قضايا وآراء

إعلان ترامب عدوان يفضح المتآمرين

| ميسون يوسف

عندما انطلق العدوان على سورية منذ 7 سنوات كان المعنيون بشأن الدفاع عن الدولة وشعبها يعلمون أو يدركون أن المسألة لن تتوقف عند دمشق، بل إن إسقاط دمشق سيكون بالنسبة للمخطط مدخلاً لتصفية القضية الفلسطينية، التصفية التي عمل عليها منذ اتفاقية أوسلو التي وصفها الرئيس الراحل حافظ الأسد بالوصف الذي تستحقه من السلبية والرفض ورأى فيها بداية الطريق للتفريط بالحقوق الفلسطينية.
اليوم ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، تتأكد هواجس المعنيين بالدفاع عن سورية ويتأكدون أن هذا الإعلان ما كان له أن يكون لو لم تكن تلك الحرب التدميرية التي شنت على محور المقاومة وقلعته الوسطى سورية، إذ لا يمكن تصفية قضية فلسطين في ظل وجود مقاومة ومحور يجمعها.
الغريب في الأمر اليوم أن من خطط لتصفية القضية الفلسطينية عبر الحرب والعدوان على الأمة العربية يتصرف الآن وفقا لمخططه الأول وكأنه انتصر في العدوان، على حين أن العراق وسورية أنزلتا بالإرهاب الذي اتخذته أميركا جيشها وأداته لإسقاط المنطقة، هزيمة نكراء، وهاهو العراق يحتفل بالنصر الكبير على داعش وإرهابها، وها هي سورية تواصل تطهير الأوكار الأخيرة للإرهاب على أراضيها.
لقد سارعت أميركا لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل من أجل منح إسرائيل جائزة ترضية بعد إخفاق المشروع الصهيوأميركي في المنطقة، وقام ترامب بما قام به من إعلان عدواني مطمئنا إلى موقف السعودية وأنظمة عربية أخرى، التي أبلغته تأييدها لإعلانه وجاءت إلى الجامعة العربية تتباكى ثم تحجم عن اتخاذ المواقف العملية التي تلزم أميركا بالتراجع.
إن الأمة العربية التي ابتليت بهذا الصنف من الحكام العرب، وجدت نفسها بعد سبع سنوات من انتهاك أمنها والاعتداء على حقوقها بما سمي زوراً «ربيعاً عربياً»، مطالبة بالوقوف ضد هذا العدوان الجديد، ومطالبة بمواجهة الخيانة والغدر والتفريط الذي يمارسه معظم الحكام الأدوات بيد أميركا، وهنا نذكر أن كل من أطلق طلقة نار على سورية أو سكت على من يعتدي على سورية هو شريك مساهم في العدوان على القدس وتصفية فلسطين وممهد لإعلان ترامب العدواني.
إن سورية التي تنتصر اليوم على أرضها وتجهض العدوان، لن تمرر العدوان على القدس مهما كان حجم المعتدين وقوتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن