ثقافة وفن

لم يبتعد عن أسلوبه المتميز والمتنوع .. فاضل زكريا لـ«الوطن»: واجب الفنان أن يفكر لینقل الواقع للآخرين بصدق

| وائل العدس – تصوير طارق السعدوني

اختتم الفنان التشكيلي فاضل زكريا معرضيه في مقري الجمعية الشركسية بحيي ركن الدين بدمشق وقدسيا بريف دمشق، قدم خلالهما أعمالاً تتحدث عن قرى الجولان المحتلة وخاصة قريته «عين زيوان» التي دمرها العدو لتبقى حاضرة في قلوب أبنائها.
دمشق القديمة والحديثة والقرية والطبیعة والمرأة والنزوح والمعاناة والقنیطرة هي المواضیع التي جسدها أيضاً في معرضه الذي لم يبتعد فيه عن أسلوبه المتمیز والمتنوع الذي يعالج به لوحاته والذي يجمع فیه بین الواقعیة والخيال.
وشرح زكريا معاني بعض لوحاته، فأوضح أن إحداها تشير إلى أن كل الثقافات العالمية حبيسة الدولار، على حين رسم إنساناً يلعب ورق الشدة في تعبير عن الشخص المحتال عديم المبادئ، ولوحة ثالثة تنبه إلى أضرار شرب الكحوليات، على حين تنادي لوحة رابعة بضرورة العمل مهما كان نوعه، في وقت أشار فيه بلوحة خامسة إلى أن الفلاح هو الخير والبركة والعطاء الدائم.
وعبّر عن روح وهوية الشعب السوري من خلال لوحاته المرتبطة بالبيئة السورية وجمالياتها، حيث عرف عنه في وسطه الفني بقدرته على التوفيق بين اللون والريشة والخيال، يرسم ما يحسه من دون أن تقيده المفاهيم الأكاديمية، فيخرج بلوحات من ذاكرته البصرية.

تلقائي وفطري

وقال زكريا في حديثه لـ«الوطن»: حاولت في لوحاتي أن أتناول كثيراً من الأحداث والقضايا الاجتماعية، ولم أتقيد في دائرة واحدة، بل رسمت بحرية تعبر عن مشاهدتي تارة، وعما يجول في خيالي تارة أخرى.
وتابع كلامه مشدداً على أن من واجب الفنان أن يفكر كثیراً لینقل للآخرين الواقع بصدق، موضحاً أن ذلك ما عمل علیه.
وأشار إلى أن كل عمل من أعماله له تاريخیته، مبیناً أنه بأسلوبه الواقعي يسعى لإيصال رسائل معينة.

عمر مديد
من ناحية ثانية، أكد أنه أصبح في عمر الـ80 لكنه ما يزال مصراً على العمل والعطاء، معتبراً أن العمر لا يقف عائقاً أمام مزاولة عمله وتقديمه المزيد من اللوحات، وقال: ليس عمرك ما يحدد ما يمكنك عمله، بل إنها طاقتك التي تعتمد على حسك بالغاية والهدف والطموح في الحياة.
ودعا زكريا جميع الناس إلى حب الوطن، معتبراً أن المحب لوطنه سيبدع بكل تأكيد، داعياً أيضاً إلى حب الآخرين ومساعدتهم ليساعده الله، مشدداً على أن صافي الذهن والخيال سيظهر مواهبه بشكل واضح وصريح.
وأوضح أن كل إنسان من موقع عمله يجب أن يكون إنساناً مثقفاً ومحباً لوطنه ولشعبه وأن يكون إنسانیاً لأبعد الحدود وأدعو كل إنسان لأن يستغل حیاته.

البدايات
وتحدث فاضل عن بداياته لافتاً لحبه للفن التشكیلي منذ طفولته، ومبیناً أنه لم يدرس هذا الاختصاص بشكل أكاديمي ولم يسأل أحداً عنه وإنما مارس هذه الهواية بشكل تلقائي وفطري، وهي نعمة من رب العالمين.
وقال: كنت أرسم كل ما أراه من طبيعة وأشخاص وكانت أول لوحة لي مسجد قرية «عين زيوان» بكل تفاصيله من ارتفاع وأبعاد الحجارة عن بعضها وكنت أستعمل «مخلوط البودرة» الملونة مع النفط لتصبح دهاناً زياتياً، أذكر أنه قبل النزوح كان لي عشرون لوحة زيتية قديمة تمثل تجربتي الأولى وبقيت في القرية ووقتها كان عمري /26/ عاماً.
نحات أيضاً

بعيداً عن الرسم فقد عرف عن زكريا اشتغاله بتنفيذ العديد من الأعمال التصويرية الجدارية والنصبية النحتية سواء من خلال عمله كرسام في منظمة طلائع البعث أم في محترفه، حيث تتوزع العديد من الأعمال التي نفذها في محافظة القنيطرة وفي بعض قراها، مثل النصب الذي نفذه في قرية بئر عجم الذي يمثل سيدة بالزي الشعبي الشركسي بارتفاع ثلاثة أمتار.

في سطور
– من مواليد قرية عين زيوان المحتلة 1938.
– عضو في نقابة الفنون الجميلة.
– يعد من الرواد الأوائل الذين أسهموا بتأسيس فرع القنيطرة لنقابة الفنون الجميلة.
– مشارك فعال في العديد من المهرجانات.
– لا يخلو معسكر من أعماله الجدارية الكبيرة التي اشتهر بها، إلا أن مدينته القنيطرة كان لها النصيب الأكبر من أعماله، إذ شيّد فيها عدداً من التماثيل واللوحات المنتشرة بين قراها وطرقاتها.
– عمل في منظمة طلائع البعث – مكتب الفنون لمدة 27 عاماً، ومديراً لمتحف في معرض دمشق الدولي لمدة 13 عاماً.
– نفذ العديد من اللوحات الجدارية الخاصة بمهرجانات منظمة طلائع البعث في المحافظات، منها لوحة استعادة مرصد جبل الشيخ ولوحة مسرح طرطوس.
– شارك في العديد من المعارض منها المشترك ومنها الفردي، ومن مشاركاته:
معرض خاص باسم «الاتحاد الوطني» لطلبة سورية.
مهرجان الشباب الخامس بدمشق.
معارض فناني القطر والمعرض المتجول لفناني القنيطرة في محافظات القطر.
معارض فرع القنيطرة لنقابة الفنون الجميلة وبمعارض ومهرجانات منظمة طلائع البعث.
معرض خاص في صالة الشعب للفنون عام 1985م.
معرضان خاصان باسم محافظة القنيطرة في «الجمعية الخيرية الشركسية» عامي 2002 و2004.
معرض خاص بعنوان «الجولان» باسم اتحاد الكتاب العرب في سورية بمناسبة يوم الكتاب عام 2006.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن