رياضة

المدرب وأشياء أخرى

| محمود قرقورا

الحديث عن المدرب القادم لقيادة منتخبنا الأول بكرة القدم أخذ وما زال الحيز الأكبر في الأحاديث الجانبية منذ أسبوع.
ستة وأربعون مدرباً نالوا من قبل ثقة اتحاد كرة القدم ولم نحظ قرابة العقود الثلاثة الأخيرة بمدرب يجمع الشارع الرياضي على أنه المنقذ لكرتنا، القادر على قيادتها إلى مصاف العالمية رغم أن نصفهم ليس محلياً.
الحديث عن المدرب الألماني أنطوني هاي أخذ أبعاداً متفاوتة في وسائل الإعلام، فالبعض نشر خبر التعاقد على أنه تم، والبعض الصبور قال إن الاتفاق تم والتوقيع وشيك، والصنف الثالث قال إن المفاوضات بلغت مرحلة متقدمة جداً ولم يبق إلا تذليل بعض الجزئيات الهامشية.
نعلم أن إرضاء الشارع الرياض غاية لا تدرك وهذا ما يتفوه به أهل الحل والربط في القبة الكروية في الفيحاء، ونعلم أن الحديث بسوء عن مدرب وفق السيرة الذاتية التي بين أيدينا عنه سابق لأوانه، فكم من مدرب حقق هامشاً من النجاح على غير المتوقع، بيد أن ماضي المدرب المزعوم لن يروي ظمأ أي سوري متعطش للنجاح، لا يرضى بأقل من الوصول إلى المربع الذهبي لنهائيات أمم آسيا المقبلة، ونتمنى ألا نكون سوداويين في إطلاق أحكام مبكرة.
مشكلة الكرة السورية ليست بالمدرب وحده، وقد تعاقدنا من قبل مع خمسة وعشرين مدرباً أجنبياً ولكن الجوهر يتعلق بالمال، فنحن نريد منتخباً نفاخر به من غير أن نصرف عليه.
نطمح إلى خوض مباريات ودية بشرط أن نكون الطرف الضيف خفيف الظل يرضى بنفقات السفر ووجبات الطعام.
نبحث عن خصوم في أيام الفيفا حتى ولو كانوا عاديين مكررين بدليل أننا خلال ثلاثة أعوام واجهنا عُمان ثلاث مرات والعراق ثلاث مرات وماليزيا مرتين إضافة إلى منتخبات فيتنام وسنغافورا وأندونيسيا والإمارات الثاني، حيث نظرنا إلى كأس ملك تايلند فرصة مثالية للتحضير في خضم التصفيات المونديالية على حين وجد الاتحاد الإماراتي أن هذه الدورة مثالية لمنتخبه الرديف!
ووحدها مباراة اليابان على كأس كيرين كانت مع منتخب نستفيد منه في آخر ثماني سنوات، فهل من المعقول أن نكون لعبنا ثلاث مباريات ودية نوعية أمام السوفييت والسويد وفنزويلا عبر تاريخنا الممتد 69 عاماً؟
المشكلة الجوهرية أيضاً أن نعود لدوري الشباب والناشئين مفيدة وضرورية ولكنها ليست بالشكل الحالي، حيث لا بد أن تقام بصحبة مباريات الرجال على مرأى من الجماهير كي يعيش اللاعب جو المباريات منذ الصغر، وكلنا أمل أن يترجم ذلك على أرض الواقع في قرار اتحادي سريع، فدوري الشباب ما زال في أوله والدوري سيستأنف الأسبوع المقبل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن