رياضة

حلم الأولمبي

| محمود قرقورا

يتأهب منتخبنا الأولمبي للمشاركة في نهائيات القارة الصفراء التي تستضيفها الصين بين التاسع والسابع والعشرين من كانون الثاني الجاري، لكن هذا التأهب لا يصحبه بهرجة إعلامية واهتمام مسؤول أسوة بما كان عليه الحال قبل عامين مع أن المنطق يفرض غير ذلك توازياً مع التطور الملحوظ للكرة السورية على صعيد المنتخب الأول.
نعتقد أن التعاطي مع المباريات الودية لم يكن مدروساً فزحمة المباريات الاستعدادية كانت مثالية قبل وبعد التصفيات، حيث لعبنا أمام عمان والعراق مرتين والبحرين مرتين ثم خضنا التصفيات خلال العشر الأخير من تموز المنصرم، وفي خضم الاهتمام بالمنتخب الأول قابلنا الأردن يوم 4 أيلول الفائت وخلال تشرين الثاني خضنا معسكرين بقطر وأندونيسيا لعبنا خلالها أربع مباريات نوعية آخرها مع منتخب أندونيسيا الأول، ومن بعدها لم يلعب منتخبنا أي مباراة رسمية وهذا ليس معقولاً وغير مبرر وسيكون الشماعة التي سيختبئ وراءها الكادر الفني عند الإخفاق، وما تصريح المدرب حسين عفش لموقع كووورة مؤخراً إلا بداية للتبرير.
الأولمبي يسافر إلى الصين لتسلق سورها بعيداً عن الضوضاء وارتفاع سقف الطموحات ونبرة التفاؤلات في صورة مغايرة تماماً لما كان عليه المنتخب مع المدرب مهند الفقير قبل عامين، حيث أتيحت لذلك المنتخب ظروف تحضير مثالية لم ينعم بها منتخب بتاريخ الكرة السورية، ومع ذلك كان الخروج المبكر رغم أن الشارع الرياضي حينها راهن على العودة بالكأس أو اقتلاع بطاقة العبور إلى أولمبياد البرازيل كحد أدنى وهذا لم يحصل بأرض الملعب مع أي منتخب سوري عبر التاريخ.
بالتأكيد مواجهة أستراليا وكوريا الجنوبية من العيار الثقيل جداً كما لن تكون مواجهة فيتنام أشبه برحلة سياحية، والبطولة محك حقيقي للكادر الفني ليقدم أوراق اعتماده كمرشح لخلافة أيمن حكيم ما دام منصب المدير الفني للمنتخب الأول شاغراً والحلم باستقدام مدرب أجنبي بعيد المنال وأصعب من تسلق سور الصين.
لن نطالب حسين عفش وتلامذته بالكأس بيد أن التمثيل المشرف مطلب الجميع تماماً كما فعل المنتخب الأول الذي لم يبلغ المنى لكنه استحق التقدير والاحترام ورفع القبعات من منطلق قول الشاعر:
شرف الوثبة أن ترضي العلا
غلب الواثب أم لم يغلب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن