شؤون محلية

عدو الغابات الأول

محمد أحمد خبازي : 

لا أعتقد أن النار هي العدو الأول للغابات، على الرغم من خطورتها عليها، والأثر البالغ والفادح الذي تتركه فيما تصل إليه من أشجارها الباسقة والمعمَّرة، والطبيعية والصناعية!!.
بل أُجزم أن العدو الأول للغابات هو الإنسان الذي يرى في الغابة مشروعا للتفحيم، أو الإفادة من خشب أشجارها، في جني مال بأسهل الطرق وأسرعها.
بلى، هو الإنسان المستهتر الذي يرمي عقب سيجارته من نافذة سيارته أو السرفيس الراكب فيه، على جوانب الطرقات التي نبتت فيها واستطالت أعشاب ونباتات يبَّستها الشمس اللاهبة وصيَّرتها وقودا سريع الاشتعال.
بلى، هو الإنسان الذي يقصد الغابة أو المحمية أو الجبل، للتنزه والترويح عن النفس، فيشعل النار للشواء من دون أي اهتمام أو تقدير لما يمكن أن تسببه بقايا الجمر التي يتركها من دون إخماد تام.
بلى، هو الإنسان المسؤول الذي لا يعد الخطط الطارئة لحماية غاباتنا الطبيعية والصناعية من النيران المحتملة في مواسم الحرائق المعروفة، فينام في العسل ولا يخطر له فتح خطوط نار وإعداد العدة المناسبة لإخماد الحرائق، إلا بعد وقوعها والتهامها مئات – إن لم نقل- آلاف الدونمات.
وبالطبع لن نتحدث عن الذين يضرمون النار في الأراضي الزراعية أو تلك الغابات، لحقدهم الفاحم على الوطن، فأولئك لا يمتُّون للبشر بأي صلة، ولا يربطهم بالحياة أي رابط، وبينهم وبين الحضارة بأدنى تبدياتها عداوة منقطعة النظير.
فهم يقتلون كلَّ مَنْ يخالف آراءهم الجهنمية ومعتقداتهم الخبيثة، وكل عاشق وطنه، فهل تريدون منهم أن يعشقوا شجرة أو يحرصوا على خُضرة؟.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن