يروي صالح بنفسه مكنته من الالتحاق بالجيش ومن ثم لمدرسة الضباط عام 1960 وهو في الثامنة عشرة من عمره.
ومع قيام ثورة 26 أيلول التحق صالح هو وباقي أفراد قريته بالقوات الجمهورية.
ورقي إلى مرتبة ملازم ثان عام 1963 شارك في الدفاع عن صنعاء بصف الجمهوريين أيام حصار السبعين. تدرج صالح في حياته العسكرية، حيث التحق بمدرسة المدرعات في 1964.
كان الرئيس السادس للجمهورية العربية اليمنية من 1978 حتى 1990 ليصبح أول رئيس للجمهورية اليمنية. تعد فترة حكمه أطول فترة حكم لرئيس في اليمن منذ عام 1978 وحتى نهاية حكمه في 25 شباط 2012، يحمل رتبة المشير العسكرية.
وصل إلى رأس السلطة في البلاد عقب مقتل الرئيس أحمد الغشمي بفترة قصيرة إذ تنحى عبد الكريم العرشي واستلم صالح رئاسة البلاد في فترة صعبة.
قامت احتجاجات ضد حكمه عام 2011 (ثورة الشباب اليمنية) وسلم صالح السلطة بعد سنة كاملة من الاحتجاجات بموجب «المبادرة الخليجية» الموقعة بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك.
قتل في الرابع من كانون الأول عام 2017 بعد سلسلة من التقلبات التي صبغت مسيرته السياسية وخاصة في فتراتها الأخيرة.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن