ثقافة وفن

درعا تحتفي بـ«النصر ساعة صبر» بحضور فاق التوقعات … الرفاعي: العرض بداية لانطلاق الحياة من جديد .. الهنوس: تجسيد الجهود الرامية لعودة الأمن للمحافظة … حميدي : إهداء لأهالي درعا الذين صمدوا بوجه الإرهاب

|وائل العدس

تحت رعاية نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج، قدمت جمعية «تموز» لرعاية أسر الشهداء العرض المسرحي الغنائي «النصر صبر ساعة» في صالة مدينة الباسل الرياضية بدرعا، بحضور رسمي وشعبي كبير غصت به مدرجات الصالة.
ويعد هذا العرض أول فعالية فنية تقام في درعا منذ بداية الأحداث، واضطر كثيرون إلى مشاهدته على الواقف بسبب كثافة الحضور الذي فاق التوقعات في مشهد واضح يدل على تمسك أهل المحافظة بإرادة الحياة وحرصهم على ممارستها بشكلها الطبيعي رغم كل التحديات التي فرضتها الحرب الإرهابية، وإصرارهم على الصمود والمقاومة حتى تحقيق النصر الكبير بسواعد الجيش العربي السوري والقيادة الحكيمة للرئيس بشار الأسد.

الصبر والصمود
العمل المسرحي موجه لدعم أسر الشهداء، ويتحدث عن بطولات الجيش العربي السوري في معارك البطولة، وصمود أبناء الوطن بجميع فئاته، وخاصة الأمهات اللواتي قدمن أغلى ما يملكن في سبيل الوطن.
كما يتحدث عن قيمة الصبر والصمود في خضم المآسي الكبرى التي نتعرض لها، وهو رسالة أمل وبشرى بالنصر إلى الجندي العربي السوري الذي قدم روحه فداء لقضيته، قضية قدسية الأرض وضرورة الحفاظ عليها.
وجاء العرض بمنزلة المزج بين عدد من الفنون البصرية من التمثيل والغناء والرقص وشاشة العرض السينمائية محاكياً تجارب فن الأداء المعروفة عالمياً بفن «البيرفورمانس».
وتناول العرض صوراً من كفاح جيشنا الباسل وصمود السوريين معه خلال الحرب الإرهابية من لوحة «أم أحمد» والدة الجندي، إلى لوحة الجنود الذين يدافعون عن قلعة حلب ولوحة تحرير مدينة حلب ولوحة الطيار ومساعده الشهيدين ووالدتيهما، حيث مزج المخرج في الحوار بين العرض المسرحي على الخشبة وبين مادة فيلمية جاهزة تعرض على الشاشة كما في لوحة القلعة عندما يتبادل الجنود الحوار مع النجم أيمن زيدان في مشهد مسجل وهو يقف على درج قلعة حلب.
وحرص المخرج على أن يتمم الرقص التعبيري فكرة العرض كما في لوحة الجنود وهم يتصدون للإرهابيين الذين ارتدوا ثياباً سوداء كناية عن إجرامهم وفكرهم الأسود الظلامي.
واستثمر المخرج الغناء عبر المغني الشاب بلال الجندي الذي أدى إلى جانب غنائه دور جندي، فكانت كلمات الأغاني مستوحاة من عنوان العرض ومن عبارات يرددها الممثلون ليكون ختام النصر ساعة صبر مزيجاً من كلمة «انتصروا» التي يرددها جموع الممثلين المشاركين في العرض وصوت المطربين شهد وعبود برمدا.
واختتم العرض بتحية لروسيا لمساعدتها لسورية في الحرب على الإرهاب حيث رفع المشاركون في العرض العلمين السوري والروسي.
وتم قبل العرض منح بطاقات شكر وتقدير من رئيس جمعية تموز د. مازن حميدي إلى المعنيين بمحافظة درعا تقديراً لجهودهم وتعاونهم، كما تم تقديم بطاقة شكر وتقدير لحميدي من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي تقديراً لجهوده في المصالحات الوطنية بمحافظة درعا.
العمل من تأليف محمود عبد الكريم، وإخراج مأمون الخطيب، وموسيقا طاهر مامللي، وبطولة سلمى المصري ولينا حوارنة ورنا جمول وميريانا المعلولي ومالك محمد وإبراهيم عيسى ويامن سليمان ومؤيد الخراط وكرم الشعراني ولجين إسماعيل وبلال الجندي، بمشاركة نجمي الغناء شهد وعبود برمدا، إضافة إلى ظهور خاص للنجم أيمن زيدان والمخرج السينمائي جود سعيد، ومشاركة فرقة آرام للرقص.
انطلاق الحياة

أشار أمين فرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي حسين الرفاعي إلى أن سورية تنهض من جديد، وهذه الفعالية اليوم في محافظة درعا بداية لانطلاق الحياة من جديد وتأكيد أن درعا ستنهض وتنتصر بفضل شعبها وجيشها وقائدها.

إعادة الحياة
بدوره أكد محافظ درعا محمد خالد الهنوس ضرورة العمل مع جميع الفعاليات لإعادة الحياة والابتسامة لمحافظة درعا وخاصة في ظل اتفاق خفض التوتر والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن هذا العرض اليوم في المحافظة يجسد كل تلك الجهود الرامية لعودة الأمن والفرح للمحافظة.

إنجاز مهم
وبيّن الدكتور مازن حميدي رئيس جمعية تموز أن هذا العرض إهداء للجيش الذي حقق الانتصار تلو الانتصار وشارف على إعلان نصره النهائي على الإرهاب ومشغليه وهو في الوقت نفسه إهداء لأهالي درعا الذين صمدوا بوجه الإرهاب ولم يتركوا مدينتهم وكانوا جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد.
وقال في تصريح لـ«الوطن»: عندما شاهدت السعادة في عيون الحضور، أيقنت أهمية إنجاز هذا العرض في مدينة درعا الجميلة التي تستحق أن تعود لها الحياة من جديد، وأن تمتلئ الصالة عن آخرها ولا تتسع لمئات الأشخاص الذين بقوا للأسف خارجها أكبر دليل على رغبة أهالي هذه المدينة بنفض غبار الحرب وعودة الأمن والأمان.
وأضاف: شكراً لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل وكما وعدناكم في جمعية تموز فإننا لن ندخر أي جهد ممكن في سبيل دعم عائلات شهدائنا الأبرار.
وأشار إلى أن العمل يحكي عن قيم الشهادة، لنثبت للعالم أننا نمتلك جيشاً بطلاً ومقداماً، وشعباً حاضناً له وداعماً لتضحياته وانتصاراته.
وشدد على أن رسالة الجمعية تصل بالأفعال وليس بالأقوال، مشيراً إلى أن الجمعية ستطلق مشاريع تنموية تؤمن دخلاً ثابتاً لأسر الشهداء.

رسالة للجميع
وأشار الموسيقار طاهر مامللي إلى أن العرض الفني يوصل رسالة للجميع بأن سورية بلد الفن والثقافة وليس بلد الحرب والقتل وهي اليوم دعوة للإنسانية وخاصة في محافظة درعا التي عانت الكثير وصمدت بأهلها الشرفاء.
بدوره أوضح مخرج العرض مأمون الخطيب أن العرض المسرحي الغنائي تميز بمشاركة نخبة من الفنانين السوريين وهو إهداء لأبناء درعا.

جمعية تموز
جمعية غير ربحية تأسست عام 2012 بالقرار رقم 935 الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتعنى بدعم أسر الشهداء بما يضمن لهم سبل الحياة الكريمة، كما تعمل على تعزيز مشاركة المجتمع المدني والقطاع الأعلى في دعم أسر الشهداء في سبيل بناء مجتمع سوري قوي متماسك، وتعزيز دور أبنائهم في بناء الوطن وحمايته واستمرار الحياة والإنجاز والإبداع تحدياً للحرب وآثارها.
وتؤكد الجمعية احترام مكانة الشهيد ودوره الأساسي في بناء الوطن وتقديم الرعاية الاقتصادية والاجتماعية لأكبر عدد من أسر الشهداء في كل أرجاء الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن