قضايا وآراء

أيقونة الصمود والمجد والانتصار

باسمة حامد : 

بات الحديث عن الجيش العربي السوري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفردات الدهشة والإعجاب، فحتى مراكز الدراسات والأبحاث المعادية تتوقف مذهولةً أمام صموده بوجه الإرهاب العالمي للعام الخامس على التوالي، في حين تنتقد «تحالف واشنطن الدولي» وتسخر من آليات عمله ونتائجه المتواضعة في الحرب على «داعش»!!
فالجيش العربي السوري صنع المعجزات ونجح بإسقاط الرهانات وقلب التوازنات، وبرهن على أنه القوة الوحيدة المنظمة والمتماسكة القادرة على هزيمة الإرهاب بالمدى المنظور في ظل معطيات عديدة تؤكد أنه يحتل الصدارة في هذا المجال حيث قضى على آلاف الإرهابيين منذ بدء الحرب على سورية وهو ما عجز عن إنجازه أي جيش تقليدي آخر.
ولذلك، وفي هذه اللحظة الفارقة التي تشهد محاولات بائسة «للعربشة» على معجزة الانتصار السوري الآتي قريباً بإذن الله، من حق المؤسسة العسكرية السورية وإنصافاً لدماء شهدائها الأبرار تسليط الضوء على إنجازاتها وتكريس تجربتها الميدانية كنقطة مضيئة ومشرّفة في المشهد الراهن، وهذا الأمر يتطلب بالضرورة تظهير الحقائق التالية:
1- خصوصية الجندي السوري وما يحمله من ولاء وانتماء وفكر مقاوم وصبر وشجاعة قلّ نظيرها وهي عوامل تجعله يقاتل بمعنويات عالية وصلابة واستبسال واستعداد للاستشهاد وباستماتة للدفاع عن بلده وتصميم على اجتثاث الإرهاب.
2- البنية التنظيمية والعقائدية للجيش وامتلاكه لزمام المبادرة وخبراته المكتسبة في حرب الشوارع والأزقة والأبنية والعشوائيات والأنفاق، وتكيفه مع مختلف الظروف المناخية، وتطور أدائه على مختلف الجبهات،.. إنجازاته.. حرفيته العالية، وتأقلمه مع البيئات الجغرافية المتنوعة (سهول، تلال، جبال، مغاور، كهوف، غابات.. إلخ)، وأيضاً قدرته على التعامل مع كل أشكال التحديات التي تعترضه من حصار وصعوبات لوجستية كنقص الإمدادات في الماء والدواء والطعام والذخيرة.
3- شعوره بالمسؤولية ووعيه لأهمية دوره على المستوى الوطني والقومي استراتيجياً وسياسياً، والانعكاسات الإيجابية لصموده الأسطوري على محور المقاومة، فبعد خمس سنوات من الحرب الظالمة على سورية انقلب المشهد رأساً على عقب، فأصبح الحل السياسي مطلباً دولياً، والمعارضات العميلة تشرذمت ووُضعت على اللوائح السوداء، ومن وقف خلفها اكتشف أخيراً أن حزب اللـه ليس منظمة إرهابية وأن إدارة الظهر لإيران لم تكن خياراً صائباً، وأن استهداف سورية كبلد نموذج للتعايش السلمي ومنارة للدين الإسلامي المعتدل كان السبب المباشر في انتشار الفكر الوهابي المنحرف وتمدد الفوضى وتوسع الجماعات الراديكالية المتطرفة!!
4- الثقة العارمة بالجيش كمؤسسة وطنية ملتزمة التزاماً مطلقاً بالتصدي للتبعية ومشاريع الهيمنة الصهيونية وبصيانة الحقوق العربية وبمعاداة «إسرائيل»، ومخلصة لقضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ومشروعها الحفاظ على الوطن ومشروعيتها مستمدة من حرصها على وحدة البلاد ومصالح مواطنيها، وهذه العوامل لا تتوافر عند الطرف الآخر باعتبار المشروع التكفيري متعدد الجنسيات وينفذ أجندات خارجية مشبوهة (التخريب، التدمير، القتل) ويفتقر للمشروعية الأخلاقية والوطنية والدينية، وهو ما يفسر هروب المدنيين من المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش.
فتحية الإجلال والإكبار إلى أيقونة الصمود والمجد والانتصار في عيده السبعين.. تحية إلى الجيش العربي السوري الأبي البطل الذي سطّر الملاحم ورفض الخضوع ففضح «الثورات» المزيفة وكشف ازدواجية الغرب ووحشية التكفيريين، ومنع تقسيم سورية وغيّر مسار الحرب في المنطقة، وفرض على الآخرين خيارات جديدة: «إذا أراد العالم القضاء على الإرهاب فعليه أن يكفّ عن إلحاق الضرر بالحكومة السورية والتوقف عن دعم الفصائل المسلحة التي تقاتلها»!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن