سورية

دعت إلى «التجذيف باتجاه واحد».. وأنباء عن وعود بدعوة 155 من الأكراد.. و«الإخوان» ترفضه … موسكو: هدف «سوتشي» إصلاح دستوري يتفق السوريون على شروطه

| وكالات

مع تكثيف تحضيراتها لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، أكدت موسكو أن المؤتمر يحظى بتأييد واسع من السوريين وان هدفه إطلاق إصلاح دستوري، «سيتفق على شروطه السوريون»، مشددة على أن المهمة الرئيسية لمحاربة الإرهاب في سورية الآن هي دحر تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، على حين كشف القائد العام لـ«وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية سيبان حمو أن موسكو وعدت بتوجيه الدعوة إلى 155 كردياً للحضور.
وأعلنت الدول الضامنة في ختام الجولة الثامنة من محادثات أستانا، أن «سوتشي» سيعقد في 29-30 كانون الثاني المقبل على أن يسبقه في الفترة من 19 إلى 20 من الشهر ذاته اجتماع تحضيري خاص من قبل خبراء الترويكا الثلاثية الراعية لمسار أستانا نفسها روسيا، إيران وتركيا.
وقال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف خلال لقائه مع رئيس تيار «الغد السوري» المعارض، أحمد الجربا، أمس بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «نرى تأييداً واسعاً لهذا المؤتمر من قبل السوريين، وقبل كل شيء أولئك الذين يعيشون في بلادهم، بمن فيهم قادة القبائل»، مشيراً إلى أن الدعوة لحضور المؤتمر وجهت كذلك إلى المعارضة في الخارج، بما في ذلك قوى المعارضة التي تشارك في مفاوضات جنيف.
وأكد لافروف، أن هدف بلاده من المؤتمر هو «إرساء أساس فيه أوسع تمثيل ممكن، لإطلاق إصلاح دستوري، سيتفق على شروطه السوريون بأنفسهم، وبهذا المعنى سيتم تنفيذ بند قرار 2254 الخاص بضرورة الحوار بين الحكومة وكامل أطياف المعارضة»، معتبراً أن المؤتمر سيساعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا وزملاءه على إقامة حوار مباشر بجنيف في نهاية المطاف، وذلك من دون أي شروط مسبقة، وخاصة حول مواضيع الدستور والتحضير لانتخابات».
وتطرق لافروف للأوضاع الميدانية، واعتبر أنه بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي «من الواضح أن القتال الأساسي قد انتهى»، لكنه أكد أن «المهمة الرئيسية لمحاربة الإرهاب هي دحر «جبهة النصرة»، وأن القوات الجوية الروسية ستدعم الجيش العربي السوري في حال تنامي نشاط الإرهابيين، مضيفاً إنه «لهذا الغرض اتخذ القرار المبني على اتفاقية مع دمشق، حول قاعدتي طرطوس وحميميم».
من جانبه، قال الجربا بحسب «روسيا اليوم»: إن «هناك قراراً بالذهاب إلى سوتشي.. وهناك شيء مشجع هو أن الأمم المتحدة ستكون موجودة ودي ميستورا سيكون موجودا وهناك تركيا وإيران ودول عربية فاعلة أيضاً ستكون موجودة، وهذا يعطي الموضوع جدية أكبر، ووجود الأمم المتحدة شيء مفيد».
وتعليقاً على مسألة الإصلاح الدستوري قال الجربا: إن «كتابة الدستور أمر مهم، وهي تبين أفق سورية القادم وسورية الجديدة».
وشدد على أن الدستور السوري يجب أن يقوم بصياغته السوريون من داخل وخارج سورية.
ورأى الجربا أن المعارضة موحدة «بالنسبة للهدف المشترك، وحدة سورية أرضاً وشعباً وأن يكون النظام السوري ديمقراطيا ويكون نظام تداول للسلطة»، مشدداً على أن القسم الأكبر من السوريين يرفض أفكار الفدرالية أو أفكاراً تؤدي للانفصال في إشارة إلى أكراد الشمال.
وفي شأن متصل اعتبر المبعوث الروسي الخاص للتسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، أن الحل في سورية لا يتطلّب المماطلة أبدا، وشدد وفقاً لوكالة «سبوتنيك» على ضرورة جلوس جميع ممثلي النسيج السوري.
وقال: إن «قارب التسوية السورية يجب أن يكون واحدا، ويجب أن يجلس فيه الجميع، والجميع يشارك في التجذيف في اتجاه واحد. في حال جذفنا في اتجاهات مختلفة، فسندور في مكاننا، وأكثر من ذلك سيدفعنا إلى الخلف وفقا للتيار، ولن نتمكن من الوصول إلى الشط»، معرباً عن اعتقاده بأن «المجتمع الدولي في الوقت الحالي لا ينفذ أعماله بشكل تام»، مشيراً إلى أن «بعض الأطراف تحاول شد اللحاف أكثر لجهتها ونحن مقنعون أنه ما من داع لذلك».
وأشار مبعوث الرئيس الروسي الخاص لسورية إلى أن موسكو لن تمارس أية ضغوطات على المشاركين بمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، عند اتخاذ قراراتهم.
في الأثناء قال القائد العام لـ«وحدات حماية الشعب»، سيبان حمو، في حديث لمواقع معارضة أن «السلطات الروسية وَعَدت بإرسال دعوات إلى 155 ممثلاً عن الكرد والمكونات الأخرى المشاركة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، للمشاركة في مؤتمر سوتشي المزمع عقده خلال الشهر القادم»، مشيراً إلى أن «روسيا أعلنت أنهم يعتبرون الشعب الكردي جزءاً أساسيا من سورية وأنهم لا يرون أي سبب لخلق أزمة أو مشكلة فيما يتعلق بالمشاركة الكردية».
ورغم تأكيد بيان «أستانا8» إبعاد الأحزاب الكردية عن حضور سوتشي، صدر بيان لمجموعة أحزاب ومنظمات متحالفة مع «قوات سورية الديمقراطية- قسد» طالب بحقها في حضور مؤتمر سوتشي وهي «الهيئة الوطنية العربية» و«اتحاد شبيبة روجافا» و«اتحاد المراة الشابة» و«التآخي الكردستاني» و«الحزب الديمقراطي الكردي السوري» و«الحزب الآشوري الديمقراطي» ‏و«حزب اليسار الكردي» و«حزب روج الكردستاني» و«حزب الاتحاد السرياني» و«التحالف الوطني الكردي» و«مؤتمر ستار».
في المقابل أصدرت «جماعة الإخوان المسلمين» المحظورة في سورية بياناً أكدت فيه رفضها مؤتمر سوتشي، «وكل ما سيصدر عنه»، واعتبرته «تجاهلاً للحل السياسي المنصوص عليه في قرارات جنيف، والذي يبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات من أجل عملية انتقال سياسي لا يكون فيها لـ(الرئيس بشار) الأسد ونظامه أي دور أو مشاركة».
ودعا البيان «جميع القوى الثورية والشخصيات الوطنية السورية إلى مقاطعة مؤتمر سوتشي، ومناهضته، ورفض الترويج له، والوقوف صفاً واحداً ضد أي اختراق أو تمزيق لثورتنا المباركة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن