ثقافة وفن

يا يسوع… طهر أرواحنا ومهدك

| إسماعيل مروة

أنت حق ولا تكون إلا هو
اختلفوا فيك أم اتفقوا
الموعد.. المكان.. الماهية… المآل
اختلفوا فيك ولم تختلف بنفسك
فأنت حق… وجودك حق
قولك وعد
كلامك في المهد حق
مريم بك صارت المقدسة
كسوت وجهها قداسة.. وجسدها طهراً
عمّد أحبابك يا يسوع
عمِّدهم بغير الماء
لم يعد الماء طهراً كافياً
إنهم يسفحون الماء المقدس
إنهم يشربون ماء البغايا… ودم الضحايا
والماء يسفحونه ويعرفون أنه ماؤك
انهمر علينا
تجلّ يا يسوع وعمدنا بريق محبتك وصدقك
عمدنا بانهمار دمعك لأجلنا
مسيحاً كنت.. ووحدك حق لا يتغير
مسيح يمسح آلام أحبابه
مسيح غطى خطايانا
يا من وهبت روحك لهم فمسحت خطايهم
حملت ذنوبهم
أما تتجلى علينا من عليائك؟
الأجراس الطهور تبحث عن أمان روحك
المآذن تنتظر أن تعلن عودتك
عد يا يسوع متى شئت
انهمر ليلاً لتجلو عتمته
أقبل مع خيوط الفجر
لعلها تغير صباحاتنا
عد إلى مئذنة العروس أو منها
ابدأ تعميدك لأرواحنا
طهر بمائك المقدس أجسادنا
وحده ماؤك المقدس لا لون له
لا ريح له
بخور وعطايا يا يسوع المحبة
اليوم هزت بجذع النخلة
ببركة يا يسوع سقطت الرطب
لم يمسسني بشر قالت وألهمها الرب
ولم أك بغيا.. ولم تكن بغية
كانت أم المسيح الطهر والتسامح والمحبة
اليوم يا يسوع الكون
يا من وسعت الكون وما وسعك
اليوم تكلمت في المهد
اغتالوا مهدك يا أيها المخلص
عجز الكون عنهم
تجلّ يا يسوع… تجلّ من روحك ولروحك
تجلّ للبسطاء
تجلّ لأم يسوع التي ترقب عودتك
تجلّ للمجدليات اللواتي ينتظرن براءتك
تجلّ لمن آمن بمجيئك
كانت مجدلية يا يسوع
واليوم كلنا مجدلية
أرض وأوطان
روح وإنسان
حتى شجرة ميلادك يا يسوع
حتى هذه صارت مجدلية
من الأقصى إلى الأقصى منتهك
كله مغتصب يا يسوع
تقدس اسمك يا يسوع
وحده المؤمن بحبك
وحده ينتظر في كهف ومعبد
وحده منتظر على قارعة طريق
ينتظر أن يغمره شلال حبك
ينتظر أن تقوده خطواتك إلى اليقين
يضيء شمعة
يبتهل باسمك
يترنم لك وبك
يغيب عن الدنيا عندما يغمره طهر مائك
له وحده كان ماءك
انسكب في روحه… بارك صلواته
وحين يغمره ماؤك يغيب عن الدنيا
تنطلق آه الدرويش منه
يبحث عن ذاته فلا يجدها
بلغت بمائك حد التماهي
صارت أمل أمومة وهي تهز بجذع النخلة
صارت غذاء من رطب
صارت براءة طفل في مهده..
ومن براءة إلى براءة
ومن مريم إلى مريم
ومن أم إلى مجدلية…
يا يسوع… أيها المقدس باسمه
مهما اختلفوا فأنت حق
دعهم في دنياهم
واغمر بروحك أعمارنا
أعمار محبيك
اغمر من عجز عن إنارة ضوء
من عجز عن شراء شجرة لميلادك
اغمر من كانت محبتك شجرته
تقدس اسمك يا يسوع
تجلّ من أي مكان شئت
فأنت حق
والحق بيده التجلي
لا تترك تعميدنا للجلادين
لا تترك ماء العمادة من دماء محبيك
لا تسمح للقوة أن تستبيح يومك
أنت لا تخلف موعداً
فهل تأتي لشامك؟
شام التي زرعتك حباً في تربتها
شام التي تردد تراتيلك
في الزيتون.. في حنانيا
في السيدة… في التجلي
في فاطمة… في أم الزنار
فيها كلها نردد تراتيلك لتخرج
صلوات من أموي الشام
ومن مئذنة العروس التي تجهزت لك
نردد تراتيلنا
فكن بمحبتك معنا يا يسوع
وبورك يومك وميلادك

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن