سورية

تزايد التكتل لقوى «معارضة الداخل» في مواجهة الخارج ومنصاته … الخراط: معادلة «لا غالب ولا مغلوب» انتهت واليوم هناك منتصر وطني

| موفق محمد

أعلن أمين عام «حزب التضامن الوطني الديمقراطي» المشهر المعارض سليم الخراط عن ارتفاع عدد القوى والشخصيات المنظمة إلى وثيقة تفاهم توصلت إليها قوى في الداخل وتضمنت رؤية لحل الأزمة في البلاد وتوقع أن يصل عددها اليوم إلى 35، بينها قوى وطنية تنشط في الخارج.
واعتبر الخراط أن جولة محادثات «جنيف 8» فشلت بسبب الشروط المسبقة التي تطرحها «معارضة الرياض»، وأن أي جولة أخرى ستفشل إذا ما عاد وفد المعارضة إلى طرح الشروط المسبقة، ورأى أن معادلة «لا غالب ولا مغلوب» ذهبت ادراج الرياح وبات هناك اليوم منتصر وطني هو الشعب والجيش ومشروع مهزوم للتقسيم وشرذمة الوطن.
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال الخراط المنسق العام لـ«ائتلاف قوى التكتل الوطني الديمقراطي»: إن «لقاء جنيف السابق كان فاشلا بالمطلق بسبب تعنت مجموعة الرياض والخليج بشرطهم لأي مرحلة تنحي الرئيس السوري (بشار الأسد) وهذا مخالف بالمطلق لأي حوار، فأساس انطلاق الجولات عدم وضع أي شروط مسبقة آخذين بعين الاعتبار القرار الأممي 2254 ومضمونه والأهم فيه ما يجب أن يترجم عملياً بمشاركة قوى الطيف الوطني السوري كافة ويبدأ الحوار حينها».
وأوضح الخراط، أن الحوار «كما نراه كقوى وطنية تمثل صوت معارضة الداخل البدء ببحث ملف الإرهاب ومكافحته وليس قبله أي ملف آخر ثم ننتقل إلى باقي ملفات السلة الجامعة لكن أولاً اللقاء على اجتثاث الإرهاب».
وأضاف: «ومن هنا نرى أن ذلك يصب في مصلحة إطلاق ودعم لقاء سوتشي بقوة للحوار الوطني السوري السوري، فحينها ستوجد قوى تدعم الحل الوطني من خلال حوار مباشر يسمعه كل المشاركين وفي مقدمتهم الأمم المتحدة من خلال مبعوثها والدول الضامنة والمشاركة كمراقبة لأنها ستلتقي قوى حقيقية لكتل وليس لأشخاص رؤوس حربة لأجندات الدول المشغلة لهم والتي تحاور من خلالهم لتنفيذ مصالحها ومصالح أعداء سورية وشعبها».
وتابع: «نحن كقوى وطنية نمثل معارضة الداخل وصوته، نتواجه والدولة والنظام والسلطة ومؤسساتها مباشرة وجها لوجه ولا نتخفى وراء أصبعنا، فصوتنا مباشر ولا يعنينا إلا مفاتيح الحلول للخروج من الأزمة في وقت اهتمامنا منصب على فتح كافة الملفات وفي طليعتها ملف الفساد أولا إلى جانب باقي الملفات والاهم فيها ملف المعتقلين والمخطوفين والمأسورين والمفقودين وكل عليه تقديم ما لديه كاملا وهو أصبح معلوما للجميع لكن الدولة ووفدها هي الأقوى في المواجهة لأنها تعمل من خلال وفد تتكامل بين يديه الملفات قاطبة ويستطيع الدخول في متاهة الخروج منها ويستحق اليوم دعم الجميع».
وأوضح الخراط، «نحن نتطلع منذ أشهر إلى مكرمة وطنية يطلقها قائد الوطن بالإفراج عن المعتقلين كافة ممن لم تلوث أياديهم بالدم وأصحاب الرأي الوطني الحر، وهي كما نراها ستكون صفعة مؤلمة لكل أعداء سورية فأولاً وأخيراً المبادرة وطنية بالمطلق بقوة وإرادة وطنية سورية».
وعلمت «الوطن» أمس الأوّل من مصادر قريبة من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أن الأخير أرسل إلى وزارة الخارجية والمغتربين كتاباً، يدعو خلاله وفد الجمهورية العربية السورية إلى المشاركة في الجزء الثاني من «جنيف 8»، على أن ينطلق غداً الأربعاء.
وقالت المصادر: إن مكتب المبعوث الأممي يمضي حالياً عطلة نهاية الأسبوع في سويسرا، ولم يتلق بعد أي إجابة من دمشق عن مشاركة وفدها، وموعد وصوله لترتيب الحجوزات الخاصة بسفره وإقامته.
من جهة أخرى، لم تعلق مصادر سورية على إمكانية مشاركة وفدها في الجولة الثانية، واكتفت بالقول إن دعوة دي ميستورا قيد الدراسة وسيتم الرد عليها في الوقت المناسب.
واعتبر الخراط، أن أي جولة أخرى يتم فيها طرح شروط مسبقة ستكون «فاشلة وبشكل أكيد»، وقال: «نحن متأكدون من انصياع الآخرين للحوار من دون شروط مسبقة لأننا نحاور دولاً هم واجهة لها ليس أكثر، وبالتالي ما جرى ويجري من انتصارات متلاحقة تؤكد للجميع حتمية وضع نهاية لهذه الأزمة فمعادلة تقوم على لا غالب ولا مغلوب ذهبت أدراج الرياح واليوم هناك منتصر وطني الشعب والجيش ومشروع مهزوم للتقسيم وشرذمة الوطن».
وكشف أمين عام «حزب التضامن العربي الديمقراطي» المرخص ماهر كرم شحود منذ أيام قليلة عن توصل 27 حزباً وقوى وشخصيات في الداخل السوري من ضمنها «ائتلاف قوى التكتل الوطني الديمقراطي» إلى وثيقة تفاهم تتضمن رؤية لحل الأزمة في البلاد، تقوم على أساس أن «الحل سياسي بامتياز وفق قرار مجلس الأمن 2254» و«وضع دستور جديد» و«تنظيم انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية بعد المرحلة الانتقالية».
وأوضح الخراط في المقابلة، أن عدد القوى التي تنضم إلى هذه الوثيقة يتزايد، وقال: الإجماع الوطني لصوت الداخل يتزايد للقاء على رؤية موحدة وليس على تعالوا إلينا تحت مظلتنا أو باسم تيارنا نحن معا من موقع البعد الواحد بين الجميع فالوطن لا يحتمل اليوم أن يقول أحد أنا أولاً بل القول نحن معاً للوطن أولاً بعيداً عن لغة الإقصاء والمزاودات تحت مظلة واحدة احترام الرأي والرأي الآخر ومن هنا البداية».
وتوقع الخراط، أن يصل عدد الموقعين على الوثيقة إلى «35 قوة حتى الغد (اليوم الثلاثاء) وسيجتمع عليها أكثر من ذلك حتى نهاية الأسبوع واتصالاتنا وتواصلنا مع باقي القوى مستمر».
وأوضح الخراط «ائتلاف قوى التكتل الوطني الديمقراطي» وحده يتضمن أكثر 25 حزبا وهيئة وتيارا وجهة وطنية في الداخل وأكثر من 13 حزبا وقوة في الخارج موزعة في أنحاء العالم من الإكوادور إلى الولايات المتحدة الأميركية إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا، إضافة لشخصيات وطنية مستقلة النسبة العظمى منها تكنوقراط من كافة شرائح التنوع الوطني السوري وأكثر من مئة شخصية دينية من الطوائف والإثنيات كافة وهي بحد ذاتها قوة وطنية ليست بقليلة وتعلم بها دولتنا وبمشاركاتها وأنشطتها على مدار الأزمة السورية.
وختم الخراط المقابلة بالقول: «من هنا نؤكد أنه لا يمثل الداخل الوطني أحد كائناً من يكون إلا رؤيتهم وموقفهم الموحد فعلاً وليس كلاماً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن