سورية

حلب تتعافى بسرعة و500 ألف عادوا للأحياء الشرقية

| وكالات

أكدت تقرير إعلامي أن الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري باستعادة السيطرة على الأحياء الشرقية في حلب أواخر العام الماضي «غيّر مسار» الأزمة السورية، مشيرة إلى عودة 500 ألف من الأهالي داخل هذه الأحياء إليها بعدما خرج الإرهابيون منها بموجب ما بات يعرف بـ«اتفاق حلب» حينها.
ونشرت وكالة «أ ف ب» تقريراً موسعاً بمناسبة مرور عام على تحرير حلب حيث خرج المسلحون والإرهابيون من الأحياء وأعلن الجيش السوري في 22 كانون الأول العام الماضي استعادة حلب بالكامل، بعدما بقيت المدينة طوال أربع سنوات مقسمة بين أحياء شرقية تسيطر عليها الميليشيات ومعها جبهة النصرة الإرهابية، وأخرى غربية تحت سيطرة الجيش.
واعتبر التقرير الذي نشرته «أ ف ب» أمس بعنوان «عام على معركة حلب.. مدينة مدمرة تلملم جراحها».
ونقل التقرير عن أحد سكان الأحياء الشرقية، خيرو مسلماني قوله: «اليوم هناك الكثير من الناس (…) إنهم يعودون»، واعتبر التقرير أن الحياة تعود وإن ببطء إلى الأحياء الشرقية، بعد إصلاحات أجريت على شبكات المياه والكهرباء، وإزالة جبال الركام من شوارع عديدة فيها وإعادة تزفيتها.
وعاد إلى تلك الأحياء، وفق تقديرات غير رسمية، نحو 500 ألف شخص، بحسب التقرير، على حين كان عدد سكان المدينة 2.5 مليون قبل الأزمة، لكنه تراجع إلى نحو 1.5 مليون نسمة، كان 250 ألفاً منهم محاصرين في شرق حلب حتى قبل بدء هجوم الجيش، ويعتبر الرقم الأخير مبالغاً فيه كما سبق أن أعلنت دمشق خلال الفترة التي حاصر فيها الجيش الأحياء الشرقية، لكن التقرير لفت إلى أن أكثر من نصف المحاصرين لجؤوا إلى الأحياء الغربية، وتم إجلاء عشرات آلاف الآخرين لاحقاً. وأقر التقرير بأن الأهالي بدؤوا العودة بعد أيام على سيطرة الجيش على كامل حلب، ما يدحض كل الروايات التي تتحدث عن قيام «النظام بتهجير ديمغرافي في حلب». ونقل التقرير عن أحد سكان الحي إعرابه عن سعادته، وقوله: «حين عدنا في بداية 2017، كنا نحلم أن نرى رجلاً في الحارة (…) اليوم هناك سيارات تدخل وتخرج. الحمد اللـه هناك أمن وطمأنينة».
وبرغم ذلك، لا تزال معالم الدمار بادية على الأحياء من شوارع خالية تماماً وأخرى انتشرت على جانبيها المباني المدمرة بالكامل أو تلك التي تضررت جدرانها أو انهارت أسقفها، على حين يعمل شبان على إغلاق فجوة في حائط أحد المنازل، وآخرون يضعون الألواح البلاستيكية لتكون بديلاً من سقف مدمر في أحد أزقة شرق حلب، بحسب التقرير، الذي نقل عن أحد سكان حي الصالحين أنهم عاشوا «في زمن المسلحين، شعوراً بالجوع والحصار والظلم».
ونقل التقرير أيضاً عن الخبير في الجغرافية السورية فابريس بالانش قوله: «سيكون أحياء الاقتصاد صعباً» وخصوصاً بعد النهب الذي تعرضت له المنطقة الصناعية في حلب وفرار رجال الأعمال إلى خارج البلاد، حيث هؤلاء حالياً، وفق بالانش، في غازي عنتاب في تركيا «حيث بنوا مصانعهم وأتوا بعمالهم القدامى، ولا يفكرون بالعودة إلى سورية» ورغم ما قاله إلا أن الواقع يشير إلى العكس حيث تدب الحياة تدريجياً في المدينة الصناعية في الشيخ نجار.
وتطرق التقرير إلى المدينة القديمة الأثرية في حلب التي «لم تسلم من المعارك جراء موقعها على خط تماس سابق. وحل الدمار على بواباتها القديمة وأسواقها وخاناتها».
ولم يخل التقرير من إشارات يجب الوقوف عندها فلم يشر إلى وجود «جبهة النصرة» داخل الأحياء الشرقية من جهة وتناسى كل القذائف التي أطلقها هؤلاء على أحياء غرب حلب من جهة ثانية، واعتبر أنه «وفي وقت تحولت أبنية الأحياء الشرقية إلى جبال من الركام، حملت أبنية الأحياء الغربية آثار دمار جزئي وأضراراً جراء القذائف التي اعتادت الفصائل المعارضة إطلاقها». كما وزعم التقرير أن «سكاناً تم إجلاؤهم من شرق حلب لا يرغبون في العودة أو ليس بمقدورهم ذلك، ويتحدث بعضهم عن اعتقالات من الأجهزة الأمنية بحق أشخاص تجرؤوا على العودة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن