عربي ودولي

لقاء جوائز الترضية…كيري ولافروف يرتبان دور السعودية في المنطقة

 الوطن – وكالات : 

بدأت واشنطن وموسكو ترتيب أدوار القوى الإقليمية في المنطقة، وذلك مباشرةً بعد أن فرغتا من المفاوضات النووية مع إيران. السعودية التي خرجت بخفي حنين من لعبة الصراع بالشرق الأوسط، وفشلت في فرض إرادتها في اليمن، على الأقل حتى الآن، باتت أكثر تجاوباً مع الرغبات الدولية، علها بذلك تحصل على فتات الموائد الدولية وبعض جوائز الترضية.
ونهاية شهر حزيران الماضي، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين أوراق تحالف إقليمي يجمع سورية مع دول المنطقة «بما فيها السعودية وتركيا والأردن»، لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي. ومضى السفير الروسي لدى بيروت ألكسندر زاسبكين أبعد من ذلك عندما أشار مؤخراً إلى وجود دور روسي لإعادة الحرارة إلى معادلة «س. س» أي بين سورية والسعودية.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية أمس أن الوزير سيرغي لافروف سيبدأ زيارة إلى العاصمة القطرية اليوم الأحد تستمر ليومين، يبحث خلالها قضايا تسوية الأزمة السورية ومكافحة تنظيم داعش.
وأكدت الوزارة في بيان لها، نقله موقع «روسيا اليوم»، أن لافروف سيعقد خلال زيارته الدوحة، لقاء ثلاثياً مع نظيريه الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير.
ووفقاً للبيان سيجري وزير الخارجية الروسي جولة من المفاوضات مع كبار المسؤولين القطريين حول جملة من المواضيع تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين ومواقفهما من أهم القضايا الإقليمية والدولية، على رأسها التسوية السلمية في سورية واليمن وليبيا مع التركيز على مهمة توحيد جهود المجتمع الدولي لإيجاد حلول مقبولة من الجميع للأزمات الحادة المستمرة في البلدان المذكورة، إضافة إلى مسألة التصدي لخطر الإرهاب بشكل منسق وفعال، الذي تمثله تنظيمات مثل داعش و«القاعدة» وغيرها.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن المباحثات مع القطريين ستركز على تعزيز الاستقرار في منطقة الخليج، موضحةً أن الجانب الروسي سيلفت اهتمام قطر إلى المبادرة الروسية لإنشاء منظومة الأمن الجماعي في هذه المنطقة الإستراتيجية، التي ستفعلها موسكو خلال السنوات الأخيرة، لافتةً إلى أن المباحثات ستناقش أيضاً، وبالتفصيل، دور إيران ومكانتها في الشؤون الإقليمية بعد التوصل إلى الاتفاق بشأن برنامجها النووي.
وبالعودة إلى اللقاء الثلاثي في الدوحة، فإنه يعقد وسط تقارب أميركي روسي حول سورية، ظهر في دعم الجانبين لخطة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الجديدة، وأيضاً في بروز مؤشرات إلى إمكانية حصول رعاية مشتركة روسية أميركية لمشاورات «موسكو 3»، التي تحضّر لها الدبلوماسية الروسية بين الحكومة السورية وكيانات وشخصيات من المعارضة. والخميس الماضي، رجح مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أن تعقد الجولة الثالثة من مشاورات موسكو قبل نهاية الشهر المقبل، من دون أن يستبعد أن تكون هذه الجولة «جزءاً من عملية أوسع نطاقاً، وربما بمشاركة روسيا والولايات المتحدة، وبطبيعة الحال، نحن ندعم المشاركة الفعالة للأمم المتحدة في مثل هذه الاتصالات ممثلة بدي ميستورا ونائبه».
كما أن اللقاء الثلاثي، الذي استبعد منه القطريون، يأتي وسط أنباء عن اتفاق سوري عراقي على شن عملية برية مشتركة تستهدف داعش في كل من الأنبار ودير الزور، بالتعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وأشارت تقارير إلى أن المشروع أميركي، طرحه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر على العراقيين مؤخراً، ونال موافقة كل من دمشق وبغداد، وأيضاً الدعم والتأييد من إيران.
وإذا ما صحت هذه التقارير فإنها تشير إلى إخفاق مساعي السعودية والأردن للمشاركة في حملة الأنبار ودير الزور من بوابة دعم وتسليح عشائر المحافظتين. وسبق للسعودية أن فشلت في تمكين «الجبهة الجنوبية» من إحكام سيطرتها على محافظة درعا بالكامل، نتيجة مقاومة الجيش السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن