رياضة

الأولمبي يفتتح النهائيات بلقاء الكنغارو … همم عالية وجاهزية كاملة وثقافة الفوز حاضرة

| ناصر النجار

يدخل منتخبنا الأولمبي نهائيات آسيا تحت 23 اعتباراً من العاشرة صباحاً بمواجهة الكنغارو الأسترالي في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة.
وانطلقت البطولة يوم الثلاثاء الماضي بمباريات المجموعة الأولى، وحقق فيها مستضيف البطولة الصين فوزاً كبيراً على عُمان 3/صفر، كما فازت قطر على أوزبكستان 1/صفر، وفي المجموعة الثانية لعب أمس اليابان × فلسطين /، وكوريا الشمالية × تايلاند /، وجرت أيضاً مباريات المجموعة الثالثة فتقابل العراق × ماليزيا 4/1، والأردن × السعودية 2/2.
وجاء منتخبنا في المجموعة الأصعب التي تضم عملاقين من عمالقة الكرة الآسيوية أستراليا وكوريا الجنوبية، وإذا كان لقاؤنا مع الأستراليين اليوم هو الأول بين المنتخبين فإن التاريخ يقف إلى جانب الكوريين الذين هزموا منتخبنا في ثلاث مناسبات وكانت لنا بصمة بفوز وحيد أمام فيتنام فتقابلنا معهم ودياً مرة واحدة وانتهت المباراة إلى التعادل السلبي.
وما حققه منتخبنا الأول من نتائج إيجابية في التصفيات الآسيوية لكأس العالم يجب أن يكون في ذاكرة منتخبنا الأولمبي، فثقافة الفوز يجب أن تكون حاضرة في ذهن كادرنا ولاعبينا، وكرة القدم اليوم تحترم من يقدم الأفضل لا من يملك التاريخ والإنجازات.. والكرة الاسترالية باتت هويتها مكشوفة لكرتنا تماماً، لذلك لابد من وضع الخطة المناسبة والأسلوب المجدي الذي يجعل منتخبنا كبيراً في المباراة وشريكاً فيها وحاصداً لنقاطها.
المطلوب هو بناء جدار من الثقة بنفوس لاعبينا لا يتزعزع ولا يضعف، فالكل على أرض الميدان سواء، والفكر الكروي هو الذي يقود أياً من الفريقين إلى الانتصار المطلوب.
لاعبونا مشهورون بالحماس والعزيمة وهما حاجتان ضروريتان لخوض المباريات الكبيرة والأهم من كل ذلك عدم الخوف والرهبة من أسماء الفرق الكبيرة، فها هي إيران لم تتأهل إلى النهائيات.
مدربنا حسين عفش (كما صرح) أعلن جاهزية منتخبنا ولم يتحدث عن أي غياب لأسباب صحية باستثناء غياب محمد مرمور لنيله إنذارين في التصفيات، ونحن نعول كثيراً على لاعبينا ليقدموا لجمهور الكرة السورية الأداء الجيد وليحققوا النتائج المطلوبة، وخصوصاً أن أغلب اللاعبين يملكون الخبرة المطلوبة سواء عبر مشاركتهم مع المنتخب الأولمبي السابق، أو مع منتخب الناشئين المونديالي، ونذكر أن العديد من اللاعبين محترف بالأندية العربية أو يلعبون لكبار الأندية السورية، وهم مشبعون لياقة وخبرة وفناً.

الأسبوع الأخير
منتخبنا الأولمبي وصل الصين الثلاثاء قبل الماضي، وهي فترة كافية للاعبينا للتأقلم مع الأجواء المناخية والاعتياد على كل شيء فيها من طعام وإقامة وملاعب وغير ذلك.
كان من المفترض أن يلعب منتخبنا مع منتخب ماليزيا يوم الجمعة الماضي لكن أحوال الطقس التي كانت مملوءة بالثلج أحالت دون إقامة المباراة، فعوض منتخبنا بالتمارين اليومية التي كانت مركزة على الدخول في عمق المباريات التي سيخوضها المنتخب.
اجتماعات البطولة تركزت على الأمور التنظيمية وكيفية التأهل ونظامه والإجراءات الإدارية حتى لا تقع المنتخبات في المحظور والمخالفات، كما تم شرح تعديل قانون التحكيم ليطلع اللاعبون على كل الحالات التحكيمية ومحذوراتها، حتى لا يقع أي لاعب بخطأ وخصوصاً الأخطاء داخل منطقة الجزاء، وهو أمر مهم ومفيد.

أخطاء وعثرات
منذ تشكيل منتخبنا الأولمبي قبل سبعة أشهر خاض المنتخب العديد من المعسكرات الخارجية في مسقط وأربيل والمنامة وقطر وأندونيسيا ولعب خلالها 13 مباراة رسمية، الملاحظ في كل المباريات أن خط الدفاع لم يقدم الأداء المطلوب وتبين ذلك لاحقاً من خلال مباراتيه المحليتين مع مختلط الوحدة وقد خسرها المنتخب الأولمبي صفر/4 ومع الشرطة وانتهت المباراة إلى التعادل 2/2، وهذا المعدل من الأهداف يرسم العديد من إشارات الاستفهام العريضة؟
مبارياته الـ13 كان حصيلتها خمسة انتصارات ومثلها تعادلات وثلاث خسائر، وسجل منتخبنا 17 هدفاً ودخل مرماه 13 هدفاً. والمباريات التي خاضها كانت متفاوتة، منها مع فرق قوية تماثل منتخبنا كمنتخبات العراق والأردن وقطر، والبقية مستواها دون مستوى منتخبنا وهذه نقطة يجب الانتباه إليها.
المباراة الأولى التي لعبها منتخبنا كانت مع منتخب سلطنة عمان وخسرها بهدف، انتقل بعدها إلى أربيل وواجه منتخب العراق مرتين فخسر الأولى صفر/2 وتعادل في الثانية 1/1، وهذه المباريات جرت بالفترة بين 23 و29 حزيران الماضي، في 9 و13 تموز لعب مع المنتخب الأولمبي البحريني مباراتين في المنامة فتعادل في الأولى 3/3 وفاز بالثانية 2/صفر، وانتقل منها إلى قطر للمشاركة بالتصفيات، ففاز على الهند 2/صفر، وتعادل مع تركمنستان صفر/صفر ومع قطر 1/1 وتأهل من بوابة أفضل خمسة منتخبات تحتل المركز الثاني.
في الرابع من أيلول لعب مع المنتخب الأردني وخسر صفر/1 وأقام بعدها معسكراً في قطر لعب مع منتخبها الأولمبي مباراتين فتعادل في الأولى 2/2 وفاز بالثانية 3/1، ومعسكراً آخر في أندونيسيا فاز فيها على المنتخب الأولمبي 2/1 وعلى المنتخب الأول بهدف نظيف.
أمام هذا الكم من المباريات والمعسكرات الخارجية والداخلية، نأمل أن يكون مدربنا قد عالج أخطاء الفريق بشكل عام والدفاع على وجه الخصوص.

المشاركة الثالثة
في كل النهائيات التي أقيمت في هذه البطولة المستحدثة منذ عام 2014 كانت سورية حاضرة، ففي البطولة الأولى التي حملت العراق لقبها، تصدر منتخبنا مجموعته بعد تعادله مع الإمارات 1/1 وفوزه على اليمن وكوريا الشمالية 1/صفر، وفي ربع النهائي خسرنا أمام كوريا الجنوبية 1/2 وخرجنا وكان مدرب المنتخب أحمد الشعار.
بطولة 2016 كانت مؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو بالبرايزل، فاز باللقب المنتخب الياباني وخرج من الدور الأول بعد خسارتنا أمام إيران صفر/2 وأمام قطر 2/4 وفزنا على الصين 3/1، وكان مدربنا مهند الفقير، وسبق هذه البطولة بطولة غرب آسيا التي جاء فيها منتخبنا وصيفاً بعد خسارته المباراة النهائية أمام إيران 1/2.
ونذكر أن منتخبنا وصل مرة واحدة إلى الأولمبياد الذي جرى في موسكو 1980 بعد انسحاب الكتلة الرأسمالية من المشاركة، وخرجنا من الدور الأول بعد خسارتنا أمام الجزائر صفر/3 وألمانيا الشرقية صفر/5 وتعادلنا مع إسبانيا صفر/صفر.

72 مباراة
في تاريخ مشاركة منتخبنا الأولمبي في كل المباريات الرسمية سواء في التصفيات الأولمبية منذ انطلاقتها أم غيرها من البطولات خاض منتخبنا 72 مباراة، نصفها مع دول غرب آسيا ونصفها الآخر مع دول شرق آسيا، والإحصائية هذه مستمدة من كتاب الزميل محمود قرقورا (موسوعة كرة القدم السورية).
فمع العرب لعبنا مع الكويت 8 مباريات ومع قطر 7 ومع عُمان 5 ومع البحرين 4 ومع السعودية والأردن 3 ومباراة مع اليمن الشمالي ومع اليمن وفلسطين والعراق والإمارات ولبنان، والحصيلة فزنا بـ12 مباراة وتعادلنا بعشر وخسرنا 14 مباراة، سجلنا 44 هدفاً ودخل مرمانا 45 هدفاً.
ومع دول شرق آسيا لعبنا مع ماليزيا واليابان وأوزبكستان أربع مرات ومع كوريا الشمالية والهند وكوريا الجنوبية والباكستان وتركمانستان ثلاث مباريات، ولعبنا مباراتين مع الصين وإيران وهونغ كونغ، ومباراة واحدة مع قيرغيزستان وسيريلانكا وأوزبكستان وبنغلادش، فزنا بعشرين مباراة وتعادلنا في سبع وخسرنا تسع مباريات وسجلنا 65 هدفاً مقابل ثلاثين هدفاً دخلت في مرمانا.
النتائج الأكبر التي حققها منتخبنا فوزه على الباكستان 6/1 وعلى عُمان 5/1 وعلى الهند وسيريلانكا وباكستان وتركمنستان وبنغلادش 4/صفر وعلى هونغ كونغ 4/1.
أعلى خسارة تعرض لها منتخبنا مع اليابان والكويت وقطر صفر/3 ومع قطر 2/4، منتخبنا شكل بشكل دائم عقدة للصين التي فزنا عليها مرتين، بينما كانت عقدتنا إيران والسعودية وكوريا الجنوبية والعراق، فلم نستطع حتى الآن تحقيق أي فوز عليها على الصعيد الأولمبي في المباريات الرسمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن