رياضة

مأزق زيزو

| خالد عرنوس

ثمانية ألقاب خلال 23 شهراً هي تلك الحصيلة التي حصدها المدرب الفرنسي لريال مدريد زين الدين زيدان ما جعل جماهير النادي الإسباني وعشاق النجم الدولي السابق يصنفونه بين عظماء مدربي الكرة، مثلما صنف من قبل بين عظماء لاعبيها، فعندما قاد زيزو الملكي لاستعادة الليغا مع نهاية الموسم الماضي بدأت المقارنات بينه وبين غوارديولا ووضعته بعض التصنيفات قبل مدربين لهم باع طويل في عالم قطعة الجلد المنفوخ، وبعد احتفاظه بالكأس ذات الأذنين رفعه محبو البلانكو إلى عنان السماء على اعتبار أن فريقهم أول من فعل ذلك تحت مسمى الشامبيونزليغ.
وافتتح الميرينغي الموسم بلقبين كلاهما أحلى من الآخر ولاسيما أنهما جاءا على حساب مان يونايتد وبرشلونة فكانا مقدمة لموسم استثنائي توقعه معظم المتابعين الذين توقعوا ظهور (دريم تيم) جديد وهذه المرة بلون البلانكو.
وما هي إلا أسابيع قليلة حتى تغيرت الصورة الناصعة إلى رمادية مختلة الألوان فتراجع أداء الفريق واهتزت نتائجه وحتى في حالات الفوز لم يقدم الأداء المنتظر فتراجع إلى المركز الرابع محلياً وبفارق 16 نقطة (نظرياً) عن الغريم برشلونة المتصدر مع نهاية الذهاب وهو شاسع جداً في مثل هذا العدد من المباريات وهو نادر الحدوث بينهما، وحتى أوروبياً توجب عليه شكر الحظ الذي أوقعه مع دورتموند (المتذبذب) وأبويل وقد تصدر توتنهام المجموعة عن جدارة متفوقاً على الملكي، ولم يكن لقب مونديال الأندية سهلاً ويسيراً رغم تواضع المنافسين.
غضب المدريديين توزع على الإدارة وزيزو ولم ينسوا اللاعبين، فبيريس والمدرب تعاونا على التفريط بموراتا العائد بعدما أثبت كفاءة عالية خلال مشاركاته القليلة وتمسكا بالمقابل بالفرنسي بنزيمة لأسباب مجهولة رغم الانتقادات التي طالته، أما اللاعبون فقد تراجع مستوى معظمهم.
إذاً المسؤولية مشتركة بالتأكيد، وهناك خلل ما في العلاقة بين الإدارة وزيدان وعطب آخر بين زيزو وبعض اللاعبين ما يضع الأخير على مشارف مغادرة البيت الأبيض كما تردد في الآونة الأخيرة فمن عادات بيريس السيئة أنه لا يتحمل المدرب طويلاً مهما بلغت شهرته.
ولذلك فإن زيزو سيبقى في الواجهة وبات بحاجة إلى عملية نفض مؤقتة أو انقلاب أبيض ثم الحديث عن إعادة بناء شاملة، المهم تدارك الوضع قبل الأدوار الحاسمة بكأس الملك والأهم أن يحدث ذلك قبل ثمن نهائي الشامبيونز.
من أعراف الكرة أن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، والريال سيعود عاجلاً أم عاجلاً وعشاقه متحمسون لتكون العودة فورية، فهل يعوض زيدان ونجومه ما فاتهم أم إن السيف سبق العذل؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن