سورية

إعاقة خروج «النصرة» من الغوطة الشرقية مستمرة.. وأردوغان يدخل على الخط

| الوطن -وكالات

لا تزال التعقيدات البنيوية داخل «جبهة النصرة» الإرهابية وتضارب المصالح بين الميليشيات التي تسيطر على غوطة دمشق الشرقية عائقاً أمام إنجاز اتفاق خروج «النصرة» إلى إدلب، في وقت بدأت تركيا تدخل على خط الاتفاق.
واعتبر مراقبون في تصريح لـ«الوطن» أن انقسام قيادات «النصرة» بين المهاجرين المؤيدين للخروج إلى إدلب حيث تتولى أنقرة إعادتهم إلى بلدانهم بأمان، وبين المحليين الذي يرون أنهم في طريق الخسارة الشاملة لأنفسهم ومناطق سيطرتهم، كان أبرز العوائق أمام تنفيذ اتفاق الترحيل إلى إدلب.
ورأى هؤلاء المراقبون أن السبب الثاني للعرقلة يكمن في عدم حل خلاف ميليشيا «فيلق الرحمن» راعي الاتفاق مع منافستها ميليشيا «جيش الإسلام» إذ ترفض الثانية فتح معبر في عربين يصل مناطق الميليشيات بدمشق وترى أن في ذلك سحباً للبساط من تحت سيطرته على معبر مخيم الوافدين في ظل استمرار إغلاق طريق حمص دمشق الدولي المار عبر حرستا.
أما السبب الثالث فعزاه المراقبون إلى أن «جيش الإسلام» لن يفرط بسهولة بمن يأسرهم من مسلحي «النصرة» ويرغب بالمفاوضة عليهم لنيل مكاسب أكثر وتعطيل أي اتفاق لا يراعي مصالحه.
في الأثناء، زعم الناطق باسم «هيئة أركان جيش الإسلام» حمزة بيرقدار أن ميليشياه لم تكن سبباً في عرقلة خروج «النصرة» من الغوطة الشرقية، مؤكداً أن التنظيم منقسم بين مؤيد ورافض للخروج، وهذا ما يعرقل خروجه من الغوطة.
وكانت «النصرة» أصدرت بياناً في 22 الجاري، أعلنت فيه أنها لن تخرج من الغوطة الشرقية متهمة «جيش الإسلام» بمحاولة تفكيك وتخريب علاقاتها مع الميليشيات المسلحة الموجودة في الغوطة.
بيرقدار اعتبر البيان محاولة من «النصرة»، «لرد اعتبارها بإظهار وجودها في الغوطة الشرقية، بعد المعركة التي قامت بها ميليشيا «جيش الإسلام» في شهر نيسان الماضي ضدها، والتي أدت إلى القضاء على 75% من مقدراتها وهروب بعض فلولها ومسؤوليها إلى مناطق خارجة عن سيطرة «جيش الإسلام» (في إشارة إلى مناطق سيطرة فيلق الرحمن)»، مشدداً على أن «النصرة» ليس لها وجود على أرض الواقع ولا على جبهات الغوطة الشرقية.
في الأثناء كانت تركيا تدخل على الخط ونقلت وكالة «رويترز» عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس أن بلاده تعمل مع روسيا في سبيل «إجلاء نحو 500 شخص من الغوطة الشرقية المحاصرة».
وأشار أردوغان في تصريحات صباح أمس، قبيل مغادرته بلاده إلى جولة أفريقية إلى أنه ناقش موضوع الغوطة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتريد أنقرة نقل من يحتاجون للمساعدة إلى تركيا لتوفير العلاج والرعاية لهم.
وفي 6 الشهر الجاري، قالت منظمة الصحة العالمية أن نحو 500 مريض ينتظرون الإجلاء الطبي من منطقة الغوطة الشرقية، وزعمت أن قوات الحكومة السورية لا تسمح لهم بذلك.
ورأى المراقبون أن الإعلان التركي هو إقرار بولاية تركيا على الميليشيات و«النصرة» على السواء، معتبرين أن أردوغان بتصريحاته الأخيرة يريد إيصال رسالة مفادها أن يد نفوذه ممتدة إلى محيط العاصمة دمشق، لكنهم استدركوا: إن إخراج النصرة بالكامل إلى إدلب ليس بالقرار السهل وخاصة أن المحافظة الواقعة تحت سيطرة التنظيم باتت أبرز الوجهات للجيش العربي السوري وإن كان المهاجرون يقبلون بالخروج فإن المحليين لن يقبلوا لأنه لا مناص لهم هناك وخاصة أن من سبقهم من أسلافهم الذين خرجوا من مناطق أخرى إلى إدلب لم يحصلوا على ما تمنوا بل وصلوا إلى مخيمات تفتقر إلى أدنى مستويات الخدمات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن