سورية

قوات الاحتلال الأميركي ستغادر سورية عاجلاً وليس آجلاً … أندرسون لـ«الوطن»: انسحاب أستراليا من التحالف لنفاد ذرائعها بعد هزيمة داعش

| مازن جبور

اعتبر الأستاذ في قسم الاقتصاد السياسي في جامعة سيدني الحكومية تيم أندرسون، أن انسحاب أستراليا من التحالف الدولي الذي أنشأته واشنطن بذريعة محاربة تنظيم داعش يأتي بسبب نفاد ذرائعهم فيه بعد أن هزم التنظيم من حكومات سورية والعراق وروسيا. وأعرب عن تفاؤله بأن اتفاق دمشق مع كرد سورية سيقوض الطموح الانفصالي وأن قوات الاحتلال الأميركي ستغادر سورية عاجلاً وليس آجلاً.
وفي تصريح لـ«الوطن» من أستراليا عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال أندرسون، حول أسباب ودوافع سحب أستراليا قواتها من التحالف الدولي: إن «المجموعة الجوية الأسترالية التي ذهبت إلى قطر وشاركت في جرائم الولايات المتحدة بحق شعب العراق وسورية، وعلى الأخص في مجزرة الجنود السوريين في جبل الثردة بالقرب من مدينة دير الزور، كانت تبرر وجودها من خلال الطلب المقدم من حكومة العراق إلى الأمم المتحدة».
وأضاف: «لكن على الرغم من أن الدوافع الرئيسية للحكومة الأسترالية كانت تتمثل في دعم الأميركيين الشماليين، إلا أنهم استندوا إلى شرعية عملياتهم في سورية والعراق على الطلب العراقي من خلال الدعوة إلى «محاربة داعش» عبر الحدود مع سورية».
وتابع: «بالطبع لم يفعلوا شيئاً من هذا القبيل، ومع ذلك، والآن بعد أن تم إعلان هزيمة داعش من الحكومات العراقية والسورية والروسية، فإن ذرائع وجودهم قد نفدت». وأوضح، أنه «كان هناك ضغط محدود في الداخل، بما في ذلك في البرلمان الأسترالي، لجعلهم يبررون ذرائعهم، إلا أن واشنطن من ناحية أخرى، غالباً ما كانت تختلق ذرائع جديدة مع نفاد الذرائع القديمة».
وعن بقاء الولايات المتحدة غير الشرعي في سورية ومستقبل «التحالف»، قال مؤلف كتاب «الحرب القذرة على سورية» الصادر عن مركز غلوبال ريسيرتش الكندي للدراسات الذي قام مركز «دمشق للأبحاث والدراسات- مداد» بترجمته إلى اللغة العربية: «لقد أنشأت الولايات المتحدة شبكة غير رسمية حول آخر وكيل لها في شمالي شرقي سورية، وتشتمل تلك الشبكة على المرتزقة والأكراد الأتراك، لكن مستقبل هذه المجموعة (أي قوات سورية الديمقراطية- قسد) يبدو قاتماً، فصفقاتهم مع داعش لم تقدم لهم أي ائتمانات، وعلاوة على ذلك، تعرضت الانفصالية الكردية لعدة ضربات في العراق مؤخراً، حيث تبدو الاحتمالات أفضل، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد أنشأت عدة قواعد جوية في شمالي شرقي سورية، إلا أنه مع نهاية داعش يبدو أن ذرائع واشنطن بدأت تنفد بسرعة».
وأضاف الكاتب الأسترالي: «لا شيء في عمليات الأمم المتحدة يدعم تقسيم سورية، والحليف الوحيد لهذه القضية هو إسرائيل وجميع الدول المحيطة بسورية معادية للتقسيم ولم يتم كسر الدولة السورية ولم يتم تجاوز الدستور السوري»..
ومن وجهة نظر أندرسون فإن «معظم الانفصاليين الأكراد السوريين يعرفون أنه لا يمكن تقسيم سورية ولا يمكن تجاوز دستورها، وأنه من غير المرجح أن يدعم الشعب السوري أي دولة اتحادية في أي استفتاء دستوري».
وعبّر أندرسون عن تفاؤله بالقول: «إنني متفائل بأن اتفاق دمشق مع كرد سورية إذا ما حصل سيقوض الطموح الانفصالي وأن قوات الاحتلال الأميركي ستغادر سورية عاجلاً وليس آجلاً».
وأعلنت أستراليا الجمعة وقف حملة الضربات الجوية التي تنفذها منذ ثلاث سنوات في العراق وسورية في إطار «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت وزيرة الدفاع الأسترالية ماريز باين في مؤتمر صحفي، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «الميادين»: إن «الطائرات المقاتلة الست من طراز إف إيه 18 هورنيت التي كانت تشارك منذ ثلاث سنوات في هذه المهام ستعود إلى البلاد في مطلع السنة الجديدة»، مضيفة إن «النجاح الذي تحقق في ميدان المعركة ضد داعش يعني أن عمليتنا بلغت نقطة انتقال طبيعي».
وأشارت باين إلى أن بلادها «ستترك طائرتين في تصرّف التحالف، هما طائرة مراقبة جوية من طراز إيه 7 إيه ويدجتايل، وطائرة نقل وإمداد في الجو من طراز كاي سي 30 إيه، كما ستترك على الأرض 380 عنصراً مكلفين تدريب القوات العراقية»، وفق الوزيرة.
وأوضحت وزيرة الدفاع أن القرار الأسترالي يأتي «بعد مناقشات مع العراق ومع الدول أعضاء التحالف الدولي»، وكانت أستراليا قد انضمت إلى «التحالف الدولي» منذ عام 2014.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن