رياضة

بعد ثمانية أسابيع من الدوري الممتاز … ثوب جديد للمنافسة وشغب متفاقم وهجوم غائب

| ناصر النجار

قطع ذهاب الدوري الممتاز ثلثي المراحل ولم يتبق منه إلا خمس والصورة اتضحت إلى شكل غير بعيد حول مستوى الفرق ومستوى المنافسة.
وما أجمع عليه المراقبون أن مستوى الدوري هذا الموسم منخفض قليلاً عن مستوى الموسم الماضي وهناك أسباب عديدة في ذلك، منها ضعف الاستعداد لقصر الفترة الفاصلة بين الموسم الماضي والحالي ومنها ندرة اللاعبين النخبويين، لاستمرار هجرة لاعبي الصف الأول إلى الدوريات العربية.
وإذا كانت فرق الاتحاد والوحدة وتشرين وحطين استأثرت بنخبة اللاعبين المحليين في التنقلات الصيفية، فإن الجيش اختار نخبة من اللاعبين الشباب والموهوبين من الفرق الهابطة في الدوري تحديداً والهدف في ذلك بناء فريق للمستقبل، أما بقية الفرق فقد تبادلت اللاعبين فيما بينها.
تغيير اللاعبين في الأندية يعرضها للاستعداد من الصفر وصولاً إلى مرحلة الجاهزية المطلوبة ومن ثم الانسجام المفترض وهو الأساس في المستوى والأداء وخصوصاً إذا كان التغيير كبيراً ويشمل أكثر من نصف الفريق.
الشيء الأهم أن اختيار اللاعبين يتم وفق الأهواء، لأن الذين يقومون على الاختيار ليسوا مؤهلين لأنهم ليسوا مدربين، وهذا الكلام لا ينطبق على جميع الأندية إنما على بعضها، لذلك نجد المدربين يشتكون من نقص في بعض مراكز الفريق وهذا ما نلمسه من تصريحات المدربين في كل حين.
كل هذه الأسباب تؤثر بشكل عام في مستوى الفرق والدوري إضافة إلى ذلك فإن افتقار الدوري للمدافعين والمهاجمين الفاعلين يساهم بتراجع المستوى.

هجوم ضائع
مشكلة الهجوم واللاعب الهداف هي مشكلة عامة في كرتنا، لكن برزت في الآونة الأخيرة عادة احتكار المهاجمين، على مبدأ مهاجم معنا أفضل من أن يسجل علينا، وهذا ما فعله بعض الأندية هذا الموسم، فالوحدة استقطب كبار المهاجمين والهدافين في الدوري مثل: باسل مصطفى- أحمد الأسعد- أنس بوطة- سليمان سليمان، وما الحصيلة بعد ثمانية أسابيع؟ الأسعد لم يسجل ولم يشارك إلا قليلاً، وأنس بوطة سجل هدفاً من ركلة جزاء، وسليمان سليمان لم يسجل، أيضاً ياسر إبراهيم ما زال على صفوف الاحتياط في فريق الجيش، والأمثلة هنا متنوعة، فاللاعبون الذين ذكرناهم «ناموا» في أنديتهم الجديدة لأن دورهم الفاعل انتهى، ولو بقوا في أنديتهم لكانت فاعليتهم أكبر، والدليل المعاكس أن محمد العقاد المنتقل إلى فريق حطين سجل مع فريقه الجديد أربعة أهداف وهو يفوق ما سجله مع الجيش بعدة مواسم مع العلم أن حطين ليس بأوجه الآن وأن الدوري لم يتم ذهابه بعد, لذلك نجد أن هناك توزيعاً غير عادل للمهاجمين بين الأندية لأسباب لا تخدم الكرة السورية والدوري، وهناك أيضاً إهمال في صناعة اللاعب الهداف على مستوى القواعد.
الصورة السابقة تؤكدها مستويات التسجيل في الأندية أولاً وعدد اللاعبين المسجلين.
فالوحدة المتصدر سجل 17 هدفاً من ثماني مباريات وهو يملك خمسة هدافين صريحين بمعدل هدفين في المباراة، وسجل 14 هدفاً في ثلاث مباريات منها، وثلاثة أهداف في خمس مباريات. الجيش سجل 12 هدفاً بمعدل هدف ونصف الهدف في المباراة الواحدة وليس له عذر، وخصوصاً أن من سجل أهدافه تسعة لاعبين أغلبهم مدافعون ولديه خمسة مهاجمين صريحين!
تشرين كالجيش سجل تسعة أهداف وعزز هجومه بمحمود البحر وعبد الإله حفيان المهاجم غير الصريح، إلا أن نسبة التسجيل ما زالت ضعيفة، والمفترض ألا يتأثر بغياب باسل مصطفى لأن أغلب أهداف الأخير جاءت من ركلات جزاء.
الاتحاد سجل 11 هدفاً سبعة منها في مباراتين وأربعة في ست مباريات والحصيلة مخجلة في فريق الملايين، بقية الفرق لا أثر للهداف فيها فاللاعب الذي سجل هدفين أو ثلاثة أهداف في ثماني مباريات لا يمكننا أن نطلق عليه لقب الهداف، وباستثناء الشرطة الذي سجل 12 هدفاً فإن بقية الفرق تراوح تسجيلها بين ثمانية وأربعة أهداف حتى الآن.

المنافسة الجديدة
المنافسة ما زالت محصورة نظرياً وعملياً بين بطل الدوري (الجيش) والكأس (الوحدة) ومعهما تشرين والاتحاد وهؤلاء هم الأوفر حظاً بنيل اللقب، والصراع سيكون مراً حتى النهاية، الفرق التي تقترب من حاجز الكبار كحرفيي حلب والشرطة وربما الطليعة والمجد سيكون لهما دور في تحديد الصراع وليس بالمنافسة، وعلى سبيل المثال: الحرفيون خطف من الاتحاد نقطتين ومن تشرين ثلاثاً، فهل سيفعل الشيء ذاته مع الجيش والوحدة؟
منافسة صعبة أخرى ستكون على الهبوط، والفرق المرشحة للهبوط كثيرة وفي رؤية تفصيلية نجد أن نصف الفرق مهددة، وقد يزيد العدد مستقبلاً مع توالي الأسابيع والمباريات.
فثوب المنافسة الجديد سيكون بالأطراف التي هي خارج الصراع، فمن ينج من لدغاتها فسينجح بالفوز باللقب، ومن يقع في أفخاخها فسيخسره ولو فاز على منافسيه، والكلام نفسه سينطبق على الهاربين من المؤخرة، الذين يتبادلون الفوز فيما بينهم، لكن الناجي سيكون من يخطف نقاطاً من الكبار، كحال الحرفيين الذي ارتقى بالترتيب لنقاطه غير المتوقعة التي نالها من الاتحاد وتشرين ورغم أن الجهاد في المؤخرة وحيد بنقطة واحدة إلا أن الفارق ما زال ممكناً تعويضه لأنه بسيط ويمكن تجاوزه.

شغب متصاعد
ما حدث في مباراة الوحدة والاتحاد ينذر بالسوء، وقد لا تكون عواقبه جيدة على الفرق وخصوصاً المتنافسة على اللقب التي تستنجد بجمهورها لدعمه المادي والمعنوي ومؤازرته.
فاستمرار الشغب سيؤدي إلى إقامة المباريات بلا جمهور أو نقلها خارج المحافظة، وكلنا ندرك أن تشرين خسر لقبه الموسم الماضي لنقل مباراتين خارج أرضه بلا جمهور تعادل في الثانية مع الشرطة 2/2 ولو فاز بهذه المباراة لأحرز لقب الدوري.
مساوئ الشغب واضحة للجميع، أولاً: تعرض الفرق للعقوبات المالية التي سترهق الأندية بلا أدنى شك، ثانياً: ستحرم النادي من ريوع المباريات في حال إقامتها بلا جمهور، والريوع اليوم مهمة جداً لدعم صندوق الأندية وواردات كرة القدم، والعقوبات أيضاً تفقد الفريق سلاحين مهمين هما الجمهور والأرض أو أحدهما، لذلك لابد من إيجاد الحلول لتفادي الشغب في المباريات وهو على نوعين، أولهما: قرارات ردعية من اتحاد كرة القدم تجعل إدارات الأندية تبحث عن الوسائل المجدية لمنع الشغب أو التقليل منه إلى الحد الأدنى، ثانيهما: روابط المشجعين التي عليها ممارسة الدور الفعال في ضبط الهتافات وانفعالات جمهورها، والأهم ضبط الحرب الإلكترونية التي تؤجج الصراع بين الأندية وخصوصاً قبل المباريات ما يؤدي إلى تشنجات وتصرفات غير مقبولة، أغلبها ناجم عن العصبية والفعل ورد الفعل، لذلك فمن الضروري ضبط مواقع التواصل الاجتماعي للتخفيف من حدة الانفعالات قبل المباريات.

عقوبات كروية
أصدر اتحاد كرة القدم سلسلة من العقوبات على هامش مباراة الوحدة والاتحاد أهمها إقامة مباراتين متتاليتين للوحدة والاتحاد من دون جمهور، وإيقاف شعيب العلي وأنس بوطة من الوحدة حتى نهاية الذهاب وطه موسى حتى نهاية الموسم، وإيقاف ربيع سرور من نادي الاتحاد حتى نهاية الذهاب وحسام العمر وإبراهيم زين مباراتين رسميتين متتاليتين وكذلك باسم مصطفى من الوحدة، هذا إضافة إلى العقوبات المادية بحق كل اللاعبين المذكورين وتغريم نادي الوحدة بمئة ألف، مع تغريم الناديين بكلفة الأضرار المادية الناجمة عن شغب جمهوريهما، وتغريم نادي حطين بـ200 ألف ل.س وإيقاف لاعبه عبد القادر غريب مباراتين متتاليتين وتغريم مدرب المجد هشام شربيني بـ50 ألف ل.س.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن