سورية

المبعوث الأممي يفجع «المعارضة»: تغيير النظام عبر الدستور أو الانتخابات.. وفقدتم دعمكم.. وفشل «جنيف» يعني استبدالها بـ«سوتشي» … وفد الجمهورية يعقد جلسة ثانية مع دي ميستورا ويؤكد رفض الشروط المسبقة والمفاوضات المباشرة

| وكالات

بخلاف اليومين السابقين، تكشفت في اليوم الثالث من المرحلة الثانية من «جنيف 8»، تفاصيل ما يجري في أروقة قصر الأمم المتحدة، بين المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ووفدي المفاوضات، وكان أبرز ما تسرب هو توجيه دي ميستورا صفعة موجعة لوفد المعارضة عبر مطالبته بأن يكون «أكثر واقعية»، وإبلاغه إياه بأن تغيير «النظام في سورية يكون عبر الدستور أو الانتخابات»، وأن «المعارضة» فقدت دعمها الدولي.
وفي تفاصيل اليوم الثالث، فقد ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة بشار الجعفري عقد جلسة محادثات ثانية مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في إطار الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري، بعد أن كان الوفد عقد أول من أمس، جلسة محادثات أولى مع دي ميستورا في سياق المرحلة الثانية التي تم استئنافها الأحد الماضي مع وصول وفد الجمهورية إلى المدينة السويسرية.
وبحسب تقارير تلفزيونية جدد وفد الجمهورية رفضه لبيان «الرياض 2» للمعارضة الذي يعتبر الخوض في مستقبل الرئيس بشار الأسد شرطاً مسبقاً للمحادثات بين الجانبين.
وذكرت أن وفد الجمهورية اشترط خلال لقائه دي ميستورا عدم ذكر مصير الرئيس الأسد خلال المحادثات، وجدد الوفد رفضه الخوض في مفاوضات مباشرة مع المعارضة.
وفي وقت سابق من يوم أمس، قالت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، في بيان لها، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «نحن مستعدون للجلوس مع طرف النظام هذا الصباح (الثلاثاء) أو هذه الظهيرة أو في أي وقت آخر يأتي فيه النظام لطاولة المفاوضات، للخوض في مفاوضات شاقة بسبب تباين الأهداف ومن دون وجود شروط مسبقة».
على خط مواز، نقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر وصفتها بـ«الموثوقة وواسعة الاطلاع» قولها أمس: إن اجتماع الاثنين بين دي ميستورا وفريقه مع وفد المعارضة، كان سيئا بالنسبة للأخير، حيث طالبه بأن يكون «أكثر واقعية» ويتعامل وفق ذلك مع المعطيات».
وأضافت المصادر: إن المبعوث الدولي اعتبر أن «المعارضة» قد فقدت دعمها الدولي، وأنها إذا شاركت في مؤتمر سوتشي المقبل، من دون تحقيق تقدم في سلة الدستور في اجتماعات «جنيف» الحالية، فإنها ستتلاشى وتضيع هناك، وسيكون «سوتشي» بديلاً لـــ«جنيف».
ولفتت المصادر إلى أن دي ميستورا أيضاً اعتبر أن «المعارضة تحلل القرار الدولي 2254، وبيان جنيف1 «2012» بشكل خاطئ، وتدلي بتصريحات ترفع من سقفها دون أساس واقعي».
وطالب دي ميستورا وفد المعارضة الخوض بشكل جدي بمباحثات السلة الثانية، المتعلقة بالدستور، لتحقيق تقدم قبيل الذهاب إلى مؤتمر «سوتشي»، وفقاً للمصادر.
بالمقابل، نفى مصدر في «المعارضة» بجنيف أمس، بحسب «روسيا اليوم» صحة المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام حول مضمون المحادثات بين دي ميستورا ووفد المعارضة.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «إن التصريحات التي تم نسبها لدي ميستورا غير دقيقة بالمجمل».
في غضون ذلك، أكدت مجلة «نيو يوركر» الأميركية أمس، أن «إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خضعت لبقاء الرئيس الأسد في الحكم حتى عام 2021، بعد سيطرة الجيش العربي السوري على أغلبية المدن السورية، وعدم وجود قوة معارضة موحدة تستعيد هذه المناطق».
واعتبرت أن «دور واشنطن في سورية أصبح مهمشاً أكثر من ذي قبل، مقارنة بالدور الروسي والإيراني والتركي، مما انعكس على دور مؤتمر «جنيف»، في إيجاد حل في سورية، والتعويل على محادثات أستانا».
وبرأي المجلة، فإن «مطالب المعارضة بتنحي (الأسد) كشرط مسبق للسلام أو الانتقال السياسي أصبح غير واقعي، وخصوصاً بعد إخفاق مؤتمر جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة».
على خط مواز، أكد السفير العراقي لدى روسيا حيدر منصور هادي العذاري، أثناء لقائه أمس، مع رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الدولية قسطنطين كوساتشوف، أن بلاده تقدمت إلى الحكومة الروسية بطلب رسمي لدعوة ممثليه إلى حضور الجولة الثامنة من مفاوضات «أستانا» بشأن التسوية السورية، المقرر عقدها في 21-22 الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن