عربي ودولي

خطاب الرئيس الفلسطيني لم يعجب حماس ولا تل أبيب … عباس: إسرائيل أنهت اتفاق أوسلو والسلطة ترفض «صفقة العصر»

أثار خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس جملة من ردود الفعل الفلسطينية، إذ رأت حماس أن الخطاب لم يرتق إلى مستوى التحديات، أما في إسرائيل فقد وصف خطاب الرئيس الفلسطيني بأنه دليل على «تشتيت في التفكير وتصرف شخص ليس لديه ما يخسره».
ورأت حركة حماس أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لم يرتق إلى مستوى التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، داعية المجلس المركزي إلى «تعديل هذا المسار الخاطئ باتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء أوسلو والتنسيق الأمني».
كما استنكرت الحركة في بيان هجوم عباس على القيادي فيها محمود الزهار، وأضافت أنها لن ترد «تقديراً لحساسية المرحلة وحفاظاً على الوحدة الوطنية»، مشددة في الوقت نفسه على أن «تاريخ الزهار ومواقفه المسؤولة من أجل تحقيق المصالحة أكبر من أن تنال منها بعض العبارات المنفلتة».
وفي السياق، قال رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد إن على المجلس المركزي «الاتفاق على برنامج موحد لمواجهة المرحلة الحالية»، مشدداً على «ضرورة مواجهة قرار «الرئيس الأميركي دونالد» ترامب بشأن القدس».
أما رئيس «لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل» محمد بركة، فقد صرّح بدوره قائلاً إن «هذه المرحلة هي مرحلة الوحدة الفلسطينية»، مؤكداً «ضرورة تحميل إسرائيل مسؤولية ما ترتب عن عدم تنفيذها اتفاق أوسلو».
وكذلك نائب الأمين العام لــ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أبو أحمد فؤاد، الذي دعا الرئيس الفلسطيني إلى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وإلغاء اتفاق أوسلو، وأضاف للميادين أن «خطاب عباس كان فيه الكثير من المفاجآت السلبية التي لا تعبر عن آراء الشعب الفلسطيني».
من جهتها، رفضت «حركة الجهاد الإسلامي» تصريحات عباس التي قال فيها إن الحركة «لا تعمل في السياسة».
وقال القيادي في «الجهاد» بالضفة الغربية جعفر عز الدين، إن الحركة «لا تنتظر من أحد أن يقيّم نشاطها السياسي وغير السياسي»، مؤكداً أن الحركة «حركة سياسية وعسكرية ولها برنامجها السياسي الذي يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني كاملة متكاملة».
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي رفضها المشاركة في اجتماع مجلس منظمة التحرير الفلسطينية، مبررة ذلك بــ «عدم جدية بعض الأطراف في اتخاذ قرارات تنهي اتفاق أوسلو وتدعم المقاومة كخيار وحيد لتحرير فلسطين».
وتأتي هذه المواقف الصادرة عن أكثر من جهة سياسية فلسطينية، إثر خطاب لعباس قال فيه إنّ إسرائيل أنهت اتفاق أوسلو وإنّ السلطة ترفض صفقة العصر التي وصفها بصفعة العصر متوعداً بردّها.
وتطرق عباس في خطابه إلى القيادي في حماس محمود الزهار، قائلاً: «تمنّيت على قيادة حماس عدم التناغم مع مواقف محمود الزهار»، الذي وصفه بأنه «طويل اللسان»، داعياً إلى تحديث منظمة التحرير و«نفضها وتجديدها»، وكذلك العمل على عقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني.
إسرائيلياً، تطرق وزير الأمن أفيغدور ليبرمان إلى خطاب عباس واصفاً بأنه «خطاب خراب بيت أبو مازن»، مضيفاً في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي «هو خطاب يدل على تشتيت في التفكير، وخسارة دعم العالم العربي المعتدل وبالطبع التخلي عن المفاوضات». وقال ليبرمان إن الرئيس الفلسطيني «يتصرف بصبيانية وعدم مسؤولية».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عمن وصفته بــ«مسؤول رفيع المستوى في حاشية «رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين» نتنياهو، قوله إن خطاب عباس يدل على «تشتيت في التفكير وتصرف شخص ليس لديه ما يخسره».
أما صحيفة «إسرائيل اليوم» فقد نقلت بدورها عن مصادر فلسطينية في رام الله أن الرئيس عباس «قرر كسر الأواني مع ترامب»، وذلك بعد حديثه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وبحسب مصادر الصحيفة الإسرائيلية فإن «أبو مازن أجرى حديثاً هاتفياً مع ولي العهد السعودي الذي أوضح له أن السعودية تدعم على نحو جارف «صفقة القرن» التي عرضها ترامب والتي تتضمن من بين الأمور اقتراحاً أن تكون أبو ديس عاصمة فلسطينية»، مشيرة إلى أن «أبو مازن خاب أمله من الموقف السعودي».
من جانبه، اعتبر موقع «والاه» أن خطاب عباس «رسم صورة زعيم في نهاية طريقه السياسي، ومن الواضح جداً أنه يعرف هذه الحقيقة أيضاً».
وفي سياق آخر أصيب عشرات الفلسطينيين أمس بحالات اختناق خلال تصديهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت بلدة قباطية جنوب جنين.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن