عربي ودولي

كاتب بريطاني: أفعال ترامب تخلق نظاماً دولياً جديداً من دون أميركا

كشف الكاتب البريطاني ديفيد هيرست أن عوامل متعددة تجمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان أبرزها قلة الخبرة والمعرفة لديهما.
وقال في مقال نشر أمس على موقع «ميدل ايست أي» البريطاني بعنوان «عبقرية متزنة أم قمامة بيضاء في البيت الأبيض» تعليقاً على كتاب للكاتب الأميركي مايكل وولف بعنوان «نار وغضب»، إن سر هذا التوافق الغريب بين ترامب وابن سلمان يعود إلى وجود عوامل متعددة مشتركة بينهما أولها هو أن ابن سلمان يدرك حقيقة أن جاريد كوشنر صهر ترامب لم يتول منصبه كمبعوث للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط بحكم خبراته أو إنجازاته الشخصية بل فقط لكونه أحد أفراد عائلة ترامب وهذا الأمر كان مريحاً جداً بالنسبة له لأن ذلك تماماً ما يحدث في العائلة السعودية الحاكمة.
وكانت تسريبات من كتاب وولف الذي يصف ترامب بغير المستقر عقلياً وعديم الخبرة ويشكك في أهليته على تولي مهام الرئاسة في أميركا أشارت إلى أن ترامب قال صراحة عقب تولي ابن سلمان ولاية العهد في حزيران الماضي: «لقد هندسنا انقلاباً ووضعنا رجلنا على القمة» كما جاء في الكتاب أن ترامب أبلغ من حوله أن الرياض ستمول وجوداً عسكرياً أميركياً جديداً في السعودية ليحل محل القيادة الأميركية الموجودة في قطر. وبرأي هيرست فإن كرة النار والغضب المتمثلة في ترامب تقدم للعالم خدمة، إذ تفرض على العالم إعادة التفكير في نظام دولي من دون الولايات المتحدة الأمريكية.
وكتب هيرست أن مؤلف الكتاب مايكل وولف «رسم صورة ذكية واستصدر غلاف كاتالوغ كاملاً من الأدلة الدامغة على ترامب وإدارته».
وحسب ما توصل إليه هيرست بعد قراءته للكتاب، فقد خلص إلى بداية نهاية الإمبراطورية الأميركية على يد ترامب، مشيراً إلى أن هذا ما يحدث الآن في واشنطن.
فترامب برأي الكاتب غير مؤهل لحكم البلاد فهو مغرم بالأسماء الكبيرة، يحب الصور الكبيرة وليست لديه القدرة على البت بأمر، وهو مسكون بالإعلام والصور، إنه «مغرم حرفياً بالصور الكبيرة، يحب أن يراها، يحب أن يرى الأثر المترتب عليها.. أشياء كبيرة، نحتاج إلى أشياء كبيرة»، هذا ما كان ينطق به في كثير من الأحيان وهو يهتاج غضباً، «هذا ليس شيئاً كبيراً، أحتاج إلى شيء كبير، أحضروا لي شيئاً كبيراً، هل تفهمون ماذا يعني أن يكون الشيء كبيراً؟».
وبهذا الشكل حل على الشرق الأوسط عقل ترامب الضجر والمتذمر والفارغ تماماً، فهو دائم العبارة «من الذي يملك السلطة والنفوذ؟ أعطوني رقم هاتفه».
وتابع هيرست: إن الرعب بات يدب في حلفاء أميركا لمدى عطالة وانعدام قدرة الرجل الذي يدير البيت الأبيض، فأول ما سيخطر ببال الزعماء الأجانب الذين يعتمدون على علاقات بلادهم العسكرية أو الاقتصادية مع الولايات المتحدة هو أن ينأوا بأنفسهم قدر ما يستطيعون ويبتعدوا ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً عن هذا الرجل الحارق لذاته، هذا الخاسر المتربع داخل البيت الأبيض.
لقد انتهت فكرة ترامب الكبرى لتحقيق نجاح خارق في الشرق الأوسط قبل أن تبدأ برأي الكاتب، فإدارته ستقطع الخيط الأخير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الطرف الوحيد الذي يمكن التفاهم معه بسبب قرار القدس، ولم يكن سحب التمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إلا البداية.
بالطريقة نفسها، لا بد أن تساور القوى الأوروبية التي ساعدت في التفاوض على صفقة النووي مع إيران هموم ثقيلة حول ما لدى ترامب من إمكانية لتحطيم ذلك الإنجاز النادر في مجال السياسة الخارجية لأي إدارة أمريكية سابقة.
ووفقاً لهيرست فإن قلة خبرة ترامب دفعته للمسارعة بالقول أمام أصدقائه ومساعديه إنه وجد «العلاقات الخارجية» أمراً سهلاً ممتدحاً صهره كوشنر بهذا الشأن وقال بسذاجة.. إن «جاريد جعل العرب كلهم في صفنا ويتعاملون معه كأنه صديقهم.. انتهت الصفقة.. سيكون يوماً جميلاً».
وأضاف الكاتب: «إنني على قناعة أن ترامب لا يدمر نفسه فحسب وإنما سيدمر الكثيرين معه وسيكون حلفاؤه من العرب كالسعودية والإمارات أول هؤلاء ولكن بالنسبة لإسرائيل الأمر مختلف فهو سيحميها من أي محاولة لعزلها دولياً لكنه قد يعرضها للوقوع في فخ العقوبات الدولية كما لم يفعل أي رئيس آخر من قبله».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن