اقتصاد

بائع: نؤمن البضاعة يومياً من لبنان وكل شيء سهل بالمال.. ومسؤول في الجمارك: لتقصي الموضوع فوراً! … سوق جملة للمواد الغذائية المهربة على بعد 500 متر من «الجمارك»!

| صبا شدود

بضائع مهربة من كل صنف ولون متناثرة على أرصفة لا تبعد أكثر 500 متر عن مقر الإدارة العامة للجمارك.. كل ما تحتاجه من أطعمة وغذائيات أميركية وأوروبية وتركية وحتى عربية ممنوعة من الاستيراد تجدها بأسعار منافسة في سوق البرامكة للتهريب، حيث يعمل المهربون باطمئنان غريب وهم في حضن الجمارك!
اللافت للنظر في ذلك السوق محاولة بعض تجاره- المهربين تمويه عملهم، من خلال فتح محل لبيع السندويش مثلاً في حين «كراتين» المهربات تملأ المحل، عدا عن البسطة التي تفرش الرصيف الملاصق له، وبعضهم يبيع مهربات فقط دون غيرها بالجملة، إذ يؤكد أحد المهربين الذي تحدثت إلهم «الوطن» أنهم يبيعون المواد المهربة بجملة الجملة لأغلب محال دمشق!
قد ينظر البعض إلى السوق كمصدر للمواد الغذائية بأسعار أقل من المحال المنتشرة في العاصمة وحتى في مولاتها، ولاحظنا مثلاً أن بعض المواد تباع خارج السوق بضعفين، في حين أنها ظاهرة اقتصادية ذات تبعات سلبية بشكل خاص على سعر الصرف.
المنتجات الغذائية بكل أنواعها من معلبات وزيت وسمن وشوكولا وشيبس وجبن وبعض أنواع مستحضرات العناية بالشعر التي تزدحم على البسطات المفترشة الأرض وتكتظ في وجهات المحال ليكون المخفي أعظم.. محلات تجارية تجمع أكبر تجار الشام باعتباره المورد الأساسي لبضائعهم الأجنبية المهربة ليلامس المستهلك فرقاً غير منطقي بالأسعار بين ما يعلن عنه داخل هذا السوق ومولات دمشق والأسواق الشعبية، فهو ركن صغير يتخفى بأحد أزقة البرامكة لكن تجذب الأنظار وتميل له النفوس، وهذا ما أكده لـ«الوطن» أحد الباعة المهمين في السوق وبتعاون مع أخيه المسؤول عن إيصال البضاعة من لبنان إلى سورية، فهناك رحلة له يومياً تنتهي الساعة السادسة صباحاً على الأراضي السورية ليبدأ بيع المنتجات لتجار دمشق معلنين الساعة السادسة مساء نفاد البضاعة ليعاود شقيقه رحلته لاستقدام المزيد.
كاشفاً عن دور للسوق في «لعبة المتة»، عبر حيلة لجأ لها تجار المتة لتباع بضائعهم بسعر مرتفع خلافاً لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي حددت سعر العلبة بـ280 في حين يسجل سعر العلبة الواحدة في سوق التهريب بـ450 ليرة لبعض الأصناف التي بقي عرضها في السوق محدوداً جداً، حيث يصدرها تجار المتة إلى لبنان ليعاد تهريبها إلى سوق البرامكة.
وأكد البائع الذي تحدثت إليه «الوطن» أن البضاعة في السوق كلها تهريب، ولدى سؤاله عن طريقة دخول البضاعة قال: «كل شيء يباع ويشترى بالمال، حيث ندفع مبلغاً من المال لتمرير البضاعة، فيستطيع الزبون شراء ما يريد مما هو متوافر ويستطيع التوصية على ما يريد من بضاعة غير متوافرة في السوق بالاتفاق مع أحد المهربين من أدوية ومستحضرات تجميل ليكون طلبه حاضراً في صباح اليوم التالي». حيث حضرت «الوطن» اتفاقاً بين أحد الزبائن والمهربين إذ طلب الزبون بعض أنواع مستحضرات التجميل والأدوية ووعده البائع بتأمينها خلال يوم واحد.
ولمتابعة الموضوع مع إدارة الجمارك تواصلت «الوطن» مع مسؤول (فضَّل عدم ذكر اسمه) أكد وجود هذا السوق، وأنه كانت توجه إليه دوريات من وقت لآخر وضبط المهربين، إلا أنه دائماً يرمم نفسه فوراً، إذ إن المهربين يعرضون بضاعة ليوم أو يومين عمل فقط، مشدداً على أن ظاهرة الأسعار المنخفضة في السوق للمهربات تثير مخاوف من كونها منتهية الصلاحية يتم تزوير لصاقاتها، وبعضها قد يكون غير صالح للاستهلاك، فهي في النهاية بضاعة دخلت تهريباً وبالتالي لم تخضع لأي فحوصات أو مطابقة للمواصفات والمقاييس.
مبيناً أن دخول هذه البضاعة بشكل يومي يحتاج إلى بحث وتقص، إذ ممكن وجود بعض العناصر بالفعل يسهلون دخولها، أو هناك طرق أخرى، وهذا ما سوف يكون باهتمام الجمارك فوراً، وسوف يتم البحث والتقصي حول الموضوع والتحرك نحو السوق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن