سورية

الاحتفالات امتزجت بأفراح النصر.. وعزام نقل تهاني الرئيس الأسد بالمناسبة … سورية وطن السلام.. والميلاد يعانق المولد النبوي في شوارعها

| سامر ضاحي – وكالات

احتفلت الطوائف المسيحية أمس بعيد الميلاد وأقامت القداديس في الكنائس التي قرعت أجراسها فرحاً بالعيد على حين كان المسلمون في شوارع دمشق يشاركون أشقاءهم المسيحيين أفراحهم.
ففي مساحة أقل من كيلو متر مربع واحد بدت كنائس «المريمية، ومار يوحنا الدمشقي، والزيتون، والأرمن الأرثوذكس» بحلة زاهية في باب شرقي في دمشق القديمة على حين كان الأطفال في الشوارع المتفرعة عن شارع علي الجمال يتسابقون لأخذ الصور مع الأشجار التي زينت للمناسبة، وبدت ضحكاتهم أكبر رد على تقرير أوردته منظمة «أوبن دورز» الأميركية في تشرين الثاني من العام 2013 عندما زعمت أن سورية أصبحت إحدى أكثر الدول خطورة بالنسبة للمسيحيين، رغم إقرار المنظمة حينها أن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد والعنف على أيدي الجماعات المسلّحة.
وكان التواجد والتدقيق الأمني كثيفين لتأمين الاحتفالات أمس وفق مشاهدات «الوطن» في حيي باب توما وباب شرقي، لتأمين القداس الإلهي الذي أقيم في كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس وترأسه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني حيث تحدث فيه عن المعاني السامية للميلاد المجيد، وفقاً لوكالة «سانا».
وبدا لافتاً خلال جولة «الوطن» على حيي باب شرقي وباب توما اللذين يشتهران بالطقوس الاحتفالية أن عدد المسلمين الذين يجولون الشوارع والأزقة أكثر حتى من أعداد المسيحيين وأن المشهد الأروع كان اتصال الزينة في شارع علي الجمال مع الزينة في شارع مدحت باشا التي تشير إلى احتفالات المسلمين بعيد المولد النبوي الذي صادف في 28 الشهر الماضي.
أحد المسنين الخارجين من كنيسة الزيتون أعرب لـ«الوطن» عن أمنيته بعودة كل من غادر سورية خلال الحرب، فوفق رأيه غادر الكثير من شباب البلد والوقت حان لعودتهم فلم يعد هناك أزمة في البلد»، على حين قالت إحدى السيدات كانت تصطحب أطفالها في جوار الكنيسة المريمية لـ«الوطن»: هذا العام الأشجار تتلالأ بزينتها فالكهرباء لم تعد تنقطع كما في أعوام سابقة».
وكان مفوض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان قسطنطين دولغوف أعلن في الأول من حزيران العام الماضي، أن عدد السكان المسيحيين في سورية انخفض من 2,2 مليون في بداية الأزمة إلى 1,2 مليون العام الماضي.
وبتكليف من الرئيس بشار الأسد زار وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام أمس يازجي ونقل تهاني الرئيس الأسد له ولأبناء الطائفة الكريمة بعيد الميلاد المجيد، كما نقلها إلى أفرام الثاني، وكذلك إلى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، ومطران السريان الكاثوليك إلياس طبي، ومطران الأرمن الكاثوليك جوزيف أرناؤوطي كل في مطرانيته.
كما زار عزام راعي الكنيسة الإنجيلية القس بطرس زاعور والمطران سمير نصار في المطرانية المارونية ورئيس دير اللاتين بهجت قرقاش ناقلاً إليهم تهاني الرئيس الأسد بعيد الميلاد المجيد.
وقد أعرب البطاركة والمطارنة عن شكرهم وتقديرهم للرئيس الأسد على لفتته الكريمة وتهاني سيادته لهم ولأبناء طوائفهم بعيد الميلاد المجيد ورعايته الدائمة لأبناء الوطن ودعوا اللـه تعالى أن يحفظ سورية وشعبها وأن يوفق الرئيس الأسد ويرعاه برعايته وأن ينجح في مساعيه لما فيه خير الوطن والأمة.
وفي باقي المحافظات لم يكن المشهد مختلفاً وإن ارتبط في بعضها بانعكاسات الأزمة فبعد سنوات من معاناة المسيحيين في ظل سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مناطق واسعة في شمال وشرق سورية، هاهي محافظات شرق وشمال البلاد تحتفل بعيد ممزوج بالنصر، خاصة وأن المنظمة الأميركية «أوبن دورز» أوردت في تقريرها معلومات وبيانات تفيد عن اختطاف المئات من المسيحيين وتعرضهم للعنف الجسدي والتهجير أو القتل وهدم وتضرّر عشرات الكنائس في أنحاء سورية، كانت المناطق الشرقية أبرزها، وسط مباهاة التكفيريين بجرائمهم بحق المسيحيين.
إلا أن احتفالات هذا العام تأتي بعد أسابيع من تطهير كامل المنطقة الشرقية من التنظيم الإرهابي، فاحتفلت الطوائف المسيحية في محافظة الحسكة بعيد ميلاد السيد المسيح من خلال إقامة الصلوات والقداديس في الكنائس متضرعين إلى اللـه ليعم الأمن والسلام والاستقرار ربوع سورية، وهي التي كانت شاهدة على هروب المئات من رعاياها من جرائم داعش في سورية والعراق.
وأكد مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس «مار موريس عمسيح» أن «العام الجديد سيكون عام نصر يحل على كامل ربوع سورية بفضل تضحيات أبطال الجيش العربي السوري وحكمة القيادة»، على حين أشار راعي كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس الأب «كبرئيل خاجو» إلى أن سورية تشهد تحقيق النصر الذي يسطره أبطال الجيش العربي السوري في كل أنحاء الوطن.
وفي السويداء أقيمت صلاة في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس وقداس إلهي بهذه المناسبة ترأسه مطران بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس سابا اسبر الذي دعا لأبطال الجيش العربي السوري الذين يضحون بأنفسهم من أجل أن يبقى السوريون مكرمين آمنين في أرضهم وبيوتهم.
وفي كنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين أقيم قداس الهي تمنى خلاله الأب «فادي زيادة» راعي الكنيسة تحقيق النصر والأمن والسلام لسورية، على حين رفع القس سميح الصدي راعي كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية في السويداء ودرعا الصلوات من أجل أن يعم السلام والفرح ربوع الوطن.
إلى اللاذقية حيث أقيمت الصلوات والقداديس في مطرانية القديسة بربارة للروم الأرثوذكس وفي كنيسة سيدة اللاذقية وفي الكنيسة الإنجيلية المشيخية وفي كنيسة اللاتين وفي كنيسة الملكيين الكاثوليك وكنيسة رؤوس الملائكة للروم الأرثوذكس.
وفي مناطق سيطرة المسلحين أو الإرهابيين لم يكن بإمكان المتبقين من الرعايا المسيحيين الاحتفال بالميلاد ورجحت مصادر أهلية أن تكون بعض العائلات المسيحية التي تواجدت في مدن الغوطة الشرقية القريبة من العاصمة غادروها خلال سنوات الحرب، على حين تقول مصادر أخرى في إدلب إن من تبقى من الأسر المسيحية يتعرضون لمضايقات شديدة من جبهة النصرة الإرهابية ومن المستحيل أن يحتفلوا بشعائرهم في ظل سيطرة الفكر التكفيري على المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن