سورية

قلل من إمكانية رعاية الأمم المتحدة للمؤتمر لأن الغرب لا يريد له النجاح … جودة لـ«الوطن»: مشاركة تركيا في رعاية «سوتشي» مشكلة

| سامر ضاحي

قلل رئيس «حركة البناء الوطني» أنس جودة من إمكانية رعاية الأمم المتحدة للحوار الوطني السوري المزمع في مدينة سوتشي الروسية، لأن الولايات المتحدة والغرب بشكل عام لا يريد النجاح لهذا المؤتمر، واعتبر أن دخول تركيا على خط رعايته «هي أحد أسباب المشكلة» لأنه «لا يمكن الوثوق بها» لأنها تضغط لمنع تمثيل الأكراد وترعى «جبهة النصرة» الإرهابية في إدلب.
واختتمت يوم الجمعة الماضي الجولة الثامنة من محادثات أستانا، وأكد البيان الختامي الصادر عن الدول الضامنة، روسيا، إيران وتركيا عزمها على «التعاون بهدف عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في 29 و30 كانون الثاني 2018 بمشاركة كل شرائح المجتمع السوري.
واستطاعت تركيا فرض «فيتو» خاص بها على مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سوتشي، حيث قال رئيس الوفد الروسي إلى أستانا ألكسندر لافرينتييف حينها «نبذل جهوداً في المرحلة الحالية لكي يكون الأكراد ممثلين (في سوتشي) بشخصيات محترمة، يعرفهم الجميع، ولهم ثقل اجتماعي، ومواقف حيادية فيما يخص الانتماء إلى أي تجمع سياسي».
وفي تصريح لـ«الوطن» حول استبعاد «الاتحاد الديمقراطي» والأحزاب الكردية الأخرى عن سوتشي قال جودة: من ناحية المبدأ فإن أي حوار وطني يجب أن يشمل كل المكونات والخلفيات السياسية والاجتماعية وبالتالي فإن الحديث عن عدم تمثيل مكون رئيسي يشكل خللاً كبيراً في العمل، ومن ناحية أخرى لا يجوز لفصيل معين أن يدَعي تمثيل كل المكون أي إن «(قوات سورية الديمقراطية) – قسد» لا يجوز أن تكون ممثلاً وحيداً عن الأكراد، وأضاف: أما من الناحية الواقعية فلابد من ضمان حضور أفضل تمثيل كردي ممكن وإلا فإن المؤتمر سيكون معيباً بعيب جوهري.
رداً على سؤال حول إمكانية أن تساهم رعاية «روسيا وإيران وتركيا» لمؤتمر الحوار في سوتشي في إنجاحه قال جودة: ربما تكون الرعاية الثلاثية هي أحد أسباب المشكلة فلا يمكن الوثوق أبداً بالطرف التركي الذي يشكل طرفاً أساسياً في هذه الرعاية، هذا الطرف الذي يضغط لمنع تمثيل الأكراد حتى خارج «(قوات سورية الديمقراطية) قسد» ويسعى لتحقيق مصالحه في السيطرة على قسم أساسي من سورية رغم استمرار رعايته لمجموعات إرهابية في إدلب، في إشارة إلى «جبهة النصرة» التي تدخل قوات تركية بمرافقتها في المحافظة الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
وحول إمكانية دخول الأمم المتحدة على خط رعاية المؤتمر خاصة أن مبعوثها الخاص ستيفان دي ميستورا والدول التي تقف خلفه يريدون حصر حل الأزمة في محادثات جنيف، قال جودة: إذا أخذنا بحسن الظن فالأمم المتحدة مقيدة بتوافق الدول، والواضح أن الولايات المتحدة والغرب بشكل عام لا يريد النجاح لهذا المؤتمر بالتالي سيكون من الصعوبة على بعثة دي ميستورا أن ترعى مؤتمراً لا يحمل التوافق المطلوب، وإذا أضيف له إمكانية أن يكون مؤتمراً ذا تمثيلية ناقصة فالمهمة ستكون أصعب بكثير.
وانتقد جودة قصر مدة «سوتشي» وضخامة المشاركين فيه حيث أكدت الدول الضامنة أن خبرائها سيجتمعون قبل انعقاده للتحضير له.
وقال جودة: إن الشكل الضخم الذي يقدم فيه المؤتمر لا يكفي لإنجاحه، مجرد لقاء تقني قبل يومين، نحن نتحدث عن فكرة مؤتمر حوار وطني يحمل شرعية أساسية وأولية ومن الخطير التعامل معه بسرعة وخفة، فعملياً فكرة الحوار الوطني هي الوسيلة الأساسية لضمان ثقل الشرعية التمثيلية الحقيقية للمجتمع بعيداً عن تلك المصطنعة في جنيف، ومكمن الخطورة هو الخروج بحالة ضعيفة وغير مقنعة نتيجة للسرعة وللرغبة بإصدار صورة مسرحية كبيرة.
وعن ضخامة المشاركين في المؤتمر حيث بينت موسكو أن العدد سيصل إلى 1700 اعتبر جودة أنه «في البحث عن الشرعية يعمل الروس لتضخيم حجم المؤتمر ولكن على الواقع فإدارة هكذا عدد ستجعل الأمور صعبة جداً وسيبدو بشكل واضح أنه لن تكون هناك حوارات جدية بين الحضور بل مجرد حضور شكلي ما سيضع من قيمة المخرجات»، معرباً عن اعتقاده أنه كان من الأجدى البدء بدوائر محلية متوسطة وأن تتوسع هذه الدوائر لتصل لمؤتمر وطني وأن تكون الفكرة عبارة عن مسار حوار وطني وليس حدثاً واحداً قد لا يتكرر ونفقد بالتالي وسيلة أساسية في بناء توافق وطني والضغط بموجبه للحصول على توافق دولي على مخرجاته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن