سورية

انتفاضة شعبية على المسلحين في جنوب دمشق وتوقعات بانفجار الوضع

| موفق محمد

ارتفعت حدة التوتر في بلدات سيطرة الميليشيات المسلحة في جنوب دمشق، مع إقدام تلك الميليشيات على توسيع حملات الاعتقالات بحق المطالبين بـالمصالحة وعودة المنطقة سيطرة الدولة، في وقت ارتفعت الأسعار في المنطقة على خلفية هذا التوتر.
وشهدت بلدة ببيلا يوم الجمعة الماضي تظاهرة قادها رئيس لجنة المصالحة في البلدة الشيخ أنس الطويل وشارك فيها 200 شاب وصلت إلى نقطة قوات الجيش العربي السوري المتمركزة على حاجز ببيلا سيدي مقداد، بهدف الطلب من فرع الدوريات تسوية أوضاعهم والعودة للخدمة في البلدة، حيث هتف بعض المتظاهرين هتافات تحيي قوات الجيش.
وتبع التظاهرة انتشار لمسلحي الميليشيات أعقبه إطلاق نار من شباب مسلّحين ممن خروجوا في التظاهرة قتل على أثره مسلح من ميليشيا «جيش الأبابيل» ما أدى إلى تبادل إطلاق نار بين الجانبين، شنت بعده الميليشيات حملة مداهمات واعتقالات طالت بعض الشبّان المدنيين والمسلّحين المؤيدين للمصالحة.
وبحسب، مصادر أهلية من جنوب العاصمة تحدثت هاتفياً لـ«الوطن»، أمس، فإن حالة توتر غليان كبيرين تسود أوساط الأهالي في بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم، مع تكثيف الميليشيات لحملات الاعتقالات بحق المطالبين بـالمصالحة والتي طالت العشرات، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات، بعد إغلاق قوات الجيش لحاجز ببيلا سيدي مقداد كلياً، وإيقاف عملية دخول وخروج المدنيين من بلدات جنوب دمشق.
وأكدت المصادر، أن الأهالي تعبوا وسئموا من الوضع القائم نتيجة تحكم الميليشيات المسلحة بمصيرهم ومعيشتهم والأغلبية العظمى منهم ترغب في المصالحة إلا أنهم لا يستطيعون المجاهرة بذلك خوفاً من الميليشيات. وتوقعت المصادر «انفجار الوضع في المنطقة، إذا ما استمر على ما هو عليه لعدة أيام لأن الحياة لم تعد تطاق هناك».
ويسيطر على تلك البلدات ميليشيات «جيش الإسلام» و«جيش الأبابيل» و«أجناد الشام» و«فرقة دمشق» وألوية «سيف الشام» و«الفرقان»، وقد وقعت تلك الميليشيات اتفاق هدنة مع الجيش العربي السوري عام 2014.
وتحدث نشطاء عن إصدار تلك الميليشيات بياناً مشتركاً عما سمته «عملية أمنية» في المنطقة ستطول كل من يسعى إلى المصالحة أو التظاهر على المسلحين، ومنعت الشيخ الطويل من دخول المنطقة.
وبحسب نشطاء فإن أهم أسباب اشتعال فتيل التوتر هو طرح الشيخ الطويل لاستبيان دعا فيه مسلحي الميليشيات إلى تقرير مصيرهم بتسوية وضعهم أمنياً والالتحاق بقوات الجيش العربي السوري أو بالخروج من البلدات إلى مناطق سيطرة الميليشيات في الشمال.
وفي بداية الشهر الماضي كشف وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، أن العمل على ملف منطقة جنوب دمشق «متوقف» حالياً، لأن «البعض» يريد ضم مخيم اليرموك إلى «مناطق خفض التصعيد» الأمر الذي ترفضه الدولة.
وقال حيدر في مقابلة مع قناة «الإخبارية» حينها رداً على سؤال عن مخيم اليرموك الواقع جنوبي العاصمة ويسيطر على جزء كبير منه تنظيما داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيان أن منطقة جنوب دمشق والتي تضم مخيم اليرموك والحجر الأسود ويلدا وببيلا وبيت سحم هي «ملف مستقل عن باقي الملفات».
وذكر، أن «البعض أراد أن يقحمه «المخيم» بمناطق منخفضة التصعيد لغاية في نفس يعقوب، وهذا ما كنا نتحدث عنه «فيما سبق» بأن الأمر ليس بهذه البساطة حتى إن مناطق خفض التصعيد لا تتحول إلى مناطق مصالحات ببساطة».
وأوضح أن «في هذه المنطقة عدداً كبيراً من مسلحي داعش وجبهة النصرة مع وجود لتنظيمات مسلحة (أخرى) وأرادوا أن يخلطوا الأوراق».
وأضاف: «هذه المنطقة موقوف العمل فيها إلى أن يقبل مجموع المسلحين بغض النظر عن تصنيفهم إما أن يسووا وضعهم وإما أن يخرجوا وتتحول هذه المنطقة إلى منطقة خاضعة للدولة».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن