شؤون محلية

من يدافع عن الفلاح؟

| محمود الصالح

يبدو أن قطار استنهاض التنمية لما بعد الحرب يسير ببطء في محطة ولم ينطلق في محطة أخرى، وانطلق من دون ركاب في بعض المحطات، على الرغم من الصفير المتواصل منذ المحطة الأولى.
حيث نجد لكل من الصناعة والتجارة والتصدير من يدافع عنه ويحمل مطالبه، في حين أن الفلاح ترك وحيداً على الرغم أن من يعمل في الزراعة بشكل مباشر أو غير مباشر يزيد على نصف عدد أبناء البلاد، وحتى اليوم لا نجد برامج زراعية مفعلة ولا خططاً إنتاجية واضحة والحكومة لم تعمل على توفير وسائل الإنتاج بالسعر التشجيعي لعودة عجلة الإنتاج.
عشرات آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة استعدناها بفضل تضحيات جيشنا العربي السوري، لكننا لم نتمكن من إعادة الفلاحين إليها ولم نوفر لها مستلزمات الإنتاج من مياه ري لشبكات الري الحكومية التي خربتها المجموعات الإرهابية في ريف حلب الشرقي حيث تصل المساحة إلى 70ألف هكتار وإلى ريف الرقة الغربي والجنوبي حيث تزيد المساحة على 50 ألف هكتار. هذه الأراضي تعتبر من أخصب الأراضي في البلاد وتجود فيها زراعة القمح الذي نحتاجه والقطن الذي تنتظره معاملنا والذرة الصفراء التي تعتمد عليها ثروتنا الحيوانية والشوندر السكري الذي يدير معامل مسكنة ودير الزور والغاب، وانخفض إنتاجنا منه من أكثر من مليون طن سنويا إلى 11 طناً فقط!
اليوم بعد مرور عام على تحرير حلب وأكثر من ستة أشهر على تحرير ريف الرقة الغربي والجنوبي لم نجد عودة حقيقية للزراعة في هذه المناطق، والسبب أنه لا تسهيلات لعودة الأهالي ومعظمهم من الفلاحين إلى هذه المناطق نتيجة عدم وجود أبسط مقومات الحياة في مناطقهم، والأمر الآخر أن هناك شبه استحالة في زراعة هذه الأراضي من دون مياه الري التي يفترض أن يتم إجراء الصيانة لشبكاتها بسرعة، وكذلك توفير الأسمدة والبذور بقروض مؤجلة لأن جميع الفلاحين لم تعد لديهم الإمكانية لتمويل زراعة هذه الأراضي، ودون هذه الحزمة المتكاملة لن تعود الزراعة إلى هذه المناطق، وهذا ما يريده أعداء سورية بعد أن طردناهم عسكرياً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن