سورية

أردوغان حول «غصن الزيتون» من رمز للسلام إلى آخر للاحتلال … سورية تدين العدوان التركي على عفرين وتطالب بوقفه فوراً

| الوطن – وكالات

أدانت سورية بشدة العدوان التركي الغاشم الذي بدأه نظام الرئيس رجب طيب أردوغان أمس على مدينة عفرين في شمال البلاد وطالبت المجتمع الدولي بإدانته واتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فوراً، نافية ادعاءات النظام التركي بإبلاغها بهذه العملية العسكرية.
وضارباً عرض الحائط بكل المواثيق الأممية والمعاهدات الدولية حول نظام أردوغان «غصن الزيتون» من رمز للسلام إلى رمز للاحتلال والعدوان، عندما أطلق جيشه الاسم على العملية التي بدأها أمس لاحتلال مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح نقلته وكالة «سانا»: إن «الجمهورية العربية السورية تدين بشدة العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين التي هي جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية» مؤكدة أن هذا العدوان يمثل الخطوة الأحدث في الاعتداءات التركية على السيادة السورية.
وأضاف المصدر: إن «سورية تنفي جملة وتفصيلاً ادعاءات النظام التركي بإبلاغها بهذه العملية العسكرية التي هي جزء من مسلسل الأكاذيب التي اعتدنا عليها من النظام التركي».
واختتم المصدر تصريحه بالقول: إن «سورية تطالب المجتمع الدولي بإدانة هذا العدوان التركي واتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فوراً».
وفي وقت سابق من يوم أمس بدأ سلاح الجو التركي قصف مواقع في محيط عفرين ظهر أمس مفضلاً التحليق فوق لواء إسكندرون السليب وعدم دخول الأجواء السورية حسبما روت مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي أكدت سماع أصوات مقاتلات حربية فوق أجواء قضائي «ريحانلي» و«قرقخان» بلواء إسكندرون المحاذي لمدينة عفرين السورية.
وأصابت غارات طائرات «إف 16» التركية مواقع لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية والتي تعتبر عماد «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في قريتي مرعناز وكتيبة تل عجار ومزرعة القاضي بقرية المالكية غرب مدينة إعزاز، وفي عين دقنة ومنغ ومطار منغ العسكري واللواء ١٣٥ في قرية قيبار شرق مدينة عفرين، بريف حلب الشمالي، كما مهدت لدخول وحدات من ميليشيات «الجيش الحر» وأخرى منضوية كانت في عملية «درع الفرات» إلى المناطق الخاضعة لسيطرة «الوحدات» في عفرين.
بموازاة ذلك كانت المدفعية التركية تدك مواقع «الوحدات» وكان ‏الجيش التركي يدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع سورية.
وطالت الاستهدافات جبل برصايا شمال غرب مدينة إعزاز، ومحطة الإذاعة في ناحية شيخ الحديد، التي تستخدمها «الوحدات» سجناً ومكاناً للمراقبة قرب الحدود التركية بحكم موقعها المرتفع. أعلى قمة في الريف الشمالي الغربي.
وبحسب المصادر، فقد تمكنت الميليشيات من السيطرة على قرية مرعناز كـ»أول قرية» تستطيع إتمام السيطرة عليها، فيما تحدثت وكالة «الأناضول» التركية عن 108 أهداف تم استهدافهم.
ورغم أن الصور التي نقلت من مناطق الاستهداف أكدت إصابة مدنيين إلا أن «الأناضول» نقلت عن مصادر عسكرية: أن جميع القتلى والمصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات جراء العملية التركية من المسلحين الأكراد.
رئاسة الأركان التركية، أعلنت وبوضوح أن عملية عفرين بدأت الساعة الخامسة (14:00 ت. غ) من مساء أمس، تحت اسم «عملية غصن الزيتون»، بزعم القضاء «على إرهابيي (بي كا كا (حزب العمال الكردستاني)/ ب ي د (وحدات حماية الشعب) / ي ب ك (قوات سورية الديمقراطية)، و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين» على حد زعمه، مدعياً أن العملية «تجري في إطار حقوق بلادنا النابعة من القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضي السورية»، على حين زعم بيان للخارجية التركية أنها أبلغت دمشق مسبقاً بالعملية في تكرار لما قالته أنقرة حين شنت عملية «درع الفرات».
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية، أن «رد الفعل السلبي لأنقرة نتج عن محاولة واشنطن إنشاء «قوات حدودية» في المناطق المجاورة لتركيا، إضافة لإجراءات أخرى يقوم بها الأميركيون لكسر الدولة السورية ودعم الجماعات المسلحة».
وأعلنت الوزارة «نقل الفريق العامل التابع لمركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة والشرطة العسكرية في منطقة عفرين إلى منطقة تل رفعت»، على حين أبدت وزارة الخارجية الروسية قلقها إزاء العملية ودعا بيان لها الأطراف المتنازعة إلى التزام ضبط النفس.
وبحث رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف هاتفياً قبل انطلاق العملية، مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، آخر التطورات في سورية، بحسب وكالة» تاس» الروسية، على حين أكد مصدر دبلوماسي أن الخارجية التركية استدعت مساء أمس ممثلي البعثات الدبلوماسية الأميركية والإيرانية والروسية لديها، وأطلعتهم على التطورات في عفرين.
ووفقا لوكالة «روتيرز»، اعتبر متحدث باسم «الوحدات»، أن العملية مقتصرة على «مناوشات» على أطراف منطقة عفرين، لكنه أقر أن الطائرات الحربية التركية قصفت مدينة عفرين السورية وعدة قرى حولها، على حين دعت «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، الحكومة التركية إلى وقف التهديدات غير المبررة على منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، كما دعت في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية أنه «إذا ما تعرضنا للهجوم، فلن يكون أمامنا أي خيار سوى الدفاع عن أنفسنا وشعبنا»، معتبرة أن «التهديدات المفاجئة وغير المبررة للعمليات الهجومية من قِبل تركيا ضد مدينة عفرين تمنح فرصةً لحياة جديدة لداعش».
أردوغان وكما اعتاد في كل مناسبة للتبجح بعدوانه، أعلن أن «غصن الزيتون» ستشمل مدينة «منبج» السورية أيضاً.
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر لحزبه «العدالة والتنمية» في ولاية كوتاهية، وسط البلاد، اعتبر أردوغان أنه «طالما لم يتم حتى الآن الوفاء بالوعود التي قطعت لنا بشأن منبج، فلا أحد يستطيع إبلاغنا بما ينبغي لنا فعله بهذا الخصوص»، وأضاف: «سنطهر دنس الإرهاب الذي يحاول تطويق بلادنا حتى حدود العراق»، لكنه أقر أن حكومته تعلم جيداً بأن تركيا لن تكون في أمان ما دامت سورية غير آمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن