عربي ودولي

الأونروا تحذّر من تداعيات قرار وقف التمويل على اللاجئين الفلسطينيين … «المجلس المركزي» يطالب بوقف التنسيق الأمني وبتعليق الاعتراف بإسرائيل

أعلن المجلس المركزي الفلسطيني في بيانه الختامي لاجتماعه الإثنين تكليفه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تعليق الاعتراف بإسرائيل، مجدداً المطالبة بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
وجاء التصويت على قرارات المجلس المركزي بأغلبية 72 صوتاً وامتناع 10 أعضاء عن التصويت، ورفض 3 أعضاء وغياب عضوين.
وأكّد البيان الختامي الذي تلاه رئيس المجلس سليم الزعنون أن الهدف المباشر للمجلس هو استقلال دولة فلسطين، رافضاً الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وأوضح أنه تمّ تكليف اللجنة التنفيذية تعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وإلغاء قرار ضمّ القدس الشرقية ووقف الاستيطان.
وأوصى البيان اللجنة التنفيذية أيضاً بالانفكاك من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرسها اتفاق باريس الاقتصادي، وذلك لتحقيق استقلال الاقتصاد الوطني، والطلب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومؤسسات دولة فلسطين البدء في تنفيذ ذلك.
وأوصى الزعنون برفض ما يسمى صفقة القرن التي لا تلبي حقوق الفلسطينيين، مطالباً الأمم المتحدة برعاية العملية السلمية وأكد التزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعملية السلام وفق قرارات الشرعية الدولية، مضيفاً: إن المجلس يعلن إدانته ورفضه لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس، معتبراً أن الإدارة الأميركية لم تعد وسيطاً نزيهاً لعملية السلام.
وشدد الزعنون على عدم قبول أي صفقات أميركية، ورفض أي طروحات للحلول الانتقالية.
وإذ أكد البيان الختامي ضرورة استمرار جميع أشكال المقاومة السلمية وحق الفلسطينيين بحق مقاومة الاحتلال، حيّا صمود الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وطالب البيان الدول العربية بقطع العلاقة مع إسرائيل، وشدد على ضرورة تفعيل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، لافتاً إلى رفضه التهديدات الأميركية بوقف تمويل منظمة الأونروا. كما أدان تسريب الكنيسة الأرثوذكسية أملاك الكنيسة إلى إسرائيل.
وفي أول تعليق على قرارات المجلس المركزي قالت حركة حماس: إن القرارات أمام اختبار التنفيذ الفعلي على الأرض.
وصرح الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس فوزي برهوم: إن «الاختبار الحقيقي لما صدر عن المجلس المركزي من قرارات هو في الالتزام بتنفيذها فعلياً على الأرض ووضع الآليات اللازمة لذلك».
وبحسب برهوم فإن في مقدمة القرارات الواجب تنفيذها ترتيب البيت الفلسطيني وفق اتفاق القاهرة عام 2011 والتصدّي لمتطلبات المرحلة المهمة في تاريخ القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال.
وفي سياق آخر طالبت وكالة الأونروا أصحاب القرار بتمويلها وبفصل القضايا السياسية عن الإنسانية، وقد حذّر مسؤولو المنظمة في قطاع غزة من أن قرار وقف التمويل سيؤدي إلى تدهور أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الإنسانية.
وقال مدير وكالة الأونروا في غزة ماثياس شمايل: «كجزء من إدارة الأنوروا نطالب كل من يتخذ قراراً بتمويل الوكالة، بفصل الاعتبارات السياسية عن تلك الإنسانية».
وأضاف: «علينا استكمال الخدمات الإنسانية والإنمائية كما الصحية والتعليمية للفلسطينيين إلى حين التوصل إلى حل عادل لمسألتهم. الأمر يقلقنا فنحن نعمل مع الدول المعنية لتأمين التمويل اللازم لهذه السنة».
وفي السياق عينه، ذكرت الأمم المتحدة أنها ستبحث عن مصادر تمويل جديدة للأونروا في حال تخفيض الدعم الأميركي. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه أنها لم تتلق أي إخطار رسمي من واشنطن بشأن تخفيض الدعم الأميركي للوكالة.
وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستافان دوغريك أنه «من المهم أن ندرك أن التفويض، الذي تعمل بموجبه الأونروا، هو تفويض منحته لها الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وأضاف: «الأونروا تقدّم خدماتها لأكثر السكان ضعفاً في منطقة الشرق الأوسط وموقفنا من تخفيض الدعم الأميركي هو أننا سننتظر ونرى ما سيحدث.. نحن على دراية بالتقارير التي تتحدث عن ذلك لكن لم يصل إلينا أي شيء رسمي».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد هدد بقطع المساعدات عن الفلسطينيين، في حال عدم عودتهم إلى طاولة المفاوضات مع «إسرائيل».
وعما يتعلق بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد الماضي، التي أكد فيها عدم قبوله بأن تكون الولايات المتحدة وسيطاً في أي عملية سلام مع الاحتلال الإسرائيلي، أشار دوغريك إلى أن «الأمر شديد الحساسية.. نريد أن نرى الطرفين على طاولة المفاوضات استناداً إلى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة».
من جهته، حضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تصفية منظمة الأونروا بعد تجميد ترامب المساعدات، حيث ردّت وكالة الأونروا سريعاً على تصريحات نتنياهو إذ أكد المتحدّث باسمها كريس غانيس أن ولاية الوكالة منبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وتستمر إلى حين تحقيق تسوية دائمة لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وشدّد غانيس على أن «الأمم المتحدة منحت الأونروا دعماً قوياً وواسعاً لنشاطها الإنساني والتنموي وأنّ الأمم المتحدة تثني على مساهمة الأونروا في إطار تعزيز السلم والأمن عبر عملها مع أكثر أهالي الشرق الأوسط تهميشاً».
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، سبعة أطفال، بعد أن داهمت منازلهم في حي جبل الزيتون في القدس، وحوّلتهم إلى أحد مراكز التحقيق والتوقيف في المدينة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الناشط المقدسي خالد الزير وطفله وشاباً آخر، أثناء تصديهم للمستوطنين في حي الثوري ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
(الميادين- وكالات فلسطينية)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن