ثقافة وفن

لحم كتافي من خير سورية وأعترف بفضلها … مي حريري لـ«الوطن»: دمشق ما زالت متوهجة وحصينة وصامدة.. وأستمد قوتي من خبرتي في الحياة

| وائل العدس

استطاعت النجمة اللبنانية مي حريري جذب الأنظار إليها، بعد أن اختارت الغناء كمسار جديد لإطلاق نجوميتها، حيث جاءت إطلالاتها الفنية، كمادة دسمة ساهمت في توسيع دائرة انتشارها.
أحبت الغناء وتميزت بصوت قوي وفريد من نوعه وشجعها من حولها على الغناء بعد أن أظهرت موهبة غنائية منذ صغر سنها وكبر معها.
انطلاقتها الفنية بدأت من خلال أغنية «حسهر عيونو» عام 2004 وقد تخطت بها كل حدود النجاح والشهرة، بعدها بعام أصدرت أول ألبوماتها وحمل عنوان الأغنية نفسها.
تزوجت من الموسيقار الراحل ملحم بركات بسن صغيرة، وأنجبت منه «ملحم جونيور» قبل أن يقع الانفصال، وقد جددت ست أغان من أغانيه، منها «حبيبي أنت» و«حمامة بيضا» بصوتها، وضمتهما لأحد ألبوماتها.
ورغم شهرتها الواسعة إلا أن رصيدها الفني لم يتعد ثلاثة ألبومات فقط، وهم «حسهر عيونه»، «حبيبي أنت» و«عمري تاني»، وصورت 16 أغنية لعل أكثرها نجاحاً أغنية «تعالا نرقص سوا» التي صورتها في شاطئ بيروت.
عشقها لسورية فاق الحدود، إذ لا توفر حديثاً أو لقاء إلا وتبدي فيه محبتها لسورية والسوريين، مؤكدة أن حبلها السري متصل بأرض وهواء وماء سورية.
مؤخراً أحيت حريري حفلاً جماهيرياً ناجحاً في أحد فنادق دمشق، واحتفلت مع السوريين بأعياد الميلاد ورأس السنة، قبل أن تحل ضيفة على «الوطن» من خلال الحوار التالي:

اليوم عدتِ لإحياء الحفلات في سورية، اشتقنا لكِ.
لم أغب عن سورية أبداً رغم الحرب، وزياراتي دائمة لأصدقائي في دمشق، فأنا حاضرة ولكن حفلاتي كانت غائبة فقط، والآن دُعيت ولبيت الدعوة من دون تردد.. وجاهزة لإحياء أي حفلة في بلدي الثاني سورية في أي زمان ومكان.
وخلال زيارتي الأخيرة لاحظت أن دمشق مازالت متوهجة وحصينة وصامدة بفضل شعبها الطيب وجيشها البطل وقائدها الحكيم.

موقفك كان واضحاً منذ بداية الحرب على سورية، وهذا يسجل لكِ.
«لحم كتافي من خير سورية»، وأنا أحب هذا البلد وأعترف بفضله عليّ، ومن الطبيعي أن أقف بصفه في حربه على الإرهاب الذي عكر صفو السوريين بعدما كانوا ينعمون بالأمن والأمان.
رأيي واضح وأنا حرة فيه لأنني مقتنعة فيه مئة بالمئة، ولا أقوله بشكل عبثي أو ارتجالي، بل لأنني أعرف بواطن الأمور ولأنني على دراية كاملة بما حدث ويحدث، هذه هي قناعاتي، ولدي حق التعبير عن رأيي السياسي.
وبكل الأحوال، سورية ستخرج من أزمتها وتعود أفضل مما كانت عليه بفضل شعبها وجيشها وقائدها، والأيام كفيلة بإثبات ذلك.

بعض الفنانين اللبنانيين بدؤوا مؤخراً بالغناء لسورية، فماذا عنك.
مع بداية الحرب الإرهابية على سورية، كنت أول من غنى لها وقدمت أغنية «جنوبية وجاية رد جميل.. لكل أهلي بأرض الشام» من كلمات الشاعر محمد حسن محمد وألحان ماهر وثائر العلي، وقد توجهتُ من خلالها إلى سورية برسالة تعبر عن وقوفي إلى جانبها في وجه كل المؤامرات التي تستهدفها، وهي عبارة عن تحية صغيرة مني لكل السوريين، الذين أعتبرهم المثل الأعلى في الحياة الراقية المتحضرة.
أقدّر سورية وشعبها وقائدها كثيراً، ولا يمكن أن ننسى فضلها على اللبنانيين في حرب تموز 2006.

كيف تصفين علاقتك بالجمهور السوري؟
السوريون يحبونني وأنا أبادلهم الشعور نفسه، وهم نقطة ضعفي وأنا نقطة ضعفهم، هم أهلي وإخوتي وأحبائي، وحبهم مغروس في قلبي.
عندما وصلت إلى الحدود السورية قلت في نفسي: يا اللـه كم أحب هذي البلد وكم هي جميلة».

باعتبارك زوجة سابقة للموسيقار الراحل ملحم بركات، إلى أي مدى أثّر فيكِ؟
هو بالنسبة لي مدرسة تعلمت منها الكثير، وكان زوجي وحبيبي.. وحتى بعد طلاقنا بقينا أصدقاء، وكان إلى جانبي في كل المواقف والأزمات والأفراح التي عشتها وهو أكثر من صديق.
كفنانة تعلمت منه على الأقل كيف تصبح أذني أذناً موسيقية وأن أسمع الموسيقا بشكل صحيح، وكان له تأثير قوي في تكويني واختياراتي، وقد غنيت بعضاً من إبداعاته.

منذ دخولك الوسط الفني قبل سنوات وأنتِ تحافظين على جمالك فما السر؟
لأنني نظيفة من الداخل، إضافة إلى الاعتناء الاعتيادي بالشكل والرياضة والنوم الكافي، والأهم من ذلك أن الجمال موجود الحمد لله.
أهتم بنفسي كثيراً كأي امرأة في هذه الحياة، لأن المرأة كالشجرة إن أهملتها ولم تعتن بها فستتوقف عن النمو ولن تزهر مجدداً.
وأعتبر أن الرياضة الوسيلة المثالية لتحقيق جسم رشيق وجميل بما أنها تكبح التوتر وتحسّن المزاج وتحارب الأمراض والمشكلات الصحية، وطبعاً الرياضة المنتظمة والغذاء الجيد يكمّلان بعضهما بعضاً من أجل الحفاظ على الصحة.
ودائماً النفسية الحلوة والذكاء والأخلاق تجعل المرأة أجمل بعيون الناس.. فالجمال الخارجي لا يكفي وحده.

وهل تعتبرين جمالك نقمة؟
دائماً أقول إن المرأة يجب أن تكون جميلة وذكية، والجمال نقمة عندما تستخدم المرأة كسلعة وتكون غير قادرة على الدفاع عن نفسها، أو تكون غير قوية بالشكل المطلوب، وهناك العديد من الأشخاص يغارون من الجمال ويحاربونه.

عُينتِ مؤخراً سفيرة السلام لذوي الاحتياجات الخاصة، فما رسالتك للناس؟
بقدر ما يشرفني ذلك، بقدر ما يشكل مسؤولية كبرى على عاتقي، وأنا مع الطفل بكل مكان وبأي بلد، وأي مناسبة تكون لها علاقة بالطفولة أكون موجودة بها وأساهم دائماً بمساعدة الأطفال.
أما رسالتي فتخص الأطفال بأن يبتعدوا عن الزواج المبكر، وأن يتحلوا بالصبر، وأن ينشغلوا بنهل العلم والثقافة في المدارس والجامعات كيلا ينتج عندنا مجتمع جاهل وغير صحي.
وأتمنى أن ألقى تجاوباً كبيراً لنجاح هذه المهمة النبيلة رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها عالمنا العربي.

من المعروف أنك امرأة قوية، فمن أين تستمدين هذه القوة؟
قوتي في نظافتي وراحتي النفسية، فأنا متصالحة مع نفسي لدرجة تفوق الخيال، ولا أفكر كثيراً في هموم الدنيا إيماناً مني بالآية «قل لن يصيبنا إلا ما كتب اللـه لنا هو مولانا وعلى اللـه فليتوكل المؤمنون».
كما أستمد قوتي من خبرتي في الحياة ومن كل درس تعلمته فيها، لأن الدنيا وما مررت به كانت مدرسة لي.

انتحارك.. فكيف تعاملتِ معها؟
أحزن كثيراً وأسأل نفسي لماذا يتعامل هؤلاء الإعلاميون بهذا الأسلوب الذي لا يتماشى مع قواعد المهنية ويضرب في الصميم مهنة صاحبة الجلالة.
بكل الأحوال أنا بخير الحمد لله، ولا أنتحر لأنني مؤمنة، لكنني دخلت المستشفى وخضعت لبعض الفحوصات لأنني كسائر البشر يمكن أن أمرض، وخاصة في ظل الظروف الجوية المتقلبة.
إذاً كل ما قيل كانت مجرد أقاويل ظهرت في النهاية على حقيقتها، وبقيتُ عند حسن ظن الناس.

جنوبية وجاية رد جميل
جنوبية وجاية رد جميل لكل أهلي بأرض الشام
سورية شعبك أصيل وترابك ما راح ينضام
حيوا الأسد إلي ما بيميل وسورية أم الأحرار
سورية عندي حنين لأرضك أرض الأديان
للأموي وصلاح الدين وليوحنا المعمدان
سورية أرض الياسمين والجوري وطير الحمام
مبارح جينا جنوبيين هربنا من صوت العدوان
شلتينا جوات العين وحمانا اللـه وبشار
وهلق جاية وفّي الدين وبوس ترابك يا شام

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن