رياضة

بعد التشكيلة الجديدة لاتحاد السلة: ما المطلوب في المرحلة المقبلة؟

| الوطن

بعد طول انتظار، والكثير من الأخذ والرد، توصلت القيادة الرياضية إلى قرار نهائي حول التشكيلة الجديدة التي ستقود كرة السلة السورية في المرحلة المقبلة، التي ضمت أهم الخبرات الكبيرة المشهود لها بالكفاءة والعطاء من زمن الذهب لسلتنا الوطنية، وإن كان لنا بعض التحفظ على بعض الأسماء المستهلكة التي كانت في مرحلة من المراحل عبئاً على الاتحاد بدل أن تكون عوناً له، وهناك أسماء أخرى تفننت بزرع الفتن، وأخرى تفرغت للفت النظر بالاستقالات الصبيانية.
التشكيل الجديد للاتحاد ترك الكثير من إشارات الاستفهام والاستغراب والتعجب، وأخذ الحديث عنها يتشعب بين مؤيد ومعارض، فمنهم من حكم على هذا الاتحاد بالفشل، وآخرون وجدوا فيه الخلاص لسلتنا من الأمراض التي لحقت فيها منذ سنوات، فما المطلوب من هذا الاتحاد في المرحلة المقبلة:

لمحة بسيطة
لا نغالي بالقول إن رئيس الاتحاد جلال نقرش كان محل إجماع العارفين ببواطن أمور سلتنا، وبصم له الكثيرون من خبرائها بفضل حنكته ودرايته، وبات له الرصيد الكبير في الشارع الرياضي بعد نجاحه في قيادة اللعبة لسبع سنوات كانت أغلبيتها من السنوات العجاف من ناحية الإمكانات والظروف المحيطة ورغم ذلك كانت مفعمة بالكثير من الإنجازات السلوية على صعيد المسابقات المحلية، ونجح بالحفاظ على أشلاء ما دمرته ظروف الأزمة في وطننا، أما نائبه الكابتن أنور عبد الحي فهو غني عن التعريف وتاريخه حافل بالإنجازات، ويعلق على حضوره ضمن هذه التشكيلة الكثير من الآمال في رسم معالم رؤية إستراتيجية جديدة للعبة، أما الدكتور دانيال ذو الكفل أمين السر، فأثبت نفسه من خلال تفرغه الكامل، وعطائه الكبير، وحضوره بجميع مفاصل اللعبة، وأصبح يشكل ثقلاً إدارياً في أمانة سر الاتحاد، والكابتن أيمن سليمان هو خبرة سلوية مفعمة بالحماسة والجدية، وقادر على بناء رؤية جديدة بعيدة عن نمطية العمل الروتيني بفضل خبراته الكبيرة في إدارة كبرى المؤسسات الاقتصادية الوطنية وعلى تقديم أشياء جديدة للسلة، إضافة لكونه المدرب والإداري الناجح في سلة نادي الثورة، أما نجم سلتنا ومعشوق جماهيرها محمد أبو سعدة، فكان مطلباً توافقت عليه جميع أطراف اللعبة من القيادة الرياضية، والشارع الرياضي، والإعلام، والفنيين، لما عرف عنه من هدوء واتزان، وخلقه الرفيع داخل وخارج الملعب، ولديه الكثير من الأفكار التطويرية، والمشاريع الفنية القادرة على ضخ فكر، وإنجازات جديدة في شرايين سلتنا.
أما ممثل حلب الثاني فهو لا يقل إشراقاً عن أبو سعدة فتاريخ الكابتن جاك باشاياني زاخر بالإنجازات سواء على صعيد المنتخبات الوطنية، أم سلة الجلاء التي كانت لها في عهده صولات وجولات، وصل بها لاعباً ومدرباً ومشرفاً إلى منصات التتويج، ومحطات قارية وعربية متقدمة، حيث مثلها لاعباً، ومن ثم عضو إدارة ناجح، أما الحكم والمحاضر الدولي جمال الترك فجميع صالات آسيا والوطن العربي تعرف صافرته النزيهة، واحداً من أفضل حكامها على الصعيدين القاري والعربي، ولديه أفكار كثيرة لو طبقت في المرحلة المقبلة لكان من شأنها أن تنعكس إيجاباً على واقع التحكيم والحكام، والعضو الجديد القديم أشرف أيتوني فهو ملم بالأمور الإدارية، التي اطلع عليها خلال عمله مساعد أمين سر ثم أمين سر للاتحاد قبل دورتين، ورافق بعض المنتخبات الوطنية، والسنوات الماضية كانت كفيلة بإضافة بعض الخبرات الإدارية لسيرته الذاتية من خلال عمله إدراياً لفرق الجيش لكرة القدم، أما العضو الأخير وفيق سلوم، فهو حكم كرة سلة سابق حاصل على الشارة الدولية، وله حضور غني في منصات التشريفات، والعلاقات العامة لسلتنا وعريف حفل مميز لأغلبية حفلات التتويج خلال فترة عمله في الاتحاد، وأشرف على تنظيم بطولة القسم لكرة السلة في محافظة السويداء.
استقرار
إضافة لبعض النتائج الإيجابية المسجلة في عهد الاتحاد السابق منذ توليه مهامه قبل سبع سنوات بكل جوانب اللعبة، إلا أن العلامة البارزة كانت ما شهده من استقرار إداري، بعيداً عن الخلافات والتشرذمات والانشقاقات بالآراء بين أعضائه، وهذا كان من أهم عوامل بقائه، بفضل التوافق والانسجام بين أعضائه، إضافة إلى الحنكة والخبرة الكبيرة لرئيسه النقرش وقراراته التي خابت حينا وأصابت أحياناً، فمنح كل عضو صلاحيات محددة ضمن محافظته، الأمر الذي ساهم في سير العمل بالاتحاد بوتيرة متوازنة بعيدة عن الخلافات التي من شأنها أن تعكر أجواء العمل، فهل سيتمكن الاتحاد الحالي بفضل بعض أسماء أعضائه الرنانة من السير بالعمل على هذه الوتيرة بعيداً عن التشنج والخلافات؟

قوة
اتفقت آراء أغلبية عشاق السلة السورية على حقيقة مفادها أن الاتحاد الجديد يضم بعض أفضل الخبرات التي شهدتها السلة السورية منذ سنوات طويلة، وأنه يعد من أقوى الاتحادات التي ستقود اللعبة في المرحلة القادمة، لذلك بات التفاؤل شعاراً للمرحلة القادمة بجميع مفاصل اللعبة، عسى ولعل أن تشهد سلتنا الوطنية نقلة نوعية تكون كفيلة بإحداث انقلاب حقيقي يخرج بها من نفقها المظلم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن