سورية

4 كيلو مترات تفصله عن قواته المتقدمة من شرق «أبو الظهور» العسكري … الجيش يقترب من السيطرة على كل ريف حلب الجنوبي الشرقي

| حماة – محمد أحمد خبازي – حلب- الوطن – دمشق – الوطن – وكالات

واصل الجيش العربي السوري تقدمه في ريف حلب الجنوبي الشرقي وسيطر على قرى ومناطق جديدة مقترباً من بسط هيمنته على كل الريف الحيوي ومختصراً المسافة التي تفصل وحداته المتقدمة من هذا المحور عن قواته المتقدمة من شرق مطار أبو الظهور العسكري إلى نحو 4 كيلو مترات.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش استطاع أمس وإثر اشتباكات عنيفة مع مسلحي جبهة النصرة الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معها مد نفوذه إلى قرى رسم كركور وجب الزيدة وباكات وبلوزة وربيعة وحانوتة وقيقان والمنطار والأيوبية في ريف حلب الجنوبي الشرقي الذي هيمن فيه على عشرات القرى وتمكن من السيطرة على الطريق الذي يصل بلدة خناصر بمدينة حلب من دون المرور بمدينة السفيرة عن طريق حلب الجنوبي عبر بلدة تل الضمان التي حررها في اليوم السابق وجبل الأربعين.
وبيّن المصدر، أن الجيش تابع زحفه في المنطقة الواقعة إلى الشمال الشرقي من الطريق الواصل بين تل الضمان وجبل الأربعين وأحكم سيطرته على قرى النعمانية وبويضة صغيرة وبويضة كبيرة ومشرفة البويضتين والواجد ووادي جبل المدور ووادي الصنوع، ولفت إلى أنه استمر بتمشيط القرى الـ20 التي حاصرها داخل الجيب الواقع في المحور الشرقي من طريق خناصر جبل الأربعين.
وكان الجيش بدأ عملية عسكرية من حلب عبر 3 محاور باتجاه «أبو الظهور» العسكري الأول من ريف خناصر الجنوبي الغربي وسيطر فيه على بلدة الحاجب وأكثر من 40 قرية أخرى والثاني من ريف حلب الجنوب ووصل فيه إلى تل الضمان والتقى مع وحداته المتقدمة من المحور الأول على حين سيطرت وحداته في المحور الذي انطلق من ريف السفيرة الجنوبي على 24 قرية، واقترب من ريف المطار العسكري من جهة الشرق.
وأشار خبير عسكري لـ«الوطن» أن الجيش اتبع تكتيكاً عسكرياً فذاً مكنه من بسط نفوذه على جبل الحص، الذي يضم زهاء 250 قرية ومزرعة كانت تهيمن عليها «جبهة النصرة»، مقترباً من الجهة الشرقية لـ«أبو الظهور» العسكري بعملية التفافية تجاوز فيها حروب الإلهاء التي شنتها الميليشيات المسلحة المحسوبة على تركيا في ريف المطار الجنوبي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وفي ريف حماة الشمالي.
ولم تمنع الأمطار المتفرقة الوحدات العسكرية العاملة في أرياف حماة وإدلب من متابعة مهامها القتالية ضد «جبهة النصرة» وحليفاتها من الميليشيات المسلحة، بل واصلت ضرباتها المكثفة للإرهابيين في مختلف المحاور.
وبيَّن مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي أغار على مواقع وتحركات لـ«النصرة» في ريف حماة الشمالي وقطع إمداداتها لريف إدلب الجنوبي الشرقي، على حين خاضت وحدات مشتركة من الجيش والقوات الرديفة اشتباكات ضارية مع الإرهابيين بمؤازرة الطيران الحربي والمدفعية على محاور قرى أبو عمر وسروج ومزارع الحسيان شمالي عطشان ورسم الورد واسطبلات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وكبدتهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وأكد المصدر، أنه عرف من الإرهابيين القتلى المدعو أبو محمد سحال، وهو أحد المسؤولين العسكريين في ما يسمى «جماعة جند الملاحم» التابع لتنظيم القاعدة في سورية، والمدعو قسورة ملاحم وهو قيادي سابق في «جند الأقصى» وأحد المسؤولين الحاليين في «جند الملاحم» أيضاً.
وأشار المصدر إلى اعتراف مواقع معارضة بمقتل العشرات من الإرهابيين خلال الأيام القليلة الماضية، ومنها المرصد السوري المعارض الذي اعترف بمقتل أكثر من 67 مسلحاً بينهم 5 مسؤولين من «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها وإصابة آخرين، بنيران الجيش في ريف إدلب الجنوبي الشرقي خلال الـ72 ساعة الماضية فقط».
كما استهدف الطيران الحربي مواقع في المنطقة الصناعية بإدلب حيث يتم تحضير السيارات المفخخة وصيانة آليات المسلحين، ما أدى إلى تدميرها ومقتل العديد من الإرهابيين وإصابة آخرين إصابات بالغة.
كما استهدف سلاح الجو الحربي مواقع المسلحين في معرة النعمان في ريف إدلب بعدة ضربات جوية.
في المقابل، ادعت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، بأن انسحاب الجيش يستمر من محيط مطار أبو الظهور العسكري، وسط اشتباكات مع الميليشيات المسلحة و«النصرة»، على حين زعمت مواقع إلكترونية معارضة بأن «النصرة» استعادت أربع قرىً، في الجهة الجنوبية لمطار «أبو الظهور» العسكري، جنوبي إدلب.
وأشارت وكالة «إباء» التابعة لـ«النصرة» إلى أنها سيطرت على كل من رسم العبد، رسم الورد، إسطبلات، وسروج.
في الأثناء، عثرت وحدة من الجيش على لوحة فسيفسائية من العصر البيزنطي خلال استكمالها عمليات تمشيط محيط بلدة عقيربات في ريف حماة الشرقي لرفع المفخخات وتفكيك الألغام التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي قبل اندحارهم، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء.
جنوباً تواصلت الاشتباكات بين الجيش والنصرة وحليفاتها من الميليشيات المسلحة في درعا البلد، بالتزامن مع قصف لقوات الجيش الجيش بالقذائف المدفعية، على تجمعات المسلحين بعد مواصلة الميليشيات خرقها لاتفاق منطقة «خفض التصعيد».
من جانبها، قالت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» على صفحتها في «فيسبوك»: إنه تم «تسجيل خروقات متمثلة برمايات عشوائية من التنظيمات المتمردة في منطقة خفض التصعيد في مدينة درعا جنوبي البلاد، لا بد للمجموعات المتمردة أن تعي خطورة التصعيد الذي سيؤدي إلى حدوث صدام عسكري واسع مع القوات الحكومية».
وأما في جنوب دمشق، فقد أفادت مصادر أهلية بإصابة المسؤول العسكري لـ«كتائب أكناف بين المقدس» خلال الاشتباكات مع مسلحي داعش على جبهة حي الزين الفاصل بين الحجر الأسود وبلدة يلدا.
وأما في شرق البلاد، فقد كثف تنظيم داعش هجماته على مواقع «قوات سورية الديمقراطية – قسد» شرقي دير الزور، محاولًا التخفيف من حدة المعارك التي تستهدفه في الجيب الذي يسيطر عليه على الحدود السورية العراقية.
وذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم أن داعش قتل سبعة مسلحين من «قسد» بعد استهداف تجمعهم بصاروخ موجه شرق قرية الباغوز قرب الحدود العراقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن