الأخبار البارزةشؤون محلية

في عيد الفلاحين الثالث والخمسين … رئيس الاتحاد العام لــ«الوطن»: طوال سنوات الحرب لم تنقطع المنتجات الزراعية عن الأسواق وبأسعار مقبولة

| محمود الصالح

أعلن رئيس الاتحاد العام للفلاحين أحمد صالح الإبراهيم لـ«الوطن» أن الأموال المودعة لدى المصرف الزراعي والعائدة للمنظمات الفلاحية بلغت أكثر من 70 مليار ليرة سورية وهي مجمدة ويمنع تحريكها منذ عدة سنوات بسبب وجود مديونية على عدد من الجمعيات الفلاحية تبلغ 17 مليار ليرة سورية.
وأكد الإبراهيم في لقائه مع «الوطن» بمناسبة الذكرى 53 لتأسيس الاتحاد العام للفلاحين أن الهدف الأساسي لقيام الاتحاد العام للفلاحين هو رعاية مصالح الفلاحين والمساهمة في تحقيق النهضة الزراعية الشاملة اعتبارا من مطلع ستينيات القرن الماضي بعد ثورة الثامن من آذار.
مشيراً إلى دور المرأة البارز في عمل المنظمة الفلاحية حيث يتجاوز عدد النساء 100 ألف امرأة منهن أكثر من 200 أخت تعاونية تتولى مناصب تعاونية في الجمعيات والروابط والاتحادات الفرعية.
وأكد رئيس الاتحاد العام أن عمل المنظمة لا يستهدف المنتسبين إليها إنما كل من يعمل في الزراعة يستفيد من الخدمات التي تقدمها المنظمة، لافتاً إلى أن الفلاح السوري استطاع تحقيق قاعدة أننا نأكل مما نزرع ولذلك نرى أننا خلال سنوات الحرب على سورية وعلى مدى 7 سنوات لم تنقطع المنتجات الزراعية عن الأسواق وبأسعار مقبولة إلى حد ما وذلك نتيجة تشبث الفلاح بأرضه وزراعتها وتضحيته من أجل توفير الغذاء لباقي الشعب.
وقال: لو عدنا إلى لغة الأرقام لوجدنا أن إنتاجنا السنوي قبل الأزمة كان يساوي 20 مليون طن من مختلف المنتجات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني وهذه مسألة ليست بسيطة. نتيجة الحرب تراجع الإنتاج بشكل كبير نتيجة سيطرة المجموعات الإرهابية على مناطق في الريف ومنعها الفلاحين من الزراعة وتهجيرهم فقد تراجع إنتاج القمح من 3٫8 ملايين طن في عام 2011 إلى 1,7 مليون طن عام 2016 والقطن من 672 ألف طن إلى 41 ألف طن والشوندر السكري من 1,8 مليون طن إلى 11 ألف طن والحمضيات من 1,16 مليون طن إلى 1,1 مليون طن والزيتون من مليون طن إلى 667 ألف طن بسبب المعاومة.
وتابع: كذلك شهد قطاع الثروة الحيوانية تراجعا كبيراً حيث انخفض عدد الأغنام من 18,7 مليون رأس إلى 13,8 مليون رأس وكانت هناك خسائر كبيرة بسبب الأعمال الإرهابية في ممتلكات المنظمة تجاوزت 6 مليارات ليرة سورية بأسعار عام 2013.
وأكد إبراهيم أن المنظمة كانت محصنة بقرار من القيادة السياسية على مختلف المراحل وخصوصاً عندما نكون على خلاف مع الحكومة كانت القيادة السياسية تنحاز إلى جانب الفلاح، على الرغم أننا سواء كنا نختلف أو نتفق مع الحكومة فإن ذلك يكون بما يتناسب مع مصلحة الفلاح.
منذ بداية الأزمة كان الفلاح والأرض والمنتج الزراعي هو الهدف الأساسي للمجموعات الإرهابية ليس بهدف السرقة فقط بل الهدف الأساسي تخريب هذه البنية الاقتصادية الهامة التي شكلت قاعدة صلبة دعمت الموقف السياسي السوري لسنوات طويلة، لذلك نجد أن الريف كان الهدف الأول للإرهاب وفي كل قرية كانت المجموعات تستهدف بالدرجة الأولى الجمعية الفلاحية بكل مكوناتها، وطالب رئيس الاتحاد العام بضرورة جدولة ديون الفلاحين لسنة جديدة بعد بدء الإنتاج الفعلي لكل جمعية لإعطاء الفرصة للفلاحين لاستعادة قواهم المادية. علما أن هناك 70 مليار ليرة سورية مودعة لدى فروع المصرف الزراعي من أموال الجمعيات الفلاحية بفائدة نصف من واحد بالمئة وهذه الأرصدة مجمدة منذ سنوات ولا تستطيع الجمعيات تحريكه بسبب المديونية على هذه الجمعيات وفي نفس الوقت عندما تحصل الجمعية على قرض تدفع فائدة 14 بالمئة على هذا القرض. وكذلك يجب أن تترجم الحكومة ما تقول عن دعم الفلاحين، لأن الحقيقة أن الحكومة لا تقدم أي دعم للفلاح فهي تبيع الأسمدة بسعر الكلفة والأرباح بالنسبة للصناعة والمصارف تبيعها للجمعيات بسعر الصناعة مضافا إليها كل المصاريف والأرباح ولا توجد ضريبة في الدنيا إلا وتضيفها الحكومة على الأسمدة.
وأشار ابراهيم إلى عدم التزام وزارة التجارة الداخلية بتسويق الإنتاج من الحمضيات الذي يصل إلى أكثر من مليون طن في هذا الموسم وأن كل ما تم تسويقه حتى الآن هو 400 ألف طن، فضلاً عن عدم التزام الوزارة بالتسعيرة التي وضعتها الحكومة وهي 90 ليرة للكغ نوع أول و70 ليرة نوع ثانٍ و50 ليرة نوع ثالث وخفضت إلى 75 نوع أول و50 نوع ثانٍ و35 نوع ثالث وهذا لا يجوز لأنه يجب أن تكون التسعيرة التأشيرية هي الأقل ولا يسمح بأقل منها، ما أدى إلى خسائر كبيرة للفلاحين في المنطقة الساحلية الذين يتركز اعتمادهم على الحمضيات والبعض منهم بدأت بقلع أشجار الحمضيات واستبدالها بزراعة أخرى.
وعن الاحتفال بالعيد الثالث والخميس لتأسيس المنظمة أكد رئيس الاتحاد العام أن اليوم يصادف هذه الذكرى وحتى نعمق هذا المعنى اتخذنا قراراً أن يتم تحويل المبلغ المخصص للاحتفال المركزي بعيد الفلاحين وقدره 10 ملايين ليرة إلى صندوق أسر الشهداء.
وعن الرؤية القادمة للمنظمة بين إبراهيم أن المنظمة طرحت الآن مشروعا لإنشاء 15 مشروعاً إنتاجياً بكلفة 2,5 مليار ليرة لتأهيل معصرة زيتون ولصناعة الألبان والأجبان والأعلاف والعبوات البلاستيكية والخزن والتبريد في عدد من مناطق الانتاج في المحافظات السورية ونتمنى من الحكومة الموافقة على تمويل هذه المشاريع من خلال قروض تعاونية من المصرف الزراعي. ولدينا في المرحلة القادمة رؤية لإنشاء اتحادات تعاونية نوعية لكل جانب من جوانب الإنتاج الزراعي والبداية ستكون من تأسيس اتحاد للنحل. وأخيراً حيا رئيس الاتحاد العام للفلاحين بهذه المناسبة رجال الجيش العربي السوري حراس الأرض بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وكل فلاح يقدم الخير لهذا الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن