ترامب يجمع العالم ضده حول القدس.. زحمة قمم ومؤتمرات للرد.. وحزب اللـه: لن نقبل أن تبقى إسرائيل في منطقتنا … فلسطين: حان الوقت لاعتراف الأمم المتحدة بعضويتنا الكاملة

| وكالات

وسط زحمة المؤتمرات والاجتماعات رداً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده لدى الكيان الصهيوني إلى مدينة القدس واعترافه بالأخيرة عاصمة لـ«إسرائيل»، نعى الموقف الفلسطيني الدور الأميركي في عملية السلام، وطالب بعضوية كاملة في الأمم المتحدة، في حين كان الموقف الأبرز لحزب اللـه اللبناني الذي أكد أنه لن يقبل أن تبقى «إسرائيل» لعشرات السنين في المنطقة.
وأمس دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، المجتمع الدولي ليقف إلى جانب فلسطين وحقها في تقرير المصير والقدس الشرقية عاصمتها، مؤكداً أن «الوقت حان للاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية بالأمم المتحدة»، وأن واشنطن لن تلعب أي دور في عملية السلام عقب قرار ترامب.
ووفقاً لموقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أضاف المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة: إن «فلسطين ستقدم خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، مشروع قرار بخصوص التحرك العربي إزاء قرار الرئيس الأميركي يدعو الدول العربية أن تأخذ مواقف واضحة حيال القرار الأميركي الأخير وضرورة التحرك الرسمي القادم، الذي يجب أن يتناسب وحجم هذا القرار سواء في مجلس الأمن الدولي أو طبيعة المواقف التي يجب أن تتخذها مع المسؤولين الأميركيين الذين سيزورون الدول العربية، أو العلاقات الثنائية بين الدول العربية والإسلامية وأميركا»، إضافة إلى «مشروع قرار مواز في إسطنبول الأربعاء المقبل خلال اجتماع زعماء منظمة التعاون الإسلامي» الطارئ.
وبين المالكي، أن «مشروع القرار سيدعو الدول العربية في الأمم المتحدة إلى التحرك سريعاً لدى مجلس الأمن الدولي من أجل تقديم مشروع قرار يعتبر القرار الأميركي بخصوص القدس لاغياً.
في شأن متصل، ووفقاً لوكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، فإن نائب الأمين العام لحزب اللـه الشيخ نعيم قاسم، ألقى كلمة في جامعة الأمام الصادق في طهران، اعتبر فيها أن موقف ترامب يعني أن أميركا كانت تكذب على العرب والمسلمين وكانت تقول إنها تريد إعطاء الفلسطينيين شيئاً من الأرض، لكنه رأى أن «هذا القرار أفضل من استمرار هذه الإدارة (الأميركية) بالضحك على الناس، هنا تقع مسؤوليتنا ومسؤولية الجميع من أجل أن نعمل على التحرير، صحيح أن التحرير مكلف لكننا لن نقبل أن تبقى إسرائيل في منطقتنا لعشرات السنين، ولهذا سنبقى نقاوم».
من جهته، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصالات هاتفية منفصلة أمس مع نظرائه الكازاخي نور سلطان نازارباييف، والأذري إلهام علييف، واللبناني ميشيل عون، التطورات الأخيرة في القدس.
وبحسب وكالة الأناضول فإن المباحثات أكدت أهمية القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي التي ستنظمها تركيا بصفتها الرئيسة الدورية للمنظمة، من أجل اتخاذ موقف موحد ضد قرار إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
بدورها ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية أن عون أكد لنظيره التركي أنه سيحضر القمة.
وفي إيران، أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي كاظم جلالي أن اجتماع ترويكا برلمانات الدول الإسلامية «المؤلف من الدول الثلاث إيران والعراق ومالي بمعية لجنة فلسطين في اتحاد البرلمانات الإسلامية في إيران» سيعقد في طهران يوم 19 كانون الأول الجاري، وفق وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، موضحاً بأن اجتماع الترويكا سيكون تمهيداً لاجتماع برلمانات الدول الإسلامية في طهران.
وأكد جلالي أن برلمانات الدول الإسلامية ستتخذ بالتأكيد خلال هذين الاجتماعين المهمين الإجراءات اللازمة تجاه الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأميركي وخاصة أن رئاسة اتحاد البرلمانات الإسلامي ستنتقل إلى إيران بعد شهر.
بدوره دعا أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي إلى «رد فعل حاسم من البلدان الإسلامية يتمثل في سحب سفرائها من واشنطن كخطوة أولى وممارسة الضغوط على أميركا عبر خفض إنتاج النفط وعرضه في الأسواق».
متحدث باسم وزارة الخارجية في كوريا الديمقراطية، أدان بشدة قرار ترامب مؤكداً أن «الولايات المتحدة ستحاسب على هذا القرار المتهور والشرير»، على حين انتقد رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش قرار ترامب مؤكداً أن له تداعيات خطيرة على الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
إلى ذلك أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر أن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لن يستقبل مايك بنس نائب الرئيس الأميركي خلال الزيارة التي يزمع القيام بها إلى مصر خلال الشهر الحالي، في موقف مشابه لموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي رفض لقاء بنس أيضاً.
في سياق متصل تظاهرت حشود كبيرة من المواطنين الجزائريين أمس في مدينة وهران تنديداً بقرار ترامب.
وخرجت تظاهرات واسعة في الأراضي الفلسطينية أمس وقبله وفي الكثير من الدول العربية والأجنبية احتجاجاً على الخطوة الأميركية.