ثقافة وفن

التركيز على النوعية والتجديد في خطة 2018 … قره جولي: العروض ستكون نوعية وتصل إلى 80 حفلاً بين الموسيقا والمسرح الراقص

| سارة سلامة

بحضور لجنة برمجة برنامج العروض في الدار عقدَ مدير دار الأسد للثقافة والفنون جوان قره جولي مؤتمراً صحفياً، كاشفاً من خلاله أن عروض العام الحالي ستحمل نوعية وتفرداً عن غيرها من الأعوام، مبيناً أن الدار مرت بظروف صعبة مثلما مرّ أي قطاع في البلد خلال عامي2015/2016، وكانت هناك رغبة وحاجة في احتضان جميع الحفلات نسبة للتحديات التي مرّ بها بلدنا وكان الملجأ والاستناد على الطبقة المثقفة من كتّاب وفنانين لاستيعاب كم كبير من الأعمال، أما اليوم فنحن تجاوزنا هذه المرحلة لنؤكد في عام 2018 أننا نفتش عن النوعية وليس عن الكم، وعليه فإن الدار اتَّخذت مجموعة من الإجراءات لتحقيق ذلك.
وربما أولها هو تشكيل لجنة لبرمجة العروض تضم مجموعة من الشخصيات الثقافية المعروفة، وقامت هذه اللجنة بوضع برنامج عام 2018 للدار، أي إن مدير الدار لم يعد هو وحده صاحب القرار في البرنامج بل وضع بعد اتفاق أعضاء اللجنة عليه التي حرصت أن تكون الأولوية فيه للنوعية وليس للكم.

مخطط العام 2018

يحفل العام الحالي بعروضٍ مميزة منها ما يقارب 80 حفلاً فنياً وثقافياً، ومن بينها 39 حفلاً لمصلحة الدار منوعة بين الموسيقا الكلاسيكية والعربية، وكذلك لا تخلو من عروض المسرح الراقص، وحفلات الجوقات والكورالات، ومعرض تشكيلي لفنان الكاريكاتير رائد خليل، ومهرجانات سينمائية بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما، كما تتضمن حفلات الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، والفرقة الوطنية للموسيقا العربية.
هذا وستعرض مقتنيات لوزارة الثقافة من خلال معرض شهري في الدار من أعمال فنانين تشكيليين راحلين ومعاصرين، إضافة إلى إقامة مهرجانات سنوية وملتقيات مثل ملتقى البزق، ومهرجانات موسيقا الباروك، والموسيقا العربية، والعزف المنفرد والملحنين السوريين، ومهرجان قوس قزح.
وهناك مهرجانات ستقام للمرة الأولى مثل مهرجان تقنيات المسرح الذي يتضمن عروضاً تقنية بصرية وسمعية من دون وجود العنصر البشري على الخشبة، إضافة إلى مشروع جديد تبنته الدار وهو الاهتمام بتوثيق التراث الآرامي في سورية.
وكل ذلك اعتمدته لجنة البرمجة في الدار من خلال اتكائها على معايير لانتقاء برنامج العام الحالي وهي: معيار فني خاص بالأداء، ومعيار الجماهيرية والنجومية، ومعيار الأكاديمية أو الخبرة الفنية، ومعيار الانتساب إلى نقابة الفنانين ولكنه شرط غير ملزم، ومعيار مختص بتفرغ والتزام الفنان في تقديم فن مميز ذي مستوى مرتفع.
رفع مستوى العروض

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين مدير عام الهيئة الموسيقي جوان قره جولي: «أننا كلجنة مؤلفة من 18 شخصاً أقررنا البرنامج من شتى الاتجاهات الفنية والموسيقية والاختصاصات، والعروض ستكون نوعية جداً وتصل إلى 80 حفلاً موزعاً بين الموسيقا الكلاسيكية والموسيقا العربية وعروض المسرح الراقص، وسيكون لدينا معرض شهري لمقتنيات وزارة الثقافة وللفنون التشكيلية، ومشروعان ضخمان لإحياء التراث الآرامي، ومهرجان آخر للتقنيات وسيشكل هذا المهرجان مفاجأة كبيرة جداً، وأيضاً لدينا حفلات كبيرة لبعض السفارات في سورية على سبيل المثال: فنزويلا، إندونيسيا، الصين، الهند، إيران، روسيا، وأيضاً سيكون لدينا مشاركة من فرقة إسبانية، ومجموعة من الشبان اللبنانيين، ونستطيع أن نقول إن هذا العام يحمل بوادر خير ثقافية جديدة ومميزة».
وأضاف قره جولي: «إن بحثنا عن التجديد الموسيقي مهم وذلك لرفع مستوى العروض وسيكون في دار الأوبرا فقط ومجمع دمر لأنه يتبع له، وأتمنى أن هذا الشيء يصبح قاعدة وأتوقع أن يلقى نتائج إيجابية لأننا درسناه بتفاصيله وهذا من مصلحة الفنان الذي سيقدم عروضه، وغايتنا الأساسية هي تقديم عرض يليق بالجمهور السوري ونعمل على رفع المستوى الثقافي وذلك يتطلب نوعاً من التشدد وبعض المساعدة، وهناك الكثير من الفنانين الشباب يحتاجون للمساعدة».
وكشف قره جولي في المؤتمر الصحفي للإعلان عن برنامج عام 2018: «أن برنامج العام الحالي سيستضيف حفلات لفرق موسيقية أجنبية من فنزويلا وإندونيسيا وروسيا والهند والصين وإسبانيا ولبنان إضافة إلى حفلات ترعاها جهات رسمية أخرى لفنانين معروفين، مبيناً «أن كل الحفلات العامة والخاصة ستدرس من لجنة البرمجة بالتفصيل وستتدخل في مضمونها إذا استدعى الأمر لضمان تقديم مستوى مهم لجمهور دار الأسد».
وأشار قره جولي: «إن مهرجان الجوقات السورية الذي احتضنته الدار العام الماضي سيتم اعتماده في العام الحالي إذا ما تمت تغطيته مادياً لأنه يحتاج لميزانية عالية، والدار ستقوم بدعم الفرق الموسيقية في مختلف المحافظات عبر مساعدتها في إقامة حفلات في المحافظات المختلفة لتوسيع جماهيريتها وتتم دعوتها إلى دار الأسد بدمشق».
وبين قره جولي: «أن مجمع دمر الثقافي سيستمر باستضافة فعاليات دار الأسد عبر ملتقيين فصلي وشهري للنقد الفني والشعر والأدب وإقامة حفلات فنية جماهيرية في فصل الصيف بالمسرح المكشوف، وأن وزارة الثقافة تعمل على تحديث كل تجهيزات الإضاءة والصوت وأجهزة الإسقاط وشاشات العرض والجوانب التقنية والإنشائية في دار الأسد وذلك لتتلاءم مع تطور العروض العالمية التي تمزج بين أكثر من فن».

توثيق التراث الآرامي
وفي تصريح مماثل أكد العضو في لجنة البرمجة المايسترو حسام الدين بريمو: «أنه لا توجد لجنة عادلة مئة بالمئة لكننا قاتلنا مع بعضنا لنقترب من العدل، وستكون العروض الـ 39 منوعة جداً ما بين الكلاسيك والعربي والمسرح الراقص والغناء الجماعي، بحيث تنسجم كاملاً مع ما يقدم في دار الأوبرا أكثر مما كانت العروض السابقة، ودأبنا أن العروض تشبه المكان وإذا ما قلنا بنسبة مئة من مئة فإنها تحتاج إلى مزيد من الوقت ومن الجميل أن النسبة ترتفع».
وتحدث بريمو في المؤتمر الصحفي عن المشروع الآرامي المرتقب حيث قال: «إن الهدف منه هو توثيق التراث الآرامي وجمع التراث من مناطقه واقتناؤه في مكان يحتفل به، والمشروع يتألف من ثلاثة أقسام وهي: مقتنيات الشعر المكتوبة وستترجم إلى اللغتين العربية والإنكليزية إضافة إلى اللغة الآرامية، كما سيقام حفل موسيقي مؤلف من شقين الأول غنائي يضم 120 مغنياً تتراوح أعمارهم بين 6 و90 عاماً سيغنون بالآرامية نحو 20 عملاً غنائياً والثاني راقص وهو عبارة عن مفردات خطوات راقصة لا تزال موجودة بعدد من القرى وغير معروفة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن