سورية

المسلحون ينقلبون على اتفاق «بيت جن» ويعرقلون استكمال تنفيذه

| الوطن

أكدت مصادر مطلعة على ملف المصالحات، أمس، عرقلة «جبهة النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معها متابعة تنفيذ اتفاق خروج المسلحين من منطقة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي.
وقالت المصادر لـ«الوطن»: تنفيذ الاتفاق متوقف حالياً، والسبب عرقلة المسلحين استكمال تنفيذه، ولفتت إلى أن المسلحين انقلبوا على الاتفاق ولا يريدون تسليم بعض المواقع للجيش العربي السوري.
وفي 29 الشهر الماضي وفي إطار تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد العملية العسكرية التي نفذها الجيش العربي السوري بريف دمشق الجنوبي الغربي تم إخراج العشرات من أفراد المجموعات المسلحة مع بعض أفراد عائلاتهم بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري من منطقة بيت جن باتجاه إدلب ودرعا.
وبموجب الاتفاق كان من المقرر أن يتم خلال الأيام القليلة القادمة تسوية أوضاع من تبقى من أفراد المجموعات المسلحة وفق الأنظمة والقوانين النافذة وتسليم ما تبقى من الأسلحة الثقيلة في مزرعة بيت جن وقرية بيت جن لوحدات الجيش العربي السوري».
من جهتها تحدثت مواقع إلكترونية معارضة عن «تجمد الاتفاق الذي فرضه النظام السوري على فصائل المعارضة في بيت جن».
ووفق المواقع، فإن ما يعرقل استكمال الاتفاق سببان: «الأول أن الفصائل في بيت جن ما زالت تحكم قبضتها على التلول الحمر، والثاني إبقاء مقام «الشيخ عبد اللـه»، المطل على المزرعة تحت سيطرتها».
وذكرت أن الشروط التي وضعت في الاتفاق، تحدثت عن الانسحاب من التلول الحمر، وهي ثلاث تلال إستراتيجية تطل على بلدة حضر من الجهة الشرقية.
وكان مقرراً تسليم التلول الحمر تزامناً مع إخلاء المقام، الذي يعتبر «مزاراً» لأبناء طائفة المسلمين الموحدين، على أن تنسحب آخر دفعة لا ترغب بالمصالحة بعدها.
ووفق المواقع، فإن معظم من في بيت جن يرغبون بالتسوية، إلا أنهم يرغبون ببقاء التلول والمقام بيدهم من دون دخول قوات الجيش العربي السوري إليها، وهذا ما ترفضه الحكومة.
وتوقعت المواقع، أن تتعرض عملية «التسوية» لانتكاسة، مشيرةً إلى إمكانية عودة المسلحين في حال لم يُحل هذا الملف.
وكانت «النصرة» انسحبت، الأربعاء، من منطقة مغر المير شرقي مزرعة بيت جن، بعد موافقة معظم الميليشيات على الانتقال إلى الشمال السوري.
وتصل بيت جن ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشمالي، وتأتي أهميتها الرئيسية من أنها آخر النقاط بيد الميليشيات والقريبة من لبنان، وآخر نقاط السيطرة لها في ريف دمشق الغربي.
وخرجت ظهر الـ29 الشهر الماضي من المنطقة تنفيذاً للاتفاق 4 حافلات تقل 65 من المسلحين مع بعض أفراد عائلاتهم باتجاه خط سيرها المحدد إلى محافظة إدلب.
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته انطلقت 6 حافلات وعلى متنها 106 مسلحين مع بعض أفراد عائلاتهم من منطقة بيت جن بريف دمشق متجهة نحو مدينة درعا.
ونتيجة العملية العسكرية التي خاضها الجيش والخسائر الكبيرة في صفوف المجموعات المسلحة سادت خلال الأيام الماضية حالة من الانهيار بين صفوفها بعد إطباق وحدات الجيش على بؤرها ومواقع انتشارها ما دفع العديد من أفرادها إلى الفرار باتجاه بلدة شبعا اللبنانية المحاذية لقرية بيت جن بالتنسيق مع كيان العدو الإسرائيلي الذي يقدم الدعم اللوجستي والعسكري ويسهل مرورهم بين محافظتي درعا والقنيطرة عبر سفوح جبل الشيخ.
وقام أفراد المجموعات المسلحة قامت بتسليم السلاح الثقيل قبل أن تقوم وحدات من الجيش العربي السوري بالدخول إلى قرية مغر المير وتل مروان وتمشيطها وتأمينها بشكل كامل.
وعمدت المجموعات المسلحة إلى إحراق مقراتها قبل خروجها من المنطقة لإخفاء الوثائق والقرائن التي تكشف القوى والدول الراعية لها.
ونفذت وحدات الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية خلال الأسابيع الماضية عملية عسكرية مركزة ودقيقة في منطقة بيت جن ومغر المير بهدف إعادة الأمن والاستقرار إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن