رياضة

جائزة بمحلها

| محمود قرقورا

لكل مجتهد نصيب هذا عرف عام في كل مناحي الحياة وفي كرة القدم مالئة الدنيا وشاغلة الناس يتجسد ذلك في الجوائز الفردية على مدار القارات كلها.
الأسبوع الفائت كوفئ مهاجم ليفربول المصري محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2017 مبقياً اللقب في الخزائن العربية، محافظاً على التوهج العربي بعد غياب عن منصات التتويج ثمانية عشر عاماً.
كل المقدمات كانت تسير في اتجاه محمد صلاح عطفاً على أدائه المذهل خلال النصف الأول من الدوري الإنكليزي 2017- 2018 ولا خلاف أنه عندما انطلق قطار البريمرليغ كانت الأفضلية النظرية للسنغالي ساديو ماني، ولكن إبداعات صلاح مع الريدز فاقت ما قدمه ماني رغم قيادتهما منتخبيهما للتأهل إلى المونديال.
تتويج صلاح يؤكد عودة الكرة المصرية إلى الواجهة فالتأهل للمونديال بعد ثمانية وعشرين عاماً عجافاً دليل عافية، كما أن تفوق أحد فراعنتها على أقرانه في القارة يحدث للمرة الأولى منذ خمسة وثلاثين عاماً حيث كان محمود الخطيب المصري الوحيد المتوج 1983 وهذه فترة طويلة ولا تتناسب مطلقاً مع بلد زعيم للقارة السمراء عبر التاريخ.
المنطق فرض نفسه ليقطع الشك باليقين حول أحقية الجائزة، فمدربو الدوري الإماراتي على سبيل المثال اتفقوا على جدارة صلاح، والمهاجم الغابوني أوباميانغ مهاجم دورتموند الذي حلَّ ثالثاً أشاد بالفرعون المصري فاستحق لقب الخاسر النبيل.
الضغوط على صلاح باتت أكثر من ذي قبل، لأن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها، لكن النصف الثاني من الموسم الكروي الإنكليزي والأوروبي تعطي الفرصة لمهاجم مصر الأول هذه الأيام لزيادة أسهمه، ففريقه ليفربول سيخوض غمار دور الستة عشر لمسابقة الشامبيونز ليغ أمام بورتو البرتغالي وهذه فرصة مهمة لطرق أبواب القارة العجوز.
ورصيده في الدوري الإنكليزي 17 هدفاً يعطيه فرصة قد لا تأتي ثانية للمنافسة على لقب هداف الدوري الأقدم في العالم وهذا حلم للاعب عربي.
والريدز يمضي في مسابقة الكأس كأحد المرشحين للفوز باللقب بعد تخطي إيفرتون في مباراة الديربي يوم الجمعة الماضي.
والأهم أن منتخب مصر أحد فرسان المونديال الروسي والتألق في المحفل العالمي يختلف عن غيره.
صلاح عاشر العرب المتوجين بالكرة الذهبية الإفريقية أغلى لاعب عربي بأربعين مليون جنيه استرليني، ارتفع سعره بشكل ملحوظ فبات مطلوباً في ملكي مدريد، ولكن أصحاب الشأن في ليفربول يأملون بأن يزهر ربيع الألقاب بفضل منظومة يخطط لها المدرب الألماني يورغن كلوب ومحمد صلاح إحدى دعائمها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن