ثقافة وفن

لا أفتش عن دور البطولة لأن المهنة ليست مهنتي … حسام تحسين بك لـ«الوطن»: «الكندوش» هو فزعة ونصرة حتى أعيد الصورة الحقيقية للبيئة الشامية … أغلب التكريمات كانت من شركات خاصة وليس من الدولة وربما لأن هناك اهتمامات أخرى أهم!

| سارة سلامة

رغم أنه دخل عالم التمثيل مصادفة ومفارقة بحياته، حيث كانت الفنون الشعبية التي دخلها للتسلية الباب الذي فتح له الطريق وجعل من الفن يدأب له، ولكنه ما زال إلى اليوم يعتبر هذا الوسط هو مهنة يعتاش منها ولم يطمح يوماً أن يكون فناناً ونجماً لامعاً.
الفنان الكبير حسام تحسين بك الذي تعددت مواهبه من مؤدّ إلى كاتب نص وملحن ومصمم رقصات، وهو الرومانسي الذي عايشنا حالة العشق ومرارة الفراق بكلماته الصادقة في أغنية «نتالي»، والوطني الذي عبر عن انتمائه في تجربته المسرحية مع الكبير دريد لحام، والذي أشبعنا ضحكاً في سلسلة النجوم «أبو كيروز»، و«أبو طمزة».
وهو فنان بسيط وجميل ويتمتع بروح مرحة ومحببة، وفي منزله الدافئ هو الأبٌ الحنون والجد العطوف، ونرى أبناء راكان ونادين يركضون إلى حضنه بشغف كبير، وليس الأطفال فقط بل هذه الحميمية جعلت من 26 قطة تلتحف بنافذة شرفته منتظرةً طعامها اليومي.
حسام أفاض في حديثه لـ« الوطن» متمنياً من خلالها أن يصل صوته ويعود له حقه في مسلسله «الكندوش» الذي فقد مصيره على أمل أن يبصر الحياة في أقرب وقت ممكن، وكان هذا الحوار..

كيف يتلقف حسام الشائعات التي تنال منه وليس آخرها شائعة وفاته؟
لا أكترث بها أبداً لأنها بكل تأكيد صادرة عن شخص مريض ولديه مشكلة ما، فاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يكون بشكل حضاري وليس لنشر الأخبار والأقاويل الكاذبة التي تلفت الانتباه، وهذا يدل على التخلف الموجود بيننا، لذلك الموضوع لا يشكل أي اهتمام لي، وفي النهاية كلنا سوف نموت فما الإنجاز الذي يحققه البعض بنشر أخبار كهذه، ويكون ردي دائماً بالتزام الصمت وخاصة أنني لا أملك أي حساب شخصي على هذه المواقع.

ألا تقتنع بمواقع التواصل الاجتماعي؟!
لا لأننا لا نستخدم هذه المواقع بالشكل الصحيح والحضاري وبعيداً عن العقد، وهناك الكثير ممن يكتبون باسمي أو يوجهون شيئاً لي، وأنا من الناس الذين ليس لديهم مشاكل، وأحب الناس وهم كذلك يبادلونني الحب.

حسام ممثل، موسيقي، مطرب، مصمم رقصات.. ما أحبها إليك؟
لا أرى نفسي في أي مكان لأنني جئت مصادفة إلى الوسط الفني، ولم أسع في حياتي لذلك بل إن هذه المهنة هي التي دأبت إليّ، وعندما طلبني دريد لحام لأقوم بالتمثيل في المسرحية بعد أن شاهد عدة رقصات لي في التلفزيون، بدأت معه في المسرح ولم أكن أفكر قبل ذلك بالدخول إلى هذا العالم، وكنت قد دخلت الفنون الشعبية للتسلية، ووجدت نفسي أكتب وألحن وأصمم اللوحات التي أقوم بها وأضع لها اللحن والكلمات من غير التفكير بالقيمة أو بالحالة.
وهذا ما جعل من اسمي يغيب عن الكثير من الأغاني ولم تعد تنتمي لي، فهم غيبوني وأنا غيبت نفسي، حيث لم أضع ملكية للكلمات أو الألحان التي ألفتها، وخاصة أنني لست بياع نص ولا أبيع موسيقا، فأنا أقدم ذلك من غير مال، ربما هذا ما جعلهم لا ينسبونها لي بالاسم والحقيقة أنا أستغرب من ذلك، وربما نحن نعاني مشكلة في هذا البلد فنحن بطبعنا نهلل لكل إنسان غريب، وكمثال على ذلك فإن عبد الحليم حافظ انطلق من سورية وهذا كلامه هو والموجي حيث طردا من الإسكندرية، وأتيا إلينا وكانت الإذاعة تفطرنا وتغدينا وتعشينا عبد الحليم، وكذلك في لبنان يصنعون نجم غناء من لا شيء، وبمصر يصنعون نجم تمثيل، أما نحن فكل يصنع نفسه فالفرد هو الذي (يخرمش) ويجتهد حتى يصل، ما من أحد يدعمه أو يسانده.

هل تشعر اليوم بأنك أخذت حقك؟
لم أطلب شيئاً يوماً لأنني وصلت إلى شيء فاق تصوراتي، وكنت بدأت بهدف التسلية وبعدها أصبحت مهنة أعتاش منها.

إلى أي درجة عمل حسام على صنع عائلة فنية؟
تفكيري بالعائلة هو الذي جعلني أمتهن هذه المهنة عندما شعرت بأنني بحاجة إلى المال ذهبت للتلفزيون بصعوبة وسعيت وخرمشت وعملت مدرباً لفرقة التلفزيون لأحصل على مردود إضافي، وفيما بعد توسعت وأسست منزلاً وتزوجت وكونت أسرة.
وعن عائلتي الفنية فابني راكان كان يعمل «ماكيير» وسمعت من الناس أنه دخل التمثيل حيث كنت قد أحضرت له أكثر من عمل ورفض ذلك، ودخل بلوحات مثل (كلشي ماشي)، وغيرها.. ، ولكنه غاب عن الوسط في الفترة الأخيرة لسفره إلى جورجيا وهو الآن عاد وينوي العمل مجدداً في التمثيل.
أما نادين فلدي إحساس بأنها طاقة خطرة والكثير لا يعلم إلى الآن شيئاً عنها فهي تكتب وتلحن وتخرج ولكنها كسولة ولا تتمتع بطموح مثلي، وهي خريجة أدب فرنسي وأنا من أدخلها عالم التمثيل عندما وجدها ملت من الجلوس في المنزل وقدمتها في عمل لهشام شربتجي عبارة عن 18 مشهداً، وبعد ترددها عدة مرات وافقت وانطلقت من بعدها.

كيف تنظر إليها اليوم؟
نادين متميزة وهي لا تقبل كل الأعمال وتنتقي بعناية أدوارها ولا تبحث عن البطولة وإنما يغريها الدور بالدرجة الأولى وأهميته.

وكذلك حسام لا يفتش عن الدور البطولي؟
أنا أعمل أي دور لأنني أبسط من البساطة ولا أفكر أين يكون اسمي في الأول أو في المنتصف فهذا كله لا يهم، ولا أفتش عن دور البطولة لأن المهنة ليست مهنتي، وقمت بأعمال كثيرة لم أكن راضياً عنها ولكنني وافقت من أجل الأجر.

تمتلك رومانسية عالية جعلت من أغنية «نتالي» معروفة ومرددة بشكل كبير؟
الأغنية يفوق عمرها 45 عاماً وربما وصلت وانتشرت إلى هذا اليوم لأنها صادقة وحقيقية، وأنا عادة لا أكتب على الورق بل أقول فوراً، ومثل ما قلتها بعد وداعي لنتالي في المطار لتذهب وتشاور جدها من أجل الزواج بي، ولم يرغب أهلها أن تعود مرة أخرى إلى الشام، هذا ما جعلني أشعر وأحس بكل ما حدث وجلست على شرفة منزلي ورحت أدندن «نتالي» ومثل ما قلتها تماماً سمعتها الناس.

ألا تزال هذه الرومانسية موجودة إلى اليوم؟
بكل تأكيد موجودة ومستمرة بيننا لأنه ما من أحد يشبه نتالي وهي أفضل مني بكثير والفرق بيننا بعيد جداً، فهي إنسان طيبة وصادقة ليس لديها مشاكل، وأنا من يصنع المشاكل ولكنها كلها مشاكل بسيطة.

بعد هذا المشوار الفني الطويل كم أنت راضٍ عن مسيرتك؟
لست راضياً وليس لدي أي طموح على الرغم من أنني أملك الكثير من الأفكار لكنني لا أقوم بها، وعملت بدار الأوبرا عرضاً مسرحياً بعنوان: «فن سوري» والعرض كان مميزاً لا يشبه غيره، والآن لديّ عمل مختلف جداً غنائي أيضاً ولكن بصورة مختلفة وهو عمل وطني وتتمة لعمل «فن سوري» في محاولة لإعادة هوية الأغنية السورية الشعبية والاجتماعية، وفي العمل الذي كتبته بعنوان «الكندوش» نستطيع أن نقول عنه بيئة ولكنه جديد لم يتطرق له أحد وفي جعبتي الكثير، لذلك فإنني لست راضياً عن كسلي.

هل حسام ابن هذه البيئة ومترسخ بها؟
أنا سوري وأحب السوريين وكل ما عملته في حياتي تلقفته من بيئتي، فالسوريون علموني التكلم وعلموني الزعل والضحك، وعيشوني بفرحهم ومشاكلهم وكل ما أخذته منهم صورته لهم على الورق وكان بالأعمال التي شاهدوها، وهم مصدري لأننا كسوريين أصحاب بيئة رائعة.
وعندما قررت كتابة عملي الذي حمل عنوان «الكندوش» كان ذلك لأنني أردت التصدي لكل من عبث في البيئة الشامية ولم ينصفها وصدرها إلى العالم العربي بيئة مغلوطة وبصورة مشوهة.

حسام ينتقد البيئة الشامية التي عمل فيها؟
لا شيء اسمه الشاغور هجم على الميدان، وتصوير كبارية الحارة متآمرين على بعضهم، والنساء ثرثارات وصاحبات مكائد، هذا كله يقدم بشكل مغلوط لأن الست السورية كانت تتمتع بحكمة عالية وتدير منزلاً كاملاً يحتوي على مجموعة من الكناين، وتقوم بإدارته وإدارة المصروف وصاحبة عقل وامرأة متزنة والنساء السوريات كنّ مفكرات وسياسيات وشاعرات ومثقفات، فلماذا نعمل على ترسيخ وتصدير صورة على أنها ثرثارة وتشتم وتكيد المكائد.

عملك «الكندوش» لماذا لم يبصر النور إلى الآن؟
العمل مؤلف من 60 حلقة وهدفي منه هو تصحيح صورة أعمال البيئة ولكن مع الأسف الشديد شركة «قبنض»- ولا أعلم إذا هي مؤامرة- أخذت العمل ودفنته بعد أن وعدوني بأنهم سيباشرون العمل فيه بالغد.
وكان لسان محمد قبنض عندما قرأ العمل بأنه سيصرف مبلغ مليار ليرة لإنتاجه لأنه عمل 10 نجوم، وقال لي أنت: «تملك أصابع من ذهب»، ولكن يجب أن تتنازل عنه، وما كان مني إلا أن تنازلت له عن العمل، وكما يقولون باللهجة العامية بعته «بتراب المصاري»، ولم أقبض الثمن، والآن هو لا ينتجه ولا يدفع ثمنه ولا يسمح لأحد أن ينتجه.

برأيك ما السبب الذي يجعله يفعل ذلك؟
لا أعلم وربما لأنه يصوب البيئة الشامية بالشكل الصحيح، وكل من قرأ النص أعجب به وشكرني على هذا الإبداع، ومنهم وائل رمضان الذي سيخرج العمل حيث قال: إنه أجمل ما قرأ في حياته من أعمال البيئة، وربما على أثرها استكبر صاحب الشركة «قبنض».

هل حاولت تصويب أعمال البيئة من خلال عملك؟
بكل تأكيد وأنا إذ أهاجم كتاب البيئة منذ 10 سنوات وفكرت بأن يقولوا لي أنت تهاجمنا إذا أرينا عملك، وأشبه الذين كتبوا البيئة المغلوطة وصدروها للعالم العربي بـ«داعش»، التي خربت آثار وحضارة تدمر، هم لا يقلون خطراً عنها لأنهم يخربون بيئة وعصر بأكمله، وربما من مصلحتهم أن يبقى هذا التشويه وهذا يدل على أن هناك مؤامرة.
وفي الحقيقة كنت قد أخبرت «قبنض» أن العمل وطني وأنا لست تاجر نص، مؤكداً أنني كتبت هذا العمل فزعة ونصرة حتى أعيد الصورة الحقيقية للبيئة الشامية.

ما الحل برأيك، وما الرسالة التي تحب أن توصلها عبر «الوطن»؟
أناشد المسؤولين عبر جريدة «الوطن» الغيورين على سمعة بيئتهم وعلى بلدهم وعلى السوريين، بتصويب التشويه والأغاليط التي تصدر للخارج، لأن العمل الذي كتبته يعيد صورة السوري، وأدبيات وأخلاقيات بيئتنا، وأنا لا أقول: إن هذه البيئة لا تحتوي على سلبيات ولكن بالشيء المعقول، وعملي يمتد بين عاميّ 1938، 1940 وهو يتحدث عن قصة حيّ، والحيّ يمثل المدينة والمدينة تمثل الدولة، وهو قد لا يكون الأفضل ولكنه الأصدق، وهناك شيء بالقصة حقيقي.

ما المراجع التي عدت لها لتكون بيئتك الأقرب والأصدق؟
الكثير ممن يكتبون أعمال البيئة يرجعون لمراجع مكتوبة ومنها مراجع لم يكتبها عرب ولم يكتبها ابن البيئة، أما أنا فأكتب عن بيئة عايشتها ولا أقوم بتجميلها ولكنني أريد تصديرها بحقيقتها، وهي لا تخلو من بعض السلبيات التي سنراها ولكن هناك الكثير من الإيجابيات وأغلب الأشخاص الموجودين في النص هم أناس حقيقيون.

ما معنى «الكندوش»؟
الكندوش هو وعاء طوله يتجاوز المترين والنصف بشكل موشوري توضع به الحبوب وله فتحة خشبية من الأسفل ينزل منها القمح أو العدس أو الحبوب بشكل عام، والاسم له علاقة بالحتوتة وموظف بشكل جميل.

هل كتبت أعمالاً أخرى؟
هناك عمل آخر في مرحلته النهائية يحمل اسم «الزايغ»، وهو يتحدث عن صديقين تجاوزا حدود الصداقة ونراهما رفاقاً في السهر والليل، وأحدهما يسهر ويرهن منزله وتحدث مفارقات كثيرة، وهو عمل اجتماعي كوميدي ولكنه في النهاية يبكينا.

كم نفتقد لزمن الكوميديا الجميلة؟ وما رأيك بالكوميديا بين الأمس واليوم؟
نحن نفتقد للكتاب الذين يكتبون، اليوم استغلوا الأزمة وعملوا مثلاً «ضبوا الشناتي»، أنا ضد اجترار الأزمة لأننا نضحك على مأساة الناس ونعيد للناس وجعهم أمامهم، الكوميديا ليست كذلك ويجب أن تكون بعيدة عن الأزمة، ومن الممكن أن نصورها بعمل أو اثنين ولكن اجترارها أكبر خطأ نرتكبه، وأنا ضد أن تكون الكوميديا تصوب الأزمة لأنها بمنزلة الضحك على مصائب الناس.

هل نحن بحاجة إلى الكوميديا التي تشبه سلسلة النجوم؟
عندما عملنا سلسلة النجوم أطلقت عليها اسم «القصير» الخاصة بالمجانين، وهي عبارة عن مجموعة مجانين، ولا تعتبر من النوع السهل بل صعبة جداً، فمثلاً في شخصية «أبو كيروز» لو أنني تخيلت للحظة أنني حسام تحسين بك لم أقدر على تجسيد الشخصية بهذه العفوية، وكنت عند دخولي الاستديو أخلع نفسي خارجاً وأدخل بشخصية أخرى تدعى «أبو كيروز»، وأعمل بعقليته وتركيبته المكتوبة على الورق، إذاً ليست مهمة سهلة أن يضبط الممثل نفسه طوال العمل على هذا الشكل وتتطلب المحاولة بكل الوسائل المتاحة لاستجلاب الضحكة من الناس.

وماذا عن الحركات الصعبة لرجل بعمرك؟
حبي للأطفال وبالضحكة المرسومة على وجوههم دفعني لأقوم بذلك وطلبتها من المخرج وكنت أبالغ أحياناً فيها حتى لو قيل إنها تهريج، ولم تكن صعبة لي لأنني لاعب «جمباز» ولدي لياقة بدنية عالية.
ألا نستطيع اليوم أن نعود لسلسلة النجوم؟
هو بحاجة إلى أناس وشباب جدد لأننا لم نعد قادرين على الاجتماع بعمل كهذا، التركيبة أصبحت مستحيلة، كما أن النصوص فقدت.

كيف تنظر إلى الأعمال العربية المشتركة ولماذا أنت مقل فيها؟
قبل الأزمة كنت أتمنى تقديم أعمال عربية مشتركة لأننا ضمن بيئة واحدة وهمّ واحد، ولكن بعد الأزمة اكتشفت بأننا لسنا من بيئة واحدة، وهمنا ليس واحداً، وهذه الأعمال هي اليوم لزيادة فرص التسويق، ولجؤوا لها للتحايل على التسويق، والعملية بذلك خرجت عن شيء اسمه فن أو هدف، وهي قصة تجارية ومرتبطة بالمادة، وشاركت بالكثير من الأعمال ولكني لست راضياً عنها.

هل فكرت بلحظة من اللحظات أن تغادر سورية؟
لا أتركها أبداً وحتى لو حدثت حرب لا أخرج من هنا، ولكني في يومٍ ما خفت على أسرتي، وأنا سافرت كثيراً ولكنني لا أطيق العيش خارج سورية.

ماذا تقول للفنانين الذين غادروا؟
دائماً العقول مختلفة وأغلب الذين خرجوا ندموا، أنا متأكد من ذلك، لأنهم ارتكبوا خطأً كبيراً في تخليهم عن بلدهم، فهذه بلدنا بهوائها وسمائها ومياهها وبحكومتها بسلبياتهم وإيجابياتهم، وهناك ناس كانت مستفيدة في البلد وخرجت لتؤسس حكومة في الخارج في الحقيقة هذا شيء غير مفهوم.

تجربتك في المسرح مع دريد لحام كم تفتقدها اليوم؟
هي أكبر رصيد أملكه، فالمسرح هو المدرسة التي علمتني مع الكبير دريد لحام الذي يبحث دائماً عن الأفضل، ومن حسن حظي وقعت بأسرة تشرين وتعلمت الانضباط واحترام خشبة المسرح واحترام زملائي وأيضاً احترام الكلمة التي أقولها وكانت مدرسة مهمة لي.

أين تجاربكم المسرحية الآن؟
كنا قدمنا شيئاً يشبه مسرح الشوك اسمه السقوط وعندما كان العرض في قطر بدأت الأزمة بتونس، وكان العرض سيستمر ويعرض في كل البلدان العربية ولكن انقطعنا ووقفنا.
والمسرح هو أبو الفنون ويبرز قوة الأداء لدى الممثل، ومن شأنه دائماً إيصال رسالة ونحن بحاجة إليه اليوم ولكن حتى لو وجد فالرواد قلت نتيجة ظروف كثيرة متشابكة، ويحتاج أيضاً المسرح إلى تفرغ بين 4 إلى 5 أشهر وذلك صعب على أي ممثل.

كيف تقضي وقتك؟
أقضيه في المنزل بشكل عام وأهتم بعائلتي وأحفادي، وبالصيف أمشي، ولست من رواد القهاوي لأنني لست مدخناً، ولا أهوى القراءة إلا ما يلفت نظري بقوة وهذه علة الشعب العربي كله ولست أنا وحدي.

ما جديدك؟
لديّ مشروع لدار الأوبرا وهو استكمال لـ «فن سوري» لنقدم صورة ثانية بغناء مختلف عن المتعارف عليه.

هل كرمت يوماً؟
كرمت كثيراً ولكن ليس من جهات رسمية أو حكومية، وهي مسألة مهمة مثل «الدينامو» الذي يعطينا دفعاً وقوة للأمام، ويجعلنا مستمرين، وأغلب التكريمات كانت من شركات خاصة وليس من الدولة وربما لأن الدولة لديها اهتمامات كثيرة ربما أهم من ذلك، وهناك هموم ليست قليلة بدورها عُكست على الوزارات وعلى المسؤولين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن