سورية

مخاوف بين قيادييها من شق «الصف الجهادي» … إخراج «النصرة» من الغوطة الشرقية ما زال معلقاً

| الوطن

تواصل تواتر الأنباء عن قرب إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق إخراج «جبهة النصرة» الإرهابية من غوطة دمشق الشرقية، وسط اختلاف بين ميليشيات الغوطة على نفي الخبر أو تأكيده ومخاوف قياديي «النصرة» أن يؤثر إخراجها على «الصف الجهادي».
وأول من أمس كشفت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن الخلافات داخل «النصرة» وعدم تنفيذ ميليشيا «جيش الإسلام» تعهداتها، أفشلا تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غير معلن لإجلاء «النصرة» من غوطة دمشق الشرقية مشابه لاتفاق إخراجها من الزبداني.
ورغم تأكيد مواقع معارضة وصول الحافلات إلى معبر مخيم الوافدين لتقل مسلحي «النصرة» الخارجين إلا أن قيادياً في «جيش الإسلام» نفى ذلك من دون أن يتسن لـ«الوطن» التأكد من ذلك.
وبدا حرص ميليشيا «فيلق الرحمن» على إخفاء الاتفاق، مع نقل مواقع إعلامية معارضة عن الناطق الرسمي باسم «الفيلق» في القطاع الأوسط، وائل علوان، رفضه الحديث عن تفاصيل الاتفاق، وقوله إنه «ليس لدي تصريحات للإعلام حول الموضوع».
وأضاف: «ما زلنا ملتزمين بتنفيذ الاتفاق الموقع في جنيف في أيلول 2017 بكامل بنوده» في إشارة إلى انضمام الميليشيا إلى اتفاق «خفض التصعيد» في الغوطة الشرقية.
واعتبرت المواقع، أن عدة معطيات مهدت لاتفاق الخروج الحالي منها المعركة الأخيرة لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» على إدارة المركبات في مدينة حرستا، والتي شهدت زخماً عسكرياً في الأيام الثلاثة الأولى، ثم الانسحاب التدريجي وتراجع التطورات العسكرية، مشيرة إلى اندلاع خلاف على خروج مدنيين إلى جانب المسلحين الذين تم تسجيل أسمائهم في قوائم.
وكانت «النصرة» دخلت الغوطة الشرقية أواخر عام 2012، وأسسها القياديان «أبو حذيفة جبهة»، و«أبو جعفر العراقي»، وتولى زعامتها فيما بعد «أبو الوليد الأردني» ومن ثم القيادي «أبو عاصم».
وعُرفت «النصرة» في المنطقة بعدة عمليات إرهابية «نوعية»، خاصة معارك عدرا العمالية، والمليحة، وآخرها معركة «يا عباد الله اثبتوا» في حي جوبر التي أفشلها جميعها الجيش العربي السوري، كما نفذ مسلحو «النصرة» عدة عمليات «انتحارية» إرهابية في أحياء دمشق الآمنة، أبرزها تفجيرات هيئة الأركان العامة، والمخابرات الجوية، وحاجز طعمة في زملكا.
ولفتت المصادر إلى أن «فيلق الرحمن» ما زال يفاوض على فتح طريق من حرستا إلى مناطق سيطرته في القطاع الأوسط من الغوطة، وخروج «النصرة» من المنطقة.
أما «جيش الإسلام» الذي لم يلتزم وفق مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن» أمس بإطلاق سراح معتقلي «النصرة» من سجونه وإخراجهم مع بقية مقاتلي «التنظيم» من الغوطة الشرقية، فقد أكد الناطق العسكري باسمه حمزة بيرقدار، الاتفاق على إخراج معتقلي «النصرة»، على حين يجري الحديث وفق مصادر أهلية عن «فتح معبر جديد في منطقة عربين يفك طوق «جيش الإسلام» عن «الفيلق» على اعتبار أن «جيش الإسلام» يتحكم بمعبر الوافدين الوحيد المفتوح إلى الغوطة الشرقية.
ولفتت مصادر إعلامية معارضة نقلاً عن قياديين في «النصرة» تحدثهم عن سعي لـ«تفريغ الغوطة الشرقية من المجاهدين» ومن «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر الواجهة الحالية لـ«النصرة».
واعتبر القياديون أن محاولات تجري بضمانة من «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» ومن الجانب الروسي، لإخراج مقاتلي «تحرير الشام» غير السوريين ومن يرغب من السوريين، نحو الشمال السوري، في عملية نقل جديدة، متهمين «العاملين على إنجاح هذه الخطوة، بمحاولة شق الصف لمصالح شخصية منهم، وأن من الخارجين من يعمل على «تحقيق مشروع تنظيم القاعدة خارج الغوطة الشرقية، وكأن الجهاد بات قائماً فقط على تنظيم القاعدة».
وقال القياديون: «نحب تنظيم القاعدة، ومتمسكون به ولكننا لسنا مستعدين للطعن بالعلماء والمشايخ والمجاهدين والقادة الذين اتبعناهم، أو التنكر لهم، كما أننا لسنا مستعدين، لقطع صلتنا بين عشية وضحاها، بالقضايا الشرعية والأفكار ووجهات النظر التي بنينا عليها ديننا».
كما دعا قيادي في تسجيله إلى «عدم الخروج من الغوطة الشرقية وترك المقاتلين وحيدين في مواجهة النظام وحلفائه».
كما تحدثت مصادر أخرى وفق المصادر الإعلامية، عن أن «النصرة» منقسمة على نفسها داخل الغوطة، حيث يرفض قادة وأمراء ومسلحون تابعون لهم، الخروج، بينما عمد البعض الآخر للمبادرة بتسجيل الأسماء بغية الخروج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن