الأولى

الخالدي لـ«الوطن»: إذا القدس لم تحرض على النهوض فأخذ الكعبة لن يحرض الأمة … شرارة التصعيد المقاوم تنطلق من القدس

| مازن جبور – وكالات

على وقع انطلاق شرارة التصعيد المقاوم الفلسطيني على الأرض في مواجهة القرار الأميركي الأخير، تراجعت حدة الاستنكارات العربية، ومعها التصريحات الرسمية الفلسطينية، لصالح الاتجاه صوب العودة للعمل المقاوم ودعم خيارات المقاومة في وجه الاحتلال ومخططاته.
وعلى حين شكل استنفار المقدسيين المعطى الأبرز لتحركات الأمس، استنفرت إسرائيل قوتها العسكرية وعمدت إلى قصف عدد من المناطق في غزة، تحسبا لردود الأفعال المتوقعة على الأرض.
وقالت مصادر فلسطينية: إن موظفي المسجد الأقصى وعدداً من المقدسيين قاموا أمس بطرد الوفد البحريني أثناء قيامه بصحبة شرطة الاحتلال الإسرائيلي بزيارة المسجد.
وكشفت «القناة 12» الإسرائيلية عن دخول بعثة بحرينية الأراضي الفلسطينية المحتلّة في زيارة علنية للمرة الأولى، مشيرة إلى أنهم 24 شخصاً من أعضاء جمعية «هذه هي البحرين».
كذلك اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في أحياء مدينة القدس مساء أمس، بعد ساعات من إصابة رجل أمن إسرائيلي بعملية طعن نفذها فلسطيني قرب القنصلية الأميركية في المدينة المقدسة، كما اندلعت اشتباكات في مدن وقرى الضفة الغربية أسفرت عن عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين.
وذكرت قناة «الميادين» أن الجيش الإسرائيلي اقتحم عدة أحياء في القدس وانتشر في باب الأسباط وفي حي الثوري جنوبي البلدة القديمة، كما أغلقت المدخل الغربي لبلدة العيسوية حيث تصدّى الشبان لها في البلدة، كذلك تعرضت حافلة جنود إسرائيلية لإطلاق نار عند مفرق عيرن الحرامية شمال رام اللـه قرب مستوطنة عوفرا.
وفي مقابلة أجراها مع صحيفة «الوطن» اعتبر سفير دولة فلسطين لدى دمشق محمود الخالدي، أن الحرب على سورية وانشغالها بوضعها الداخلي، تدفع ثمنه قضية فلسطين، وأن أميركا لم تكن لتجرؤ على إصدار قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» لو كانت سورية معافاة.
ورأى الخالدي، أن مصير الكثير من الدول العربية مرتهن للولايات المتحدة، ولم يستبعد قيام ثورة فلسطينية مسلحة حقيقية من الداخل والخارج.
وأشار الخالدي إلى أن أميركا و«إسرائيل» يريدان تصفية القضية الفلسطينية بمؤتمر إقليمي يهدف للتطبيع مع كيان الاحتلال، وتساءل: هل يترجم ارتفاع النبرة العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية إلى عمل، خصوصاً أنهم كانوا بالإدانة والشجب والاستنكار فاعلين؟
ورأى أن ردات الفعل خلال الأيام الماضية، لم تكن بحجم هذا الحدث، وقال: «إذا كانت القدس لا تحرض على النهوض فهذه مصيبة كبرى، ومعناها أن الكعبة لن تحرض، وحتى إذا أخذت الكعبة فلن تحرض هذه الأمة».
التصريحات الفلسطينية الداعية إلى المقاومة، قابلها رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لفرنسا بالقول: إن «استيعاب» الفلسطينيين لـ«حقيقة» أن القدس عاصمة إسرائيل هو الذي سيُحقق السلام» بحسب تعبيره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن