ثقافة وفن

سبع أغانٍ لسورية لم تلق اكتراث الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون …عبير فضة لـ«الوطن»: لست متسلقة وكان المطلوب أن أقدم تنازلات معينة

عامر فؤاد عامر : 

وجدت لنفسها مكاناً على صعيد الأصوات الغنائيّة في الوطن العربي، وذلك خلال فترة زمنيّة قصيرة، بدأت الغناء في الثامنة من عمرها، وعرفها الجمهور أكثر في مهرجان الأغنية السوريّة، ونالت جائزة الأورنينا الذهبيّة فيه، وقدّمت عدّة أغنيات من إنتاجها الخاصّ، لتبتعد عن الساحة الفنيّة 6 سنوات، وتعود من خلال شركة روتانا للمرئيّات والصوتيّات؛ فقدّمت معها ثلاثة ألبومات غنائيّة، «الكلام في سرّك» 2001 صوّرت منه 3 أغنيات، و«قلبي ممنون» 2004 وصورت منه 3 أغنيات أيضاً، و«إنت مالك» 2005 وصوّرت منه أغنية، وفي العام 2013 أنتجت على نفقتها الخاصّة ألبوم «لمسة وفا» في سبع أغانٍ وطنيّة، دعماً وإخلاصاً لسورية. الفنانة، والشاعرة، والملحنة، والموزعة «عبير فضّة» تتحدّث لـ «الوطن» عن عودتها الجديدة، وحبّها لسورية في تصريحاتٍ خاصّة.

غياب قسري
أحبّ الناس صوت الفنانة «عبير فضّة»، ودخلت القلوب من دون استئذان، فكانت من بين المطربين الشباب الذين حققوا رصيداً جيداً للانطلاق خارج حدود البلد، لكن التغيّب في السنوات الأخيرة كان واضحاً، فما الأسباب في هذا الغياب؟ وهل من ظروف قسريّة تعرضت لها؟ وكانت إجابتها التالية: «السياسة تدخلت في كلّ المجالات، وعلى جميع الصعد، فكلّ شيء بات اليوم مرتبطاً بالسياسة، ولأنّني من سورية وأحمل جنسيّتها، فقد تمّت محاربتي بشتى الوسائل. غيابي لم يكن مقصوداً على الإطلاق، إنّما كان بسبب الحرب التي شنت عليّ، سواء من بعض الفنانين المدسوسين لمحاربتي أو من الشركة ذاتها التي كنت منضمةً إليها. ومثل تلك الشركة الضخمة وحتى أستمر في وجودي معها كان المطلوب أن أقدّم تنازلاتٍ معينة، وهذا ما لا يمكنني فعله أبداً ولأيّ مخلوق على وجه البسيطة، فأنا ببساطة لست متسلقة، ولا متطفلة، ولا دخيلة على الفنّ. وبفضل اللـه استحققت العضوية في نقابة الفنانين بجدارة في سورية ومصر».

عودة قريبة
الخطوة القادمة في حياة الفنانة «عبير فضّة» ستتمثل في العودة بقوة إلى الساحة الفنيّة، وعن هذه الخطوة، وعن توقيت إعلانها، وما تحضر له، تقول: « لقد أخذت قرار العودة إلى الساحة الفنيّة من جديد، ولم يكن سهلاً عليّ اتخاذ هذا القرار، وأنا أعلم أنني مقبلة على حربٍ جديدة، ومع ذلك فقد قررت العودة. اليوم لدي بعض العروض الجديدة للإنتاج، وأنا أدرسها جيداً، وسأختار من بينها ما يناسبني. أمّا عن توقيت إعلان عودتي فلا أستطيع الإعلان عنه الآن لكنني أقول بأنّه بات قريباً جداً».

الأغنية الوطنيّة
لبداية الفنانة «عبير فضّة» علاقة وطيدة مع الأغنيّة الملتزمة – الوطنيّة والسياسيّة – ولديها خطوات واضحة في مسيرتها، وخلال سنوات الأزمة كان لها خطوة مهمّة جداً في هذا الميدان، لكن عقباتٍ جديدة اعترضت الطريق، وعن هذه الأفكار تُحدّثنا: «من تاجر بالأغنية الوطنيّة اليوم رُوّجت أعماله، ومن عَمِل بقلبٍ صادق، وعلى نفقته الشخصيّة، تمّ تغييبه وتغييب أعماله، الهادفة، فأنا ابنة الأغنية الوطنيّة والسياسيّة، وتجربتي الأولى كانت في سنّ الثامنة من العمر، وكانت عبر أغنية للوطن». وحول ما قدّمته من أغانٍ في فترة الأزمة السوريّة تجيب: «أنا أعلم أن معظم الفنانين الذين قدّموا أغنية وطنيّة أو أكثر؛ تمّ إنتاجها على حساب بعض التجار ورجال الأعمال أو غيرهم، وبطرق لا أريد التحدّث فيها كثيراً، لكن عن نفسي أخبر الجميع بأنّني قمت بإنتاج ( C D) كامل يتضمن سبع أغنيات وطنيّة على نفقتي، وحسابي الخاصّ، وحملت هذه العناوين ((سورية أم الأوطان – نيالي بوجودك – غالي ياجيش – سورية أرض جدودي – لنا الحق – كلمة أم الشهيد – بيحقلك يا سورية)) وكلمات هذه الأغاني من تأليفي، وكذلك ألحانها، وأيضاً توزيعها الموسيقي، إضافة لإنتاجها، وقد انتشر بعضها على المواقع الإلكترونيّة، وقد قمت بإرسال هذا الألبوم الوطني أكثر من مرّة للإذاعة التلفزيون كهديّة، وعربون محبّة، لكن مع كلّ أسف لم يلقَ منهم الدعم والرعاية الإعلاميّة والترويج، وبكلّ بساطة أقول إن المافيات ليست فقط في بلاد الغرب بل موجودة في مؤسسات البلد مع كلّ أسف».

كلمة محبّة لـ«الوطن»
عن جديدها القادم والتحضيرات له تصرح «عبير فضّة» لنا: «جديدي سيتحدّث عن نفسه عند طرحه قريباً». أمّا الكلمة التي أحبّت أن توجّهها لـ«الوطن» فكانت: «في الأزمات يا وطني البعض تركوك لوحوش الغابات المفترسة تنهش بك وغادروا. فروا هاربين. أمّا أنا من كنت مغتربة، تركت كلّ شيء ورميته خلف ظهري (شغلي ولقمة عيشي ومستقبلي ومالي) تركت كلّ ذلك، وعدت مسرعةً لأضمد جراحك، وأقف إلى جانبك ياوطني الأمّ الحبيبة سورية. لم أكتفِ بأن كتبت، ولحنت، وغنيت لك. بل كنت أحارب مثل أي جندي من الجيش العربي السوري. بأفعالي لا بأقوالي فقط، وعلى كلّ المنابر في الحسكة، ودرعا، والقامشلي، ودير الزور، والسويداء، والقنيطرة، وحمص، وحلب، ودمشق، وطرطوس، واللاذقية… على الرغم من أخطار الطريق، وصعوبة الوصول. سوريّتي حبيبتي أدامك الله، الوطن، الأمّ، الحبيب، وحفظ اللـه هذا الوطن، قيادةً، وجيشاً، وشعباً، وغداً سيكون الأجمل، والأعلى بإذن اللـه تعالى، مع فائق محبّتي، وتقديري لكم جميعاً، في صحيفة «الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن