عربي ودولي

«المركزي» لن يحسم العلاقة مع إسرائيل ولن يحل السلطة.. وسورية استهدفت لكسر العمود الفقري للمقاومة … أبو السعود لـ«الوطن»: محور المقاومة يجب أن يشمل كل الفصائل الفلسطينية

| فلسطين المحتلة– محمد أبو شباب

أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد أبو السعود في حوار مع «الوطن» أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي بدأ اجتماعه أمس الأحد ويستمر إلى اليوم الإثنين، لن يحسم القضايا الأساسية التي طالبت الفصائل الفلسطينية بإدراجها على جدول أعماله ومنها إلغاء اتفاق أوسلو، وحل السلطة الفلسطينية، ووقف التنسيق الأمني.
وأكد أبو السعود أن على الفصائل الفلسطينية جميعها الانضمام لمحور المقاومة، واختيار المقاومة طريقاً لاسترجاع الحقوق الفلسطينية بعد سقوط كل الرهانات على خيار السلام المزعوم، مشيراً إلى أن استهداف سورية والحرب الكونية التي تعرضت لها، هو بالأساس هدفه كسر العمود الفقري للمقاومة باعتبار دمشق حاضنة للمقاومة الفلسطينية وتدعمها بكل الوسائل.

•باعتقادك هل المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قادر على حسم خياراته وتوجيه بوصلة القضية الفلسطينية من جديد؟
المجلس المركزي بتركيبته الحالية، التي هي إفراز لمرحلة اتفاقات أوسلو وأحد مكونات م. ت. ف، التي بكل أسف قدمت اعترافاً بدولة الاحتلال على فلسطين، والذي اتخذ قرارات جاءت وفق مرحلة نوعية عام 2015 ولم تخضع للتنفيذ، ويأتي انعقاده بعد أكثر من شهر على قرار ترامب الخطير، باعتقادي لن يستطيع بهذه التركيبة أكثر من نقاشات وإصدار قرارات عامه، وفضفاضة ولا ترقى لمواجهة الوضع الراهن، عدا عن كون هذا المجلس أيضاً ينعقد تحت حراب الاحتلال، وتغيب عنه قوى أساسية على الساحة الفلسطينية.

• هل من السهولة أن يتبنى المجلس المركزي إلغاء اتفاق أوسلو والتنسيق الأمني مع كيان الاحتلال، أم هذا حاجة سياسية؟
هناك أكثر من مذكرة مقدمة للمجلس المركزي، منها مذكرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تطالب بشكل صريح وواضح بإقفال، وانتهاء ما يسمى عملية السلام المزيفة، والمفاوضات التي ما خدمت سوى الاحتلال، وهناك مذكرة باسم صائب عريقات ومذكرة مقدمة من محمد اشتيه تحمل بعض البنود الإيجابية، لكنها لا ترقى لما يطالب به المنتفضون، وأهل القدس وذوو الشهداء والأسرى وذووهم، نحن نريد بشكل قاطع لا لبس فيه سحب الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني، وقطع جميع العلاقات معه، ما يعني إلغاء اتفاقات أوسلو وملحقاتها تماماً، وتحديد جميع أشكال النضال وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، وفق هذا سيكون المجلس عاجزاً وغير قادر، بمن يتربع على قيادته من أصحاب قرار بإلغاء اتفاق أوسلو.

• كيف ترى مستقبل السلطة الفلسطينية، وهل من العبث استمرارها؟
سلطة تخدم الاحتلال لا يريدها شعبنا، نريد سلطة وطنية تخدم أبناء الشعب وفق قوانين ومعايير وطنية وتنفذ قرارات المؤسسات الفلسطينية، وتقطع صلاتها مع الاحتلال نحن معها.

• باعتقادك هل صفقة القرن ستحمل في ملامحها تصفية للقضية الفلسطينية وقضايا اللاجئين؟
ليس فقط بملامحها، بل هي تأتي بهدف تصفية القضية الفلسطينية، أما قضية اللاجئين فقبل هذه الصفقة أو الصفعة كان أوسلو قد تخلى عنها، الظروف في الوقت الراهن تخدم الاحتلال، لذلك يسعى مع حليفه العضوي أميركا لإنهاء قضية اللاجئين رغم القرار الدولي 194، وتعتبر قضية اللاجئين جوهر القضية الفلسطينية، فإذا تمت تصفية الجوهر حتماً سوف تتم فكفكة القضية برمتها وتصفيتها هذا في حساباتهم، وأما حسابات الشعب الفلسطيني وقيادته الثورية الحية فشيء مغاير، ونعمل على إفشال مخططاتهم، ومعنا الشرفاء من أمة العرب والحلفاء والأصدقاء.

•هل تتوقعون حرباً على غزة أو على جبهة لبنان في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية؟
سياسة حكومات اليمين الصهيوني أكثر حذراً بإعلان الحرب، وأعتقد أن الأوضاع الداخلية الصهيونية فيها ضعف، وقد يدفع هذا إلى الهروب للأمام بإعلان حرب على غزة، مع أن هذا سيكون مخاطرة كبيره من جهتهم خشية أن يحدث تحول على الصعيد الدولي، ونحن نشاهد أن واشنطن باتت وحدها ودورها ينحسر، يبقى القول إن إعلان حرب على غزه احتمال قائم لكنه ضعيف، في حين شن حرب على لبنان بنظري في هذه الظروف بعيد.
• في ظل البطء في تنفيذ المصالحة هل تتوقعون اختراقاً في هذا الملف، وكيف سيكون مستقبل غزة إذا فشلت المصالحة؟
برأيي لن يحدث اختراق بالمصالحة، مع أن هذا المفهوم لا يعبر عما هو مطلوب. المطلوب بناء وحدة وطنية تقام وفق برنامج سياسي وكفاحي وشراكة وطنية.
لن يحدث هذا ما دام أبو مازن يتحكم بالمؤسسات والقرارات، وستبقى العلاقة بين الفريقين أو كل الفصائل رهن التجاذبات وتحميل المسؤوليات، ما يعني أن ظروف غزة لن تتحسن للأسف، والدور المصري كما يبدو غير فعال في التخفيف عن غزه.

•كيف تبدو العلاقة الفلسطينية السورية في ظل التطورات الراهنة وكذلك العلاقة مع طهران؟
بعد هزيمة قوى الإرهاب وداعميه على الأراضي السورية، بات واضحاً تبلور محور المقاومة، الذي يتشكل من سورية وإيران، والمقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ومتوقع أن يتسع هذا المحور، ويحظى بدعم روسي استجابة للمصالح الروسية وغيرها من الدول، وعليه نحن موضوعياً جزء من هذا المحور والعلاقة مع سورية عميقة وتحالفية، ونحن على قناعة أن التدخل الخارجي سواء كان عربياً أم عالمياً بسورية ودفعها لحرب شرسة هدفها تدمير قدرات سورية، وإحداث تغيرات جوهرية جاء لكسر مواقفها الداعمة والمساندة لفلسطين تاريخياً، ومنع وإضعاف المساعدة الإيرانية، حتى يقود هذا لإضعاف المقاومة اللبنانية، وبوضوح تام أن خياراتنا هي التحالف مع إيران، التي لا تدخر فرصة للإعلان عن دعمها بكل الإمكانات لفلسطين، وندعو جميع القوى والفصائل الفلسطينية أن تحسم تحالفها بقوة مع محور المقاومة وعدم الرهان على الأعداء وفي مقدمتهم أميركا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن